المواطن/ كتابات ـ محمد مهيوب الاكسومي
لعل من ابرز الظواهر السلبية الاكثر شيوعا ، والمتأصلة في حياة احزابنا السياسية العربية منها واليمنية على وجه الخصوص بمختلف اتجاهاتها يمين وحتى يسار
هي ظاهرة الشيخوخة في مربع قيادات الاحزاب السياسية بالرغم في اغلبها تدعوا الى التغيير وتنتقد آزلية الحاكم او السلطان الا انها وفي بناءها الداخلي تحديدا ، لا تعد سواء انعكاس حقيقي وتجسيد اخر لممارسات وقناعات ذلك الحاكم والذي عادتا لايودع هرم السلطة سواء بقرار الهي ،
هده الظاهرة تعد واحدة من جوانب الازمة العامة في بلادنا على وجه الخصوص ان لم تكن الرئيسة ، تحديدا اذا ما اعتمدنا حقيقة ان النخب السياسية عادة هي من تقود الصراع ويحتدم من خلالها أو يتلطف بمقتضى متطلبات العمل السياسي الوطني العام .
ولاشك ان هذه الظاهرة غير صحية ، والاصابة بها لا تجمد حالات التطور والاخذ بالافضل في مواكبة الاحداث والظواهر فحسب ، بل وتكاد ان تنهي وتنقرض حياة احزاب تاريخية عريقة بالتدريج .
ويظل الاخذ بمبدأ التجديد والتغيير هو المنقذ لحياة هده الاحزاب كمبدأ عام يراعى فيها ضرورة الاستفادة من خبرات وتجارب القيادات التاريخية السابقة ( نجاحاتها واخفاقاتها ) والتي ادت دورها في مراحل سابقة .
ويجب ان يتعامل الجميع مع الدور النضالي للقيادات السابقة بكل مسؤولية واعتزاز ، كمدرسة نضالية فيه النجاح وفيه الفشل ، ومنه وعلى صفحات نضالاته الوطنية المتقدة ، يتوجب ان تستخلص الدروس والعبر
، وعلى صخرة اصرار القديم يصقل الجديد حماسه في طريق النضال .
كتبه / محمد مهيوب شريان الاكسومي