مع اقتراب الحرب في اليمن من إكمال عامها الثاني، بدأ التحالف التمهيد لمهاجمة ميناء الحديدة – آخر الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فيما تستمر المعارك العنيفة في ميدي وتعز ونهم.
بعد مهاجمة الحوثيين فرقاطة سعودية قبالة سواحل الحديدة، شنت البوارج الحربية والطائرات التابعة للتحالف بقيادة السعودية سلسلة من الغارات العنيفة على مواقع عسكرية في مدينة الحديدة وضواحيها.
التحالف، الذي أعلن عن مقتل جنديين سعوديين في الهجوم الذي وصفه بالإرهابي بواسطة زوارق، أكد أن بقاء ميناء الحديدة تحت سيطرة الحوثيين هو تهديد لحركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر؛ ما يَعدُّه المراقبون أقوى إشارة إلى الرغبة بمهاجمة الميناء الوحيد، الذي لا يزال في قبضة الحوثيين، وتدخل عبره أكثر من 67% من واردات البلاد الغذائية والتجارية.
بيد أن التحالف، الذي يدرك المعارضة القوية من المجتمع الدولي لمهاجمة الميناء لما لذلك من تأثير على تدفق السلع والمساعدات الغذائية إلى ملايين من السكان الذين يعانون من الجوع، وجد في الهجوم مبررا للحديث عن ضرورة إنهاء سيطرة الحوثيين عليه بعد أيام على مهاجمة ميناء المخا الهام في محافظة تعز المجاورة والسيطرة عليه.
وفِي تأكيد إضافي لتوجيه التحالف أنظاره نحو السيطرة على كامل الشريط الساحلي الغربي لليمن وعزل الحوثيين في المرتفعات الجبلية، واصلت قوات الجيش، الموالية للرئيس هادي وبإسناد من قوات التحالف البحرية والجوية، مهاجمة مواقع المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق في محيط مديريتي حرض وميدي الواقعتين على الحدود مع السعودية.
وبينما قال الحوثيون إنهم صدوا هجمات متعددة للقوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، قالت هذه القوات إنها استعادت السيطرة على عدة مواقع في محيط مدينة حرض، إثر عملية عسكرية محدودة، أسفرت عن سقوط قتلى من الحوثيين وحلفائهم، وإن التقدم مستمر شمال-غرب جبهة حرض باتجاه مدينة ميدي.
أما في تعز، فقال مصدر عسكري في قيادة محور المحافظة إن مجاميع من المسلحين والقناصة التابعين للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح محاصرون فيما تبقى من أحياء مدينة المخا، وإنهم “يتحصنون في منازل ومحلات المواطنين، ويستخدمونهم دروعا بشرية “.
وبمساندة من طائرات التحالف، ذكرت القوات الحكومية أنها أفشلت هجمات للحوثيين على محيط معسكر التشريفات شرق عاصمة المحافظة وفي شارع الأربعين وسوق عصفيرة شمال وشمال-شرق المدينة، وهجوما آخر استهدف مواقع النبيع والطوير جنوب-غرب مديرية مقبنة.
الاشتباكات طالت مناطق الضباب وحبل حبشي ومقبنة والوازعية وصبر والصلو، فيما استمرت المواجهات العنيفة في مديرية نهم شرق صنعاء، حيث تسعى القوات الحكومية للتقدم أكثر نحو العاصمة ومنع أي محاولة لإعادة الطيران المدني إلى مطار المدينة المغلق منذ ثمانية أشهر.
ووسط مؤشرات إلى أن الاتفاق السياسي ما زال بعيد المنال، دان المبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قصف الحوثيين مقر لجنة الرقابة على وقف إطلاق النار، الذي تديره الأمم المتحدة في جنوب السعودية.
وقال ولد الشيخ أحمد في بيان صدر عنه إنه لأمر مأسَوي أن تأتي هذه الحادثة في وقت نطالب فيه الأطراف بإعادة الالتزام بوقف الأعمال القتالية، وحث “أنصار الله” و”المؤتمر الشعبي” على الالتزام بورشة عمل لجنة التهدئة والتنسيق، وشدد على أهمية دعم عمل اللجنة لنجاح وقف الأعمال القتالية.