المواطن/ تعز
قال محمد عبدالعزيز الصنوي وكيل المحافظة لشؤون الحجرية ان عظمة ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر ستظل في قلوب كل اليمنيين.
و في كلمة له القاها بحفل خطابي وفني اقامته السلطة المحلية بمديرية الشمايتين صباح الاثنين،ً احتفاءً بالذكرى ال58 لثورة 26 سبتمبر الخالدة، تحدث الصنوي عن النضال والكفاح الوطني عبر مراحله الاولى التي امتدت من اواخر الاربعينات وحتى فجر السادس والعشرين من سبتمبر والدور الكبير للاحرار والثوار بقيادة النعمان والزبيري وعلي عبدالمغني، والمرحلة الثانية من حصار السبعين وصمود الثوار حتى تحقيق شعار الجمهورية .
ورفع الوكيل الصنوي، بهذه المناسبة باسم السلطة المحلية ايات التهاني والتبريكات للقيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي والى دولة رئيس الحكومة ومجلس النواب بهذه المناسبة الوطنية، متمنيا ان يعود هذا العيد وقد تحقق للوطن انتصارات عسكرية وسياسية واقتصادية على ادوات الانقلاب على الشرعية ومخرجات الحوار الوطني ويتحقق للشعب حلمه في اقامة دولته المدنيه .
واكد الصنوي ان تعز كانت ولاتزال في مقدمة النضال عبر مراحله المختلفة وصاحبة مشروع المدنية والقيم المتساوية والتي تدرك بان لاوطن بدون سلام ولاتنمية دون تحقيق دولة مدنية ديمقراطية تحفظ حق الجميع.
“فيما يلي نص الكلمة”
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الدكتور عبد القوي المخلافي وكيل اول محافظة تعز
الأخوة والأخوات الحضور جميعا كلٍ بصفته واسمه .
صباح مشرق بآمال وطن وثورة
صباح وطن ينادي كل أبنائه ليذكركهم بمعنى الانتما للوطن، وما يترتب على مفهوم الانتماء من قيم المواطنة التي تعني بكل اللغات الدفاع عن الوطن والذود عن سيادته والعمل على استقراره والسير به نحو ما ينسجم وحياة العصر ليعيش فيه أبناؤه جميعا المواطنة المتساوية التي تحفظها وتنظمها منظومة القوانين والتشريعات الدستورية التي هي هدف سامي لكل ثورات اليمنيين ضد الطغيان وكهنوت التسلط، كما ترجمتها ثورة السادس والعشرين من سبتمر عام 1962م.
وبهذه المناسبة، مناسبة العيد الثامن والخمسين من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر العظيمة والخالدة اسمحوا لي أيها الإخوة الكرام بان أزف خالص آيات التهاني والتبريكات واسماها
للاخ: رئيس الجمهوريه المشير عبدربه منصور هادي.
وإلى الأخ: رئيس الحكومة الدكتور معين عبد الملك.
ورئيس مجلس النواب الأخ سلطان البركاني.
ومن خلالكم أيها الحضور الأعزاء لكل أفراد الشعب اليمني.
واتمنى ان يعود هذا العيد وقد صنعنا ما نطمح إليه جميعا من انتصارات عسكرية وسياسية واقتصادية تعيد لثورتي سبتمبر واكتوبر واليمن الشموخ والمجد والسيادة الوطنية التي يتطلع إليها شعبنا في كل أرجاء الوطن اليمني، ولاسيما ونحن نعيش اليوم أوضاع يغيب فيها كثير من مفاهيم السيادة الوطنية ومقومات المواطنة بفعل الحرب القائمة وما برز خلاله من توجهات تخدم مصالح خارجية وعبر ادوات الإنقلاب على الشرعية ومخرجات الحوار الوطني وعلى حساب مكتسبات ثورتي سبتمبر واكتوبر، ومنجزات خمسين عاما من عطاء الثورتين.
الأخوه والأخوات الحضور
ها هي تعز اليوم تحتفل بهذه المناسبة وسنظل في هذه المحافظة نحتفل في كل الاعياد والمناسبات الوطنية، وفي مقدمتها أعياد ثورتي سبتمبر و اكتوبر المجيدتين والثلاثين من نوفمبر الخالد.
الأخوه الاعزاء
لقد حققت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام ٦٢م انتصارات ليست بالهينة أو البسيطة رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدها، ورغم كل ما انتجته مؤتمرات حرض وخمر وغيرها من وسائل التأمر العميقة التي عملت من داخل الثورة وباسمها على تقويض مسارها التحديثي للحياة ومتطلباتها.
إنها ثورة صنعها شعبنا اليمني بقيادة رواد التحرر عبر مرحلتين من النظال والكفاح الوطني،
امتدت المرحلة الأولى من أواخر الأربعينات وحتى فجر السادس والعشرين من سبتمبر يوم الانتصار على النظام الامامي الكهنوتي الذي ظل متسلطا على كل مقدرات الحياة اليمنية منذ قرون عديدة.
وقد مثلت هذه المرحلة بفعلها الجاد والدؤوب مرحلة التنظيم والتحضير للثوره والفعل الثوري عبر الانتفاضات المتكررة من عام ٤٨ التي استهدفت رمز الإمامة من قبل عدد من الأحرار الابطال شهداء اليمن الذين أعدمهم الإمام، أمثال: القردعي والعلفي واللقية والموشكي، وقد شارك في مظاهر الفعل الثوري كل القوى والنخب الوطنية، التي تمثلت بحركة الأحرار بقيادة النعمان والزبير ي، وتجسدت بكل اليمنين الأحرار والتنظيمات الحديثة التي ظهرات في آواخر الخمسينات في إطار تنظيم الضباط الأحرار بقيادة الشهيد علي عبد المغني
، وبمشاركة عدد من الرموز الوطنيية المدنينة من أبناء هذا الشعب الذين اعتقل منهم الكثير واودعوا في سجن حجة، و اعدم بعضهم من قبل نظام الطغيان الامامي وأدوات تسلطه.
وكانت المرحلة الثانية هي مرحلة الدفاع عن الثورة وتمتد من يوم ٢٦ سبتمبر وحتى حرب السبعين يوما ٦٨م حيث استطاع المدافعون عن الثورة الوقوف ضدحصار سبعين يوما للعاصمة صنعاء والانتصار عليه، فمثل ذلك الصمود والانتصار ملحمة بطولية صاغها أبطالها تحت شعار الجمهورية او الموت.
ولقد كان إنتصارا تاريخيا عظيما في تاريخ التحرر من النظام الامامي الكهنوتي المتخلف، فكان تخليدا عمليا للثورة والجمهورية بقيادة شباب الجيش اليمني وفي طليعتهم الشهيد البطل عبدالرقيب عبد الوهاب وزملائه الابطال .
إن انتصار ثورة سبتمبر بأهدافها الوطنية الستة قد احدث تغيرا ثوريا في واقع حياة المجتمع اليمني في كل المجالات ورسم تاريخ اليمن الجديد المنفتح على العصر المتطلع لأن يكون جزءا من العالم العربي وشريكا فاعلا مع العالم الخارجي.
وقد شارك في هذا ذالك التغير النوعي في حياة المجتمع اليمني قيام ثورة ١٤ أكتوبر خلال الفترة 63//67
وكانت نتاج سنوات عدة من النظال والكفاح الوطني، الذي شارك فيه كل التنظيمات السياسية والاجتماعية بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل، وقدتكلل انتصارها في الثلاثين من ديسمبر، تاريخ جلاء آخر جندي بريطاني.
وبفضل تضحيات شعبنا الجسام التي قدمها ثمنا لانتصاراته وتحقيق التحرر والاستقلال بانتصار ثورتي سبتمبر أكتوبر وبدعم سخي من مصر عبد الناصر ، تهيأ للشعب اليمني كي يكون حاضرا في المجتمع الدولي وجزءا منه.
ولهذا فإن ثورتي سبتمبر واكتوبر يظلان مناسبتين عزيزيتين على قلوب كل اليمنين كونهما منطلقا لتاريخ اليمن الجديد الحافل بطموحات عظيمة تتطلب تضحيات مستمرة للتمسك بحياة العصر والخلاص من أمراض الماضي بكل قبحياته التي تبرز كثورات مضادة تتربص بمستقبل اليمن ومقومات المواطنة والحياة الكريمة لهذا الشعب. كما هو الحال في الإنقلاب على الشرعية والتوافق الوطني.
ولاشك ان هناك من سيقول ما الجدوى من احتفال تعز في ضل الأوضاع التي تعيشها تعز بصورة خاصة، واليمن بصورة عامة.
ربما في هذا القول حق نسبيا كون تعز بوضعها الحالي تشكل وصمة عار تلطخ جبين كل أبنائها وتمثل حالة ارتداد لطموحات أبناء هذه المحافظة التواقة إلى كل ما هو مشرق في الحياة وكل ما يدفع بمقومات الحياة نحو مستقبل أفضل.
ومع هذا لا يمنع أن تحتفل تعز في أعظم الانتصارات التي صنعها شعبنا اليمني في نظاله الوطني على مدى سبعة عقود من الزمن وكانت تعز في مقدمة هذا النظال .
أما ما الات إليه اليمن وتعز خاصة من أوضاع سيئة فلا يمثل خيار اليمنين وتطلعهم، بل هي أوضاع فرضت على شعبنا اليمني كنتاج لدورات الصراع السياسي بين قوة التخلف التي تريد عودة اليمن إلى عصر النظام الكهنوتي ممثلة بالمليشيات الحوثية الانقلابية وما يتبعها من القوى المتحالفة مع مقومات السلطة العميقة أو التي تدار من قبلها. وبدعم وتمويل من قوى خارجية، وبين قوى الحداثة صاحبة مشروع الدولة المدنية وقيم المواطنة المتساوية التي تؤمن بأن الوطن يتسع لكل اليمنين ومطلبها الأمن والسلام، وتدرك أن لا وطن ولا سلام ولا تنمية دون دولة مدنية ديمقراطية تحفظ حق الجميع، وتحرص على حياة كل أبناء الوطن تحت مفهوم المواطنة التي تختفي بها كل مفاهيم العصبيات المذهبية والقبلية والسلالية.
وختاما تحيا ثورتي سبتمبر واكتوبر خالدتين بأهدافهما
والرحمة لكل شهداء ثورتي سبتمبر واكتوبر و١١، وكل شهداء النضال ضد التخلف ومواجهة الانقلاب على الشرعية والتوافق الوطني ومخرجات الحوار. والشفاء لجميع الجرحى والحرية لكل المعتقلين ..