المواطن/ تقرير ــ خاص
أتهم عدد من الجنود الناجون من مجزرة كتاف ، الحكومة الشرعية وقيادات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بالتسبب بالمجزرة المروعة التي تعرضوا لها الأسبوع الماضي في مديرية كتاف ، شمالي محافظة صعدة ، شمالي البلاد.
وقال عدد من الجنود الذين وصلوا إلى محافظة مأرب في تصريح لـ “الموطن نت” أن قوات الحكومة الشرعية وداعميها تركوا أفراد اللواء الذي تم استحداثه مؤخراً من قبل الشرعية بتمويل سعودي يلاقون مصيرهم أمام مسلحي الحوثيين ، في مديرية كتاف على الحدود بين المملكة واليمن ، دون أن يبذلوا أي مجهود أو محاولة انقاذهم .
ووصف الجنود الناجون ما حدث بالبيعة الكبرى ، ويقولون أن ما حدث كان يمكن تلافيه ولكن تخاذل قياداتهم وقيادات السعودية تسبب في تلك الكارثة ، ولم يقوموا بأي هجوم او اي اجراء لفك الحصار عن الجنود.
وحمّل الناجون مسؤولية المجزرة للقائد /رداد الهاشمي الذي أمر بالهجوم الفاشل من وسط الجبهة دون تأمين الأطراف رغم التحذيرات.
وأكدوا أن المئات قتلوا قنصا نتيجة حصار قوات الحوثي لهم بعد تقدمهم بهجوم فاشل ، حيث تقدموا من الوسط وتم حصارهم من قبل الحوثيين من الميمنة والميسرة ، وبعد ذلك تم الإلتفاف عليهم وحصارهم لأيام ، لافتين الى أن المئات ماتوا عطشاً وجوعا نتيجة الحصار.
وبحسب شهاداتهم أمر القائد رداد الهاشمي بالهجوم للسيطرة على ماتبقى من مديرية كتاف بالرغم من تلقيهم تحذيرات سابقة تحذر من الميمنة ، وانها غير مؤمنة وتبليغهم بحشود الحوثيين ولكن القائد رداد الهاشمي أمر بالهجوم ، وتقدموا مسافة 9 كيلو متر ، مضيفين أن كتيبة المدفعية السودانية لم تقصف من بداية الهجوم ، وتقدم الانقلابيين وحاصروا الجنود ، وبعد ذلك التف الحوثيين على كتيبة المدفعية السودانية من الخلف ، رغم أن كتيبة المدفعية كانت متمركزة في احدى التباب.
وقالوا: لا نعلم لماذا لم تتدخل كتيبة المدفعية او الطيران بفك الحصار عنهم ، للقيام بعملية هجوم مضاد او الانسحاب ، واصفين ما حدث بالبيعة الكبرى ، وأضاف الجنود الناجيين: بالنسبة لمحمد العرب قام السعوديين بإخراجه بعدما هرب رداد الهاشمي وتركه جريحاً خلفه ، حيث كان يرافق رداد الهاشمي اثناء الهجوم وجراحه خطيرة ،
وأوضحوا أن جميع قياداتهم العليا كانت من السلفيين المتشددين الذين يحرمون كل شيء (القات – السيجارة – الشمة. …الخ) وكانوا يعاملون الجنود بشكل سيئ جداً ، ويعاقبونهم بقسوة في حال ضبطهم يدخنون او يتعاطون القات ، وجميعهم من السلفيين الذي كانوا بدماج وليسوا عسكريين.
وأشار الجنود الناجين إلى أن أكثر من 150 ماتوا نتيجة شربهم من بركة آسنة ، إتضح فيما بعد انه تم تسميمها من قبل الانقلابيين في تسلل سابق للهجوم.
وأكدوا أن الكتائب السودانية كانت متمركزة في احدى التباب بالمدفعية ولم تقم بمساندة اللواء المحاصر بالمدفعية لفك الحصار، بالإضافة إلى أن مقاتلات التحالف لم تقم بأي قصف لفك الحصار عن اللواء المحاصر ، وكانت تقوم بطلعات جوية فقط دون اي قصف.
وحسب شهادات الجنود فقد إنتحر عشرات من الجنود بسلاحهم الشخصي واطلقوا النار على أنفسهم جراء الحصار ونتيجة الجوع والعطش ، وخوفا من تسليم انفسهم للانقلابيين بعد اصابتهم بحالات هستيرية ، مشيرين إلى أن كل القيادة التي لم تقتل بعد الهجوم الفاشل ، هربت قبل الحصار مباشرة وإختفت تماما حتى الآن ، مؤكدين أنه كان بالامكان فك الحصار عن اللواء المحاصر بالقصف الجوي ، او مدهم بالماء والغذاء عبر الانزال المظلي ولكن ذلك لم يتم ، وتركوهم محاصرين حتى ماتوا عطشاً وجوعا وقنصا.
وأضافوا بأنه بعد أيام من الحصار قتل المئات وهم يحاولون الهرب نحو السعودية بطريقة انتحارية وسط قذائف وقنص الانقلابيين، والمئات من الكتيبة التي تسمى (كتيبة القفر) إنظموا أثناء الهجوم إلى الانقلابيين وقاتلوا معهم،
وأكدت شهادات الجنود الناجيين إن جميع المدرعات والاطقم والذخائر تركت للانقلابيين ، ومالم يستطيع الانقلابيين نقله قاموا بإحراقه بعد ذلك وسيطروا على مديريات كتاف والبقع بشكل شبه كامل.
وبحسب شهادات الجنود يقدر عدد القتلى من الجنود السعوديين بحوالي 300 , كتيبة للمدفعية السودانية قتلت كاملة ويقدر عددهم ب 200 فرد و20 ضابط بعد التفاف القوات الانقلابية عليهم مؤخراً ، فيما يقدر عدد القتلى من اليمنيين بألفين قتيل ، والف مختفي ، وحوالي الف اسير ، جلهم من تعز واب ، والقليل منهم من محافظات جنوبية ، مضيفين أن حوالي مائتين جندي قاموا بمهمة انتحارية بعد حصارهم ، حيث قاموا بالتغطية على زملائهم ناريا من أجل اتاحة الفرصة لهم بالهرب من الحصار ولم يكتب النجاة لهم ونجى القليل من الهاربين.
وأكد الجنود الناجون أنه لا يوجد نقص في الذخائر او الأسلحة ، ولكن انعدام الماء والغذاء هو ما تسبب في هلاك معظم الجنود ، مشيرين إلى أن مئات الجثث للجنود اليمنيين والسودانيين والسعوديين لا تزال مرمية في الصحراء ، ولم يستطيع أحد الدخول لإنتشالها، وبالرغم من عدم وجود إحصائية نهائية للقتلى ولكن يقدر عددهم بأربعة الف قتيل، حسب قولهم.
وأضافوا أن الانقلابيين كانوا يستهدفون في قنصهم الارجل والاجزاء السفلية من الجسم فقط ويتركوا الجنود للموت البطيء ، وأوضحوا أن الهروب للناجين تم بطريقة انتحارية مشيا على الأقدام حيث كانت تهرب مجاميع مكونة من العشرات ولا ينجو من القنص الا أفراد لا يزيدون عن عدد أصابع اليد في كل مرة.