المواطن / تعز ـ عمر هائل
“العيش لا يطاق نتيجة الوضع المتردي، حياتنا تعب وهم ونكد” هكذا تصف أحلام (اسم مستعار) (21 عام) بعد عودتها الى محافظة الحديدة(غرب اليمن) ونزوح دام لاكثر من عام الى القريشة بمديرية الشمايتين بريف محافظة تعز(جنوب اليمن)
حيث انها نزحت مع أسرتها المكونة من ثلاث بنات واخ ذو الخمس سنوات عام 2018م وعادت منتصف شهر سبتمبر بغية مواصلة الدراسة مستوى ثاني بجامعة الحديدة كلية التربية .
تشرح قصة نزوحها من المدينة التي طالتها القذائف واصوات القصف وتحليق الطيران بكثافة جعل والدها يقرر السفر ويبيع جزء من ذهب زوجته حيث كلفهم النزوح اكثر من( 150 الف) ريال مع إنعدام المشتقات النفطية وخلوا المدينة من وسائل المواصلات بينما كان شارع المطار منطقة رعب “البقالة ،الفرن ،المطاعم الجيران لا احد يتواجد خفنا اكثر ان نموت جوعاً في المنزل “بعد إنتهائها من حديثها تتنهد بعمق وعيناها شاخصة بإتجاه السماء محركة رأسها تجاه اليمين واليسار دلالة على الحزن وتوطئ رأسها الى الاسفل لتقول “كانت تلك الأيام شيء لا يوصف خوف كبير بل أصبحت المدينة معتقلة والحواجز تملئ الشوارع وطيران لا يتوقف”
تحرك والدها واتصل بالباص (طبل ينقل المسافرين من والى البلاد) تحركنا وامامنا خط واحد هو خط الشام مفرق الصليف_بتجاه باجل بينما خط كيلو 16 كان مغلقاً منطقة إشتباكات” وصلنا القرية مرهقين بعد سفر دام 15 ساعة ومشاهد المدينة مازالت عالقة في ذهني” تسكت لبرهة وتواصل حديثها اثناء مكوثها في القرية وتشتكي من تقصير المنظمات في تقديم المساعدات “خاصة ونحن نزحنا بثيابنا تاركين كل شيء في المدينة ، الجيران اعطونا فراشات وبطانيات ونساء القرية جمعن الدقيق والزيت ودبة غاز كمساعدة مقدمة من احد التجار كل ما قدم لنا كان عبر الاهالي”
حال اسرة احلام لا يختلف عن مئات الاسر النازحة الى القريشة ومناطق الريف بمحافظة تعز مما أضطر ببعض الاسر تفضيل العودة الى الحديدة على الا يظهرن حاجتهن للناس خاصة وان الحرب مشتعلة وعادت أحلام مع عائلتها منتصف شهر سبتمبر بعد توقف الاشتباكات لتشاهد حجم المأساة في المدينة مئات الاسر أصبحن دون مساعدات ، الغذاء العالمي ومنظمات أخرى لم تعاود أستهداف الاسر العائدة من النزوح، “البحر لم يعود كما كان والشوارع كذلك حواجز ترابية وخرسانات وإنقطاع الكهرباء والمشتقات النفطية ، الغاز كذلك لا يتوفر كيف لهذه المدينة ان تعيش وسط حصار من كل الإتجاهات”هكذا لسان حال الكثير ممن فتكت بهم الحرب وجعلتهم ينتظرون اسمائهم في كشوفات المنظمات التي يقولون عنها باللاإنسانية..
والد أحلام يعمل في احد المطاعم كخباز باجر بسيط يغطي إحتياجات الاسرة وتمكينهم من مواصلة الحياة متقشفين من كماليات رغم اهميتها الا انهم متمسكين برغيف العيش والزبادي والخضروات كشيء ضروري ..
تخطت كل المعوقات وعادت الى المعهد الوطني( بديل لكلية التجارة) ..المكان مكثض بالطلاب قدموا من كلية التجارية نتيجة قربها من خط النار ،عساها تنسى ذكريات كثيرة في مدينة تعد جزء من حياتها وتفاصيلها وذكرياتها لتواصل مشوارها الجامعي مع توقف بعض زميلاتها وزملائها عن مواصلة الدراسة ونزوحهم خارج المدينة ..عجلة التقدم توقفت في نظر أحلام.. تلعن الحرب والمتسببين بها ولسان حالها يقول” الى متى سيضل الوضع بهذا السوء والمعاناة والى متى يستمر الحصار”؟