قُتل وجرح عدد من المتظاهرين من أنصار التيار الصدري ورجال الشرطة خلال فض مظاهرة حاشدة نظموها السبت قرب المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد، للمطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات.
وحمّل مقتدي الصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مسؤولية ما حدث، وطالب الامم المتحدة بالتدخل لحماية المتظاهرين.
كما حمّلت الهيئة السياسية للتيار الصدري بعثة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية العاملة في العراق مسؤولية التحقق من مطالب الجماهير العادلة، وكيف جوبهت بخرق مبادئ حقوق الإنسان والتعدي على المتظاهرين.
وأضافت الهيئة أنه يوما بعد آخر يثبت المتشبثون بالسلطة أن سلطتهم ومكاسبهم أهم عندهم من نداءات شعبهم ودمه المراق في طريق الإصلاح. ورأت أنهم لا يستحقون حكم البلاد وإدارتها لأنهم استهانوا بمعاناة الشعب الطويلة وبمطالبه المحقة من أجل حياة كريمة.
وأكدت الهيئة أن الشعب يطالب بالإصلاح وبمفوضية مستقلة وانتخابات شفافة ونزيهة وعادلة، كما حمل التيار الصدري الحكومةَ مسؤولية التحقيق في قتل المدنيين العزل والحفاظ على سلامة الجرحى.
صواريخ كاتيوشا
من جهة ثانية قالت خلية الإعلام الحربي العراقية إن عددا من صواريخ الكاتيوشا سقطت على المنطقة الخضراء ومحيطها مساء السبت، بينما أعلن زعيم التيار الصدري أنه سيكون براء من أي شخص يستخدم العنف، وذلك بعد يوم دام في بغداد سقط فيه عشرات القتلى والجرحى.
وقال بيان لقيادة العمليات المشتركة إن “العديد من صواريخ كاتيوشا أطلقت من منطقتي البلديات وشارع فلسطين وسقطت في المنطقة الخضراء”. وتقع هاتان المنطقتان شمال بغداد وعلى الجانب الآخر من نهر دجلة الذي يعبر المدينة.
وجاء الحادث بعد وقت قصير من مواجهات دامية بين متظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي والغاز المدمع، مما تسبب بمقتل خمسة متظاهرين وإصابة 320 آخرين منهم 79 أصيبوا بالرصاص الحي، حسب محافظ بغداد، كما قتل شخص واحد من قوات الأمن، حسب مصادر أمنية.
وأكدت قيادة عمليات بغداد مقتل أحد منتسبيها وإصابة سبعة آخرين، واتهمت متظاهرين بحمل أسلحة وسكاكين.
وشارك في المظاهرات الضخمة في بغداد السبت عشرات الألوف من أتباع التيار الصدري والتيار المدني، للمطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها، وقد حاول المتظاهرون الاقتراب من المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبرلمان.
وردا على المظاهرات، دعا الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، مساء السبت، إلى “التهدئة وضبط النفس”.
من جانبه، رفض رئيس مفوضية الانتخابات العراقية سربست مصطفى الاستقالة من منصبه، وقال إن الاحتجاجات ترتبط بصراع سياسي، ودعا المحتجين إلى رفع دعاوى قضائية للطعن على نتائج الانتخابات التي سبق أن أشرف عليها مجلس المفوضية الحالي إن كانت لديهم شكاوى من النتائج.