المواطن / استطلاع _ نصر عبد الرحمن
مبادرة إيجابية وتحسب للحزب
يمكن أن تتحول إلى مبادرة لحل الأوضاع الأمنية على مستوى المحافظة
ينبغي أن تتفهمها الأحزاب السياسية والسلطة المحلية وتخضع للنقاش والتنفيذ
أعادت للعمل السياسي ألقه
حظيت المبادرة التي تقدمت بها منظمة الحزب الإشتراكي اليمني بمحافظة تعز، في العاشر من الشهر الجاري، لمعالجة الأوضاع الأمنية في مناطق الريف الجنوبي للمحافظة، بتأييد وإهتمام كبير من قبل أعضاء الحزب، ومن عدد كبير من أعضاء الأحزاب السياسية في المحافظة، وشريحة كبيرة من أبناء المحافظة على اختلاف وظائفهم واتجاهاتهم وفئاتهم..
“المواطن” استطلع اراؤهم لمعرفة الموقف من المبادرة، وإمكانية تنفيذها وتحولها لمبادرة لمعالجة الاختلالات الأمنية على مستوى المحافظة.
وعلى الرغم من هذا الاهتمام الذي حظيت به المبادرة إلا أن القيادات الحزبية الأولى لأغلب الأحزاب السياسية في المحافظة لم ترد على الاستطلاع وتهربت من إبدء رأيها، وكذلك هو الحال بالنسبة لبعض قيادات السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية، وكأنها لا تضع اعتبارًا للعمل السياسي والتعددية السياسية التي تعد ركيزة أساسية ومفتاحية لاستقرار وتقدم المحافظة والبلاد بشكل عام وأي بلد على مستوى العالم، ليظل السؤال إلى متى سيظل صوت الرصاص والقوة العسكرية مرتفعًا؟!..
وبالمقابل اكتفى عدد من الحزبين والسياسيين بالقول أن المبادرة جيدة وتحتاج إلى المناقشة مع بقية الأحزاب السياسية في المحافظة، والبعض الآخر عبر عن إعتذاره لضيق وقته وانشغاله حد قولهم، وفي مايلي يرصد “المواطن” ردود من تفاعل وأجاب على أسئلة الاستطلاع.
تأييد
مستشار محافظ محافظة تعز الأستاذ علي الاجعر وصف المبادرة بالجيدة معلنا عن تأييده الكبير لها وقال: “على القوى السياسية الحريصة على تعز ترجمتها إلى واقع”.
وشدد الاجعر على ضرورة توفر الثقة والمسؤولية بين قوى التحالف السياسي في المحافظة.
من جهته أكد القيادي في حزب اتحاد القوى الشعبية عبد السلام رزاز، أن المبادرة جيدة وتحتاج إلى جهد كبير من منظمة اشتراكي تعز.
ويرى رزاز أنه “يجب أن تطرح المبادرة على أحزاب التحالف الوطني بتعز، وأن تقدم إلى السلطة المحلية باسم التحالف في تعز فالسلطة المحلية هي المعنية بالتنفيذ وعلى الأحزاب بقيادة منظمة إشتراكي تعز كونها ترأس التحالف حالياً متابعة السلطة المحلية بشكل مستمر حتى يتم التنفيذ”.
المحامي والناشط السياسي في حزب التجمع اليمني للإصلاح ياسر المليكي، عبر عن تأييده لأغلب ما جاء في المبادرة عدى مقترح رفع الوحدات الأمنية وبقاء مسرح عمليات اللواء في المناطق السكنية، لأن كل الجيش يجب أن تكون مسرح عملياته جبهات القتال فقط ومقراته، وأضاف: “المبادرة لا بأس بها إلا إنها تأخرت كثيرًا وكان يمكن طرحها قبل شهرين ليكون لها صدى أكبر”.. مشيرًا إلى ضرورة مناقشتها مع قيادة وضباط اللواء 35 مدرع ومع قيادات المحور وعمل تفاهمات من أجل التنفيذ.
وقال السياسي عبد الجليل الاكحلي أحد قيادات الحزب الاشتراكي، بأن المبادرة لابأس بها، معبرا عن تأييده لهذه المبادرة من باب اثبات نوايا الحزب الحقيقة في الشراكة السياسية مع جميع الأحزاب والقوى السياسية، وخلق فرص السلام وبناء الدولة.
وأكدت الدكتورة ألفت الدبعي أستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز وعضو مؤتمر الحوار الوطني عضو لجنة صياغة الدستور، تأييدها للمبادرة، وقالت: “المبادرة جيدة بل الفكرة بحد ذاتها كمبادرة ممتازة في تصوري كونها انطلقت من دافع إيجابي وهو رؤيتها لوجود إشكال يحتاج طرح مبادرة وحلول له، حتى لا تذهب الأمور إلى مزيد من التصعيد السلبي، وهذا تفكير إيجابي بحد ذاته يحسب لصالح الحزب؛ كونه ينطلق من الواقع الموضوعي وهو الميدان وليس مجرد، الأفكار المسبقة للتقييم… لأن البلاد تمر بمرحلة تحول، وخاصة أثناء الحروب لا نستطيع الخروج من تأثيراتها إلا بأن نبدأ نفكر بطريقة وعقلية إنتاج الحلول، والمعالجات والاحتكام للمرجعيات المتفق عليها حتى، نستطيع العبور من تأثيرات الحرب”.
وشددت الدبعي على أهمية “عرض المبادرة على المكونات السياسية والعسكرية وعدم الاكتفاء بالجانب السياسي فقط، لمعرفة نقاط الضعف السياسي وخاصة حزب الاصلاح والعمل على تقويتها.. لأننا لن نستطيع الخروج من ضعف الجانب العسكري، إلا إذا قوينا الجانب السياسي ليصبح هو القائد، فعليا لادارة الجانب العسكري، والتحكم فيه سواء عبر عملية اصلاحه او توجيهه وهذا يتطلب، اكتشاف المعيقات الرئيسية وانتاج حلول لها”.
وأضافت “الهدف من عرض المبادرة وخاصة على حزب الاصلاح والقيادات العسكرية اثراءها، أين يكمن القصور فيها من الناحية الواقعية وأين تحتاج تعديل حتى تحقق رضى لدى كل الاطراف بما يجعلهم جميعًا يتحركون بعقل جمعي موحد يعطي قوة أكبر لتعز”.
وأضافت: “تستطيع هذه المبادرة حل الاختلالات الأمنية إذا استخدمت المنهج الذي ذكرته أعلى وهو الاستماع المباشر إلى الفاعلين الرئيسيين من سياسين وعسكريين في ريف الحجرية ومن المستقلين أيضا والشخصيات المهنية سوف تستطيع أن تصل إلى جذور المشكلات الرئيسية والتي قد يكون اللاعب الرئيسي فيها اشخاص أحيانا يحتاجون لتغيير أو تشريعات أو اعادة تأهيل وتدريب أو سياسات جديدة أو ضمانات. وهكذا وبغير الانطلاق من الواقع كقاعده أساسية للتقييم عبر الاستماع للفاعلين الرئيسبين في الميدان لن نصل إلى نتيجة أبدًا أبدًا”.
تحديات كبيرة
فيما أشار مستشار محافظ تعز الاجعر إلى غياب الثقة بين القوى السياسية كأبرز عائق. رأى الناشط ياسر المليكي أن أهم المعوقات التي تقف أمام تنفيذ هذه المبادرة “هي مسألة قبول ضباط اللواء للعودة خصوصا من غادروا، وقضية الجبزي ومحفوظ تمثل عائق، وكذا المال السياسي، وكذا قوات حمود سعيد التي يجب دمجها مع بقية القوات الحكومية، وكذا قوات طارق وأجندة الامارات التي تتخوف منها القوات الحكومية”.
من جهته قال عبد الجليل الاكحلي: “فيما يتعلق بتنفيذها هناك لاشك صعوبات كبيرة لدى شركاء الحياة السياسية في تعز خاصة واليمن بصورة عامة؛ فالمؤشرات محبطة في تعامل سلطة الأمر الواقع في تعز مع المكونات السياسية والمجتمعية ومصادرتها للحقوق القانونية والسياسية.. وماتقوم به لصالح طرف سياسي يعتبر ضربًا لمبدأ الشراكة ودعوة إلى مزيد من التوتر والانقسام فهي غير مكترثة لمخاطر التهديد من الانقلابين ولا يهمها مايعانيه المواطنين من الانفلات الامني وغياب الخدمات وغير مكترثة بفقدان المواطن للثقة بالاحزاب”، مضيفًا: “من المعوقات أيضاً الشعور بالاحباط واليأس في ضل إنسداد الأفق امام الحلول الجادة.. تآكل الشرعية السياسية التوافقية وإنغماسها بالفساد وارتهانها للمال السياسي الخارجي… الفوضى الأمنية في تعز وضعف السلطة المحلية وتبديد الموارد .. تغول وطغيان حزب سياسي ومراكز نفوذ وقيادات عسكرية متورطة بالفساد وانتهاك الحقوق”.
وتطرقت الدكتورة ألفت الدبعي من جانبها إلى أبرز المعوقات، بقولها: “من المعوقات هم اصحاب المصالح ويجب فضحهم وهؤلاء ينبغي فضحهم كأفراد بشخوصهم ومسؤولياتهم”.
مبادرة على مستوى المحافظة
وأفاد المليكي أن المبادرة من أجل أن تتحول إلى مبادرة لحل الأوضاع الأمنية على مستوى المحافظة تحتاج إلى إرادة جادة وأن تتخلى كل الأحزاب عن ارتهانها لوشوشات جهات خارجية..
وبالمقابل أكد الاجعر على ضرورة توفر الإصرار والثقة المتبادلة بين القوى السياسية في المحافظة.
نضج سياسي
المليكي وفي ختام حديثه لـ”المواطن”، أشار إلى أن المبادرة على المستوى السياسي تعني أن الأحزاب يمكن أن تكون فاعلة وذات تأثير قوي إذا تخلصت من التفكير بدلاً عن الغير.
فيمت أختتم الاجعر حديثه بالقول: “المبادرة تحمل المشروع الوطني المشترك المتمثل بالانتصار على الانقلابين، واستعادة الدولة، وترجمة مخرجات الحوار الوطني إلى واقع عمل”.
وأوضحت ألفت الدبعي أن المبادرة على المستوي السياسي دليل نضج سياسي ومبشر بامل بحزب سوف يقود عملية التغيير إيجابياً في تعز، ويعيد للعمل السياسي القه في قيادة التغيير عبر استخدام اليات إنتاج الحلول الموضوعية لمشكلات الواقع وبعقلية تعاونية تكاملية من اجل القدرة على إحداث تحولات في المشهد الإداري والعسكري والأمني والسياسي وجميع المجالات، وإعادة صياغة المجتمع وإحداث تغيير اجتماعي فيه..