المواطن/ تعز ـــ مكين العوجري
توزعت شضايا المقذوف على جسدها ونجا جهاد قبل ان تفارق الحياة، وحالها لا يختلف عن مدينة تتعرض لحصار وقصف متواصل منذ ست سنوات، ففي ذات مساء كان الموعد مجهولا ومؤلم لكل ابناء مدينة تعز، وبالمقابل كان قاتلا يتحصن في اطراف المدينة يتلذذ بتوزيع اصوات الرعب وبارود الموت في احياء متفرقة.
“أمل وحزن”
في وسط الحزن الذي عم المدينة كان جيش ابيض يخوض معركة ميلادٌ جديد، حيث أجريت عملية ولادة قيصرية عاجلة “لأم جهاد” لإنقاذ جنينها، والذي اسموه “جهاد” وثلاث عمليات أخرى لنزع الشظايا من جسدها.
كان “جهاد” شعاع امل ينبعث من بين ركام الموت الذي يتفنن الانقلابيون بتوزيعه بين المواطنيين بوسائل متعددة، وأعلن مستشفى الثورة الحكومي عن تأمين صحي للطفل مدى الحياة بعد نجاح العملية.
بعد يومين من اصابتها بقصف الحوثيين توفيت “أم جهاد”، ونجا طفلها الذي كانت حامل به في الاشهر الأخيرة، واستهدف القصف مساء الاثنين 21 سبتمبر احياء مديرية صالة شرق تعز قتل اثره امرأة مسنة واصابة 11 اخرين بينهم أطفال.
وتتصاعد جرائم القصف والقنص التي يرتكبها عناصر الميليشيات الحوثية بحق المدنيين وخاصة الأطفال والنساء في احياء مدينة تعز وسط تجاهل من المنظمات الحقوقية الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة.
صراعات بينية وتأخير التحرير
منذ مايقارب اربع سنوات وجبهات تعز تشهد توقف تام من قبل قوات الجيش الوطني فيما تشن ميليشيا الانقلاب هجمات متقطعة وقصف شبه متواصل والتي سقط على اثرها عشرات القتلى والجرحى، خاصة وان الصراعات البينية تتصاعد داخل المدينة فضلا عن الاشتباكات المتكررة بين عصابات مسلحة جميع افرادها من منتسبي قوات محور تعز العسكري، في الوقت الذي ماتزال ميليشيا الانقلاب على بعد كيلو مترات من المدينة
“رأي عام”
وتفاعل ناشطون وصحافيون مع جريمة قصف الحوثيين الاحياء السكنية شرق المدينة، والذي ادى الى وفاة إمرأتين واصابة احد عشر اخرين، الرسام الكاريكاتير رشاد السامعي قاد حملة رسومات ومنشورات ضد كل من تسبب في سقوط ضحايا مدنيين بتعز، حيث قال “هذه الرسمة الثانية اللي وعدت بها انتصار لهذا الطفل (جهاد) الذي اصيبت والدته بقذيفة حوثية وهي حامل به وبعد عملية قيصرية خرج الطفل ٠٠ لكن امه توفت لاحقاً بسبب الشضايا التي غارت في جسدها ٠٠ وهي ضحية من آلاف الضحايا الذين سقطوا في تعز بنيران الحوثي لكنها ربما الأكثر ايلاماً”.
تخاذل
وعن تخاذل القوات الحكومية بتعز عن مسؤوليتها في حماية المدنيين وتأخير حسم المعركة يضيف رشاد السامعي” قلت ان الرسوم لن تقتصر على الحوثي فقط بل كل من شارك ودعم وتخاذل وسأستمر في النقد عبر الكاريكاتير لكل طرف اراه كان سبباً في هذه الجريمة وفي كل ما يجري لتعز”.
قتل وحصار وغلاء معيشي وخذلان من قيادة الجيش محصلة مؤلمة تكتوي بها مدينة ناسها يعشقون المدنية والحرية، الى متى ستظل تعز حبيسة التأجيل والخذلان؟