عارف الشيباني
الذين يقودون المقاومة في تعز ويديرون معاركها لا يمتلكون قرار إدارتها بالشكل الذي يؤدي إلى التحرير والحسم وتحقيق الانتصار فيها .. فيلجاؤن إلى خوض معارك الغرض منها إسقاط الواجب ومجاراة الرأي العام الضاغط والتواق لتحرير المحافظة ليس إلا ، وهذا واضح حين يتوجهون في معاركهم غرباً بدلاً من من توجههم شرقاً وفك الحصار عن المحافظة .. إنهم يديرون المعارك وفقاً لحساباتهم الخاصة ومصالحهم الذاتية التي ترتبط بمموليهم وأولياء نعمتهم ، وبحسب ما يمليه عليهم رعاتهم الاقليميين الذين تختلف استراتيجيتهم وأهدافهم وتتناقض مصالحهم مع مصالح الشعب اليمني التواق للقضاء على مشروع الإمامة ودحره وهزيمته ، ولا يهم هولاء أن تزهق الأرواح وتسفك دماء الشباب وتسيل دماءهم لا لشيء سوى أن لا يكتشف المخدوعون زيف ما يدعون ، وما يخفونه من أهدافٍ غير معلن عنها، حتى أنهم يعمدون أن لا يحققون أي انتصار ما يمكن البناء عليه ومراكمته ويبرر على الأقل هذه التضحيات . .
ولكي يواروا خيباتهم وزيف ادعاءهم يبحثون عن أطراف أخرى كشماعات يعلقون عليها فشلهم ، بل ويلصقون إليهم تهم شتى من أن هذه الأطراف هي من تقف عائقا ً أمام التحرير ، بالرغم من أن من يصمونهم بذلك هم أولئك الذين تصدوا وتصدروا معارك مقاومة الانقلاب منذ الطلقة الأولى وبصدق وبمواقف واضحة وثابتة وهم ممن وقفوا في مواجهة المشاريع المتخلفة والظلامية وخاضوا معارك حقيقية وقدموا قوافل من الشهداء وحققوا انتصارات مشرفة في كافة الجبهات … وفي مقابل ذلك تعرضوا ويتعرضون حتى اليوم لكافة أشكال الإقصاء والتنكيل والمطاردة والاستبعاد ، قُتل القائد الفذ عدنان الحمادي عنوان ورمز المقاومة وفخر العسكرية اليمنية ونكل برفاقه وقادة أركانه وقادة كتائب لوائه اللواء ٣٥ ..
واليوم يحاولوا أن يصوروا تلك الأطراف التي لطالما – كشفت زيفهم وفسادهم وعرتهم وفضحت ادعاءاتهم – يصفونهم بالمتخاذلين الذين يعيقون التحرير بل ويحملون هذه الأطراف مسؤلية خيباتهم وإنكساراتهم وهزائمهم التي يلحقونها عامدين متعمدين بالمقاومة الوطنية الشجاعة بسؤ خططهم ورداءة قيادتهم وادارتهم لمعارك التحرير ..
لقد استقبلت مؤخراً جماهير المحافظة – تعز – الدعوة للنفير العام والاعلان عن البدء بمعركة التحرير بالترحاب التام والمباركة الكبيرة في كافة الأوساط الشعبية والأحزاب السياسية ليتضح بعد ذلك أن هذه الدعوة لم تكن سوى المقدمة والتهيئة لحملة جمع التبرعات بزعم دعم معركة التحرير ،ليس ذلك فحسب بل إتخاذ إجراءات الاستقطاعات المالية من رواتب الموظفين ومصادرة رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين . ليتضح في النهاية أن الأمر كله تهريج وتلاعب بمشاعر الناس الطيبين واستغلال حماسهم من أجل حلب ما في جيوبهم .. وكما انتهت وذوت واضمحلت (معركة قطع الوريد) في السنة الماضية هاهي (معركة النفير) تخفت وتذوي بل ويتوارى قادتها والداعون إليها ،ولم نعد نسمع لهم صوتا .. غير ابواقهم في مواقع التواصل الاجتماعي يلقون باللائمة على أطراف وقوى سياسية أخرى يصورون زيفا أنهم من يعرقلون معارك التحرير …
*المقال لا يعبر عن رأي الموقع ويعبر فقط عن رأي كاتبة