كتابات – محمد محسن الحقب
ثورة فبراير السلمية أصابت كبد التوقيت والهدف ولكنها اخطأت في اختيار خط الرحلة واتجاه الطريق.
تحتاج ثورة فبراير وثوارها إلى امتلاك الشجاعة لتقييم تلك التجربة ونقدها ومن ثم تقويمها فهناك أخطاء كبرى رافقتها ولعل أبرز تلك الاخطاء أن حمائم النخب السياسية الجبانة استطاعت أن تلوي عنقها في منتصف الطريق وقامت بتجييرها وفقا لما يقتضيه القرار السياسي الدبلوماسي الناعم وليس لما يقتضيه الخط الثوري والارادة الجماهيرية التي لا تقبل انصاف الحلول.
منحت تلك النخب لنصف فريق النظام السابق حصانة ووفرت له فرصة ومساحة أكبر للإنتقام وتلغيم أرضية الانتقال السلمي للسلطة وبالتالي المساهمة في ادخال الوطن في أتون الحرب.
تلك النخب بعد ان كانت قد حولت الثورة إلى أزمة سياسية كارثية، جعلت نصف الفريق الآخر للنظام السابق وحجر زاويتة والذي قامت ضده الثورة هو الوصي الأوحد على الثورة بل ومازال هو المتحكم بدفة القرار السياسي والوطني إلى اليوم وإلى هذه الساعة وإلى هذه الثواني، أضافة إلى ميلاد وصناعة تيار ثوري انتهازي جديد توفرت له الظروف المناسبة للنمو والتضخم في ظل الثورة وخلف اسوارها واكتفى لاحقاً فقط بتبوء مناصب ومواقع سياسية أو قيادية أو بمجرد الفتات.
بالتالي سوف نحتاج لثورة أخرى يوماً ما على من قاموا بسرقة الثورة وعلى من حرفوها عن مسارها الصحيح، فهذه هي الحقيقة ولا نستطيع حجب عين الشمس بغربال.
فهل سيأتي اليوم الذي نمتلك فيه الشجاعة جميعاً ونعترف أننا اخطأنا في اختيار خط الطريق رغم أننا لم نخطىء في اختيار الهدف والوجهه والمحطة الأخيرة للحلم الجميل والدولة المدنية لوطن واحد وعيش كريم وهي الغاية التي خرجنا من أجلها.
فبراير ليس مجرد ذكرى للاحتفاء يا اصدقائي الثوار. فالقراءة والمراجعه والنقد والتقييم وصولاً للتقويم هو الاقرب للاهتمام والاحتفاء به.