المواطن/ كتابات ـ عبدالعزيز المليكي
عند التطرق إلى علاقة الذكر بالأنثى في الشارع اليمني فنجد أنها علاقة عتيقة
حيثُ أن معظمها يدور في رحى العلاقات الأسرية فقط وإن تعدتها في أوقات نادرة فتواجه الكثير من العقبات وعادةً ما توصف بأنها لا أخلاقية من قبل طرفي المجتمع
فمجتمعنا الذي يرى أن حياته تقوم بشكل كلي على قضايا الشرف والعار دون وعي أو إدراك بتلك القضايا وما المخاطر الإجتماعية الناجمة عن التشبث بعقائد الماضي الأزلي
أكسبهُ نوع من الشك تجاه أي علاقة طرفاها ذكر وأنثى بحيث أصبح لا يستطيع إخفاء نظرته العدوانية
فيبدأ ببناء الإفترائات الكاذبة بغرض تلطيخ شرف طرفي العلاقة ثُم نبذهما وقد يصل الأمر إلى القتل أحياناً..
الأحكام الفقهية المتسترة بالإسلام أيضاً والتي أخذت العلاقات من جانب جنسي فقط أوجدت بلا شك نوع من الحساسية المفرطة في تعامل الناس مع تلك القضايا
وخلقت بيئة غالبه بالخوف من تكوين اي علاقة بين الشاب والفتاة
نجد هاذا النوع من الخوف يسود على الغالبية العظمى حتى من فئة الناضجين فكرياً ممن تأثر بثقافات العالمية الإنفتاحيه
ففي عصرنا هاذا لم تعد تقتصر ألنظرة الفقهية على تقنين العلاقة بين الإنسان والخالق فقط بل تعدت كل ذلك لتقتحم حتى غرف النوم وتضع تعاليم لطريقة التي يجب أن يعيش بها الإنسان خصوصياته مثل طريقة الجماع وما إليه..
فقد قامت مؤخراً بالمطالبة بإلغاء التعليم المختلط والتعامل مع النقاب الأسود كفريضة دينية مقدسة وحققت نجاحاً ملموساً في مشروعها الظلامي ذالك.
البذور الفكرية لهاذا المشروع صنعت من الأنثى كائن هش دائم الخوف والتوجس يرتكز محور حياتها على فكرة الإنعزال المطلق فصوتها عوره لا يصح أن يسمعه الغير وغشاء بكارتها هو محور إرتكاز حياتها .
هذه الفلسفة الا أخلاقية عززت أيضاً من هيمنة السطوة الجنسية في نفس الذكر حيث انه أصبح يعيش في دوامة فراغ إنساني قاتل يبحث دائماً عن سد ذلك الفراغ بأي طريقة وتلك ردة فعل طبيعية لأي حالة كبت تتعرض لها النفس الأدمية
وفي نفس الوقت سلبت تلك الفلسفة الذكر جزء كبير من عنفوانه الذي تمثله ثقته بنفسه . فالغالبية يعيش في حالة خوف من أن يتلطخ شرفه عن طريق إحدى محارمه.. حتى أن البعض يستحي من ذكر أحد أسماء محارمه أمامه وغالباً ما يرفض البوح بها ويدرب أبنائه من الذكور على إختلاق أسماء كاذبة لمحارمهم..
تلك العوامل خلقت لنا جيلاً بأفكار بائسة دائماً ما يعجزعن فهم العلاقة أو يسيء فهمها على أقل تقدير
فالأنثى سرعان ما تكون إنطباع سلبي عن اي نظرة يرمقها بها أحد الشباب وكذلك بالنسبة إلى الذكر الذي يرسم في مخيلته صورة لا أخلاقية عن اي فتاة قد تُبدي إنفتاحاً بشكل بسيط دون أي محاولة من كلاهما لفهم مقاصد الأخر..
ومن هُنا أصبح تحرير العلاقات الإجتماعية من هيمنة المجتمع والدين أمراً ضرورياً. ولازماً على كل فرد
عبدألعزيز ألمليكي..