المواطن / لمياء الشرعبي
تعتبر قضية “المرأة اليمنية” وما تواجهه من مشقات في مختلف جوانب الحياة، من القضايا الإنسانية التي تشغل حيزًا كبيرًا في رقعة المعاناة التي يعيشها المواطن اليمني بشكل عام.
فلا يزال الوضع المعيشي للمرأة اليمنية في الحضيض مقارنة بما وصلت إليه البشرية من تقدم في مختلف الدول، ويرجع سبب الوضع إلى عوامل عدة تشمل الجانب الاقتصادي وهشاشة البنية التحتية وغياب الوعي المجتمعي، والنظرة التقليدية للمرأة بكل ما تمثله من مضامين خانقة تقيد المرأة، وكل هذا يعكس مدى الجهل بأهمية المرأة للحياة كونها العمود الأول والكائن الجميل الذي صممه الله للتكاثر والمحافظة على النسل البشري.
إذ لا تزال هناك مناطق نامية في الريف لا تنال فيها الفتاة حقها في التعليم وذلك لعدم توفر مدارس قريبة من المنطقة، مما يمنع أكثر الفتيات من قطع مسافات بعيدة متنقلات لوحدهن في المجتمع اليمني المحافظ ويسبب مشقة كبيرة للفئة القليلة منهن اللواتي يقطعن مسافات بعيدة في سبل الحصول على العلم، إضافة لوجود نسبة كبيرة من الفتيات المتعلمات في الريف غير حائزات على شهادات الثانوية العامة بسبب البعد المكاني للمدارس وعدم توفر المواصلات الأمر الذي يجعلهن يكتفون بمرحلة بسيطة من التعليم، وهذا ما يجعل فرصهن في الحياة أقل ومعاناتهن أكثر.
وتتفاوت المشقات مابين الأعمال المهنية الخارجية والداخلية المختصة بالأسرة وكثافة النسل دون وجود وسائل معيشية جيدة، مما قد يؤدي بنفسية المرأة اليمنية إلى الإنهيار والهموم المتمركزة غالبًا على كيفية إطعام أطفالها وتوفر السُبل المتيسرة لذلك.
وجغرافيًا تتركز المشقة اليومية للمرأة اليمنية في المناطق الجبلية على وجه التحديد، مابين صعوبة جلب الماء والزراعة والرعي وجلب “الحطب” والأعمال الشاقة التي تنافي الطبيعة الفطرية للأنثى، وتشيخها في منتصف العمر، وتؤدي بها إلى أمراض عديدة تتمحور أكثرها على العظام والمفاصل نتيجة للأحمال الثقيلة التي تحملها المرأة الريفية على عاتقها.
ومن يوميات المشقة معاناة بعض النساء في المناطق الجبلية من ضيق في الرحم وعوامل أخرى قد تصعب عليهن الولادة في ظل عدم توفر كادر طبي خاص إذ قد يؤدي هذا بحياة المرأة أو جنينها إلى الموت في طريق وصولها إلى المستشفى.
وهنا يجب أن يسلط الإعلام الضوء على هذه المشقات لرفع منسوب الوعي بالمرأة وماتعانيه في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والبنية التحتية للحد من هذه المشقة والمطالبة بتوفير مشاريع المياة والكهرباء وبناء مدارس في الأرياف النامية التي يرتفع فيها نسبة الأمية النسوية وتوفير الوسائل الطبية، وإصلاح الطرقات..وعمل كل ما من شأنه توفير حياة مريحة للمرأة، وجعلها تعيش حياة طيبة.
ومن رأيي أن الوعي المجتمعي بالمرأة أحد العوامل المهمة والرئيسية التي قد تساعد في الحد من هذه المشقة، وتدفع المجتمعات للعمل من أجل حياة مستقرة للجنسين.