المواطن/ كتابات ـ علي عبدالفتاح
في البدء كان المطلق ذاتاً وصفات سرمدياً أبدياً أو في إطار السرمد الأبد داخل فاعلية العلم المطلق حيث كان المطلق وسيستمر بذاته وصفاته المتغيَّة عبر الناشط المهتدي بكنه الغايات الربوبية فالألوهية والمفضي إليه لأنه المنفذ الارتقائي المستمر العاكس لحركة كلٍ من الذات والمتواليات المتكاثرة الصفات لأنه الأرقى من كل حركات الارتقاء التي أفضت وتفضي إليه وتصبو إليه في اتجاه التكامل المشبّع والجمال الراقي الثاقب فهو أكثر الأشياء (كل الاشياء) جدلاً في اتجاه الاستخلاف داخل الأكوان المكونة المبدعة الكبيرة أو الصغيرة المادية الطبيعية ــ الجيولوجية ــ الكيميائية,, فالاجتماعية ــ الثقافية المتغيّة فالغائية المشترَطة موضوعياً بموازين دقيقة ومقادير متحركة وصلات علائقية متفاعلة صاعدة في الغالب الأعم وهابطة في أحايين عارضة… إنها حركة حلزون المسارات أو المسار وحركة لولبية الأشياء والظواهر, إنها مستويات التنافيات المستمرة فتدافعاتها الجيولوجية فالاجتماعية وصولاً إلى الجنان الفردوسي الكوكبي فالجنان الفردوسي الأرقى الأعلى حيث أكدت الذات المطلقة عن كن فيكون وليس كن ليكن في مدى مرصود بزمكان الستة الأيام الرمزي نعم الرمزي فاعتلاء الغائية المطلقة العرش الضروري الحتمي التقديس التاريخي لضبط الصيرورة أي ضبط الزمكان في اتجاه المسرة والهناء.
ثم كان وكان وكان الطريق الطويل الممتد إلى ذلك المتغيئ فالغائية راهناً عبر انبثاق النواميس والسنن من الشيء ثم وإليه من الشيء أو الأشياء حيث تبرز كاستيداع داخل حركة هذه الأكوان بمظاهر تأثيرات هذه القوانين داخل حركة وحراك الأزمنة والأمكنة أو الزمكان كما تكشف يقينياً عند اينشتاين في رصد أدق للمسار الروتيني شبه الاستاتيكي لذلك فيما مضى, ثم تبشيراً من هذا النابغ المادي الجدلي العفوي الكبير للأبعاد لتلاحم البعدين الزمني المكاني بسبب الترائي المتعمم الشاخص لوحدة المقولتين حيث تضافرت عوامل الحركة المادية الحسية من نجوم ونيازك وغيرها الكامن في تحديدات مقاديرية وصلاتية جاذبة ونابذة داخلية وخارجية عميقة جوهرية وسطحية ظاهرية متفاعلة وعلائقية في اتجاه التمهيد المديد لنشوء الحياة الارتقائية بدورها من الدقائق والجسيمات الكونية السابحة أو من داخل جلاميد الجيوفيزيائية بشروط تفاعليتها وتآثيراتها الداخلية والخارجية عبر الاشتقاقات الشروخية والازاحات أو الانحيازات التكتونية في داخل الجيوفيزيائي أو في مستويات الأبعاد الأفقية الجغرافية المجاورة فالتفاعلات الكيميائية المنبثقة من ذلك والصاعدة أبداً فالهابطة في اتجاه تفكك شبه استاتيكي وأثر هذه الكيميائية الناشئة داخل الأحواض الصخورية في نشوء أجنة وبذور الحياة المزدوجة الجامدة فالمتحركة معاً في اتجاه مظاهر شتى.
وفي هذه الأثناء ومن النتائج البالغة الجنينية لتجربة الأكوان المشعة الصاعدة أو الهابطة المنطفئة لكن لا على صعيد التأثيرات حيث كان التكون النشوئي المرحلي فالتاريخي لظهور المجموعة الشمسية مثلاً عبر تناسبات داخلية ومحيطة في اتجاه تكاملية هذا النشوء والتكون ومن ثمّ لاحقاً في اتجاه تكاملية أولية متنامية تعميقية على صعيد تجربة كلٍ من حركة النشاط والعلم والمعرفة بعد تجارب الاكتشافات التلقائية فالمنطقية الموضوعية.
كان الاستقرار النهائي لمستوى دينامية حركة المجموعة الشمسية هذه أثره المباشر على مادة الأرض هذا الكوكب النابغ مواتاة على صعيد كل من المهارية والشكل في اتجاه تأدية الوظائف البنيوية الكبرى كمسرح حي ملموس محسوس بوقائع النشوء والارتقاء الكامنتين أو داخل الوجود لكلٍ من الاشياء والظواهر الكونية أي في كامل الوجود الممتد المتناهي فاللامتناهي شبه الآتي ابتداءً من أرضنا الخالدة في صورة أفق بدئي بدائي إلى الأفق المستقبلي الذي لا نهاية له بما في ذلك لاحركة المجموعة الشمسية القريبة بل وسائر النجوم اللامتناهية القريبة والبعيدة كما اتضح لاحقاً في تطورات وتعمقات العلوم الفلكية وأدواتها وفي العلوم النظائرية وأدواتها وعلى ذلك فإن الكتل المادية الضخمة أو الدقائقية الجسيمية المحسوسة أو التموجية اللامرئية أكثر الناشئة النامية الفتية منها او المضمحلة الاضمحلالية الطافئة كالثقب الاسود أو كالجزيء الفيزيائي فالذرة بكامل مكوناته فالالكترون المزدوج الحركة والسمات ثم الفوتون ثم حتى الكواركات التي لا ينجم عنها عدماً نهائياً أبداً أيضاً بل تستمر لها وظائف في داخل الحركة النشوئية الارتقائية المستمرة كتعضيد وسند,, وبالتالي فإن اضمحلال الإنسان وسائر الاشياء والظواهر لا يعني الانسحاب النهائي من الوجود الكلي العام ليس على صعيد ما يسمى بالخلود المعنوي التأثيري العلمي أو الفكري أو الفني أو السياسي بل بمعنى المادي الجسدي المضمحل نفسه وذلك كله بسبب الصلات والعلائق السببية التدافعية التجاذبية التنافرية المتفاعلة المتداخلة في صيغة تآثرات متبادلة استودعها قوانين موضوعية بتعبير العصر في مطلق حركة الوجود بما في ذلك في نسبية ومطلقية الكلمة فالمنطوق بعامة أي اللغات وكذا تالياً في نسبة ومطلقية العلم الذي يستمر في الارتقاء في اتجاه تكامل المطلق المنعكس عن الحركة الديناميكية للشيء أو الظاهرة الموضوعية ولكنه لا يستطيع التطابق النهائي التام معه بما في ذلك قبيل وبعد التدقيقات التعريفية للعلم باعتباره معرفة موضوعية لواقع موضوعي بل وبسبب هذا التعريف الجديد أو الأجد الذي يوحي بالمستوى الراهن لاضطراد التطورات الطليعية النوعية لقوام وسيكولوجية الطبقة العاملة بعامة والبروليتارية الصناعية وكذا العلماء الأفذاذ المهنيين العاكسين بسبب تجريبتهم المهنية للوقائع الصائبة وكذا المثقفين الدارسين والباحثين عن مقاربة الحقيقة لا في احتكارها أو السيطرة عليها في ظروف تلكؤات وتماوجات المسار الحر نحو انتصار ملكوت الحرية النامي لفرحها التحويلي الانتاجي المستمر الشديد الارتباط بنشوة الابداع الحر الرائع الجمالي على سائر المستويات الاجتماعية الثقافية وعلى سائر المستويات القيمية والمادية الثقافية أيضاً حيث يكمن هنا معنى العلم اللدوني لدى الاديان باعتباره الاعجاز المطلق الأرقى الأعلى للذات الالهية المقدسة وباعتباره أيضاً وتحديداً الذات العلمية المتكاثرة منظومياً والشاملة المحيطة مطلقاً حيث ليس ما جاء هنا إلا تأكيداً للأدلة والبراهين المتوالية المتتابعة فالمتكاثرة عن صحة كلٍ من النشوء أو التكون فالارتقاء فموضوعية وشرف وسمو غائية تحققه المتكاثر الراهن على طريق المزيد من المقاربات مع مسارات تاريخ كل شيء وكل ظاهرة كمفردة أو كمنظومة أو جملة عامة وشكراً..