المواطن/ كتابات – رضا السروري
الفئة الإجتماعية الثالثة
انقسمت هذه الفئة المسحوقة والكادحة إلى العديد من الخطوط الطولية منها ماهو طبيعي فكرياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعيا ومنها ماهو مفتعل كا الإقتتال والتهميش و …لخ -كما اسلفنا الذكر سابقاً- و أبرزها مافي هذه الفئات ما يمكن أن نسميهم اليائسين ، وهم الذين فقد الأمل إلى حد كبير إن لم يكن إلى النهاية بأن تلك النخب اوحليفاتها ومخلفاتها ستحقق لهم شيئ او حتى تنظر إليهم.
وهذا ما دفعهم إلى مكابدة الحياة وشق طريقهم مبتعدين قدر الإمكان من السياسة ، متأثرين سلباً من تلك القوى متحملين ذلك بمرارة وجلد شديدين ، وتقريباً لا يؤثرون شيئ في الواقع السياسي ((الا أن صمتهم وعزوفهم عن عن ذلك يسمح لنخب التمادي في طغينها كما يقال “المال السائب يعلم الناس السرقة”)) وهم يعتبرون ذلك قدر مفرغ منه مسلمين بذلك الأمر لله ، (وهم من يسمون الفئة الصامتة)
ويقابلها ايضاً فئة الحالمين التي هي في الأساس متجانسة معهم تماما وهم متشاركين مضض العيش وجور الحاكم مع الفئة الماقبلة (فئة اليائسين) ، إلا أنهم أقل عدداً ومع ذلك حلمهم وطموحاتهم متباينة ومختلفة اختلافات متنوعة.
ولعلى أبرز تلك الإختلافات وأكثرها ظهوراً على السطح ،أن بعضهم نتيجة للوعي او التفكير المتدني رغم إشتراكهم مع السواد الأعظم من أبناء مجتمعهم كدر العيش وصعوبة البقاء وما يترتب من فساد العصابات العليا ، إلا أنهم بوعي او بدون وعي يستميتون في الدفاع عن تلك العصابات التي تنهب حقوقهم وتنهش في أجسادهم ، وتعمل هذه الجماعة ك مصادر تغذية للطبقة الثانية (طبقة الحماية) وتتأثر بها بشكل مباشر وغير مباشر ويتم اسغلالهم وبطريقة قذرة ك خطوط دفاعية امامية.
كما أن الجزء الآخر ظل يناضل بالطرق المختلفة والمتاحة من أجل نيل حقوقهم ، والتحرر من العصابات والنخب التي تنهب خيرات الوطن وهذه الفئة مجردة ومحرومة تماما من ابسط الحقوق حتي الطبيعة كا حق الوضيفة العامة مثلا… وهي في عراك و صدام مباشر مع الطبقة الثانية إضافة إلى مماحكات شديدة مع الفئة المقابله لها .
إلا انها ونتيجة لظروف معينة وبتكاتف عدد كبير وخصوصاً الفئة المغلوب على أمرها بشكل عام بمافيها التحالفات السياسية التي يدور حولها جدل كبير لكن ورغم التباينات المختلفة ، استطاعة أن تشكل خطراً مباشر على رأس الهرم كما حدث في الإنتخابات الرئاسية عام 2006م وخلال هذ الحدث لم تتأثر الفئة الثانية اي طبقة الحماية وهذا ما جعلها تزداد تماسك وقوة الى فترة معينة.
وبشكل آخر تكرر ذلك في ثورة ١١ فبراير عام ٢٠١١م ، حيث تكون نوع من الوعي المتواضع الذي سرعان ماتحول الى ثوران غلب عليه الطابع العفوى لكنها تفجر في أوساط الطبقة الثالثة وبشكل حماسي جدا دفعهم حلومهم في التغير والتخلص الويل الجاثم على صدورهم ، الى ان استطاعة أن تكسر وتخترق الطبقة الثانية و وصلت إلى الأولى حتى رأس الحكم .
لكن لم يكون هناك قدر كافي من النضج الإجتماعي إلى الحد الذي يمكنهم من الدفاع عن المنجز العظيم الذي حققوه وإستشعار ما يحاط بهم من مؤامرات داخلية وخارحية ،رغم الارتباك التي حدثت في اوسط النخبة الحاكمة والانقسامة ((المشبوه)) الا أنها استطاعت ترتيب اوراقها وتقسيم الأدوار .
بينما التف جزء منهم بسم الإنشقاقات والإنظمامات وسددت طعنات كثيرة وموجعة في روح و جسد الزخم الجماهيري الكبير….. .
اسمتر الجزء الآخر في المروغة والعب ب اورقة الى ان استطاعة تحقيق الكثير من النقاط كا كسب والوقت و الحصانة و…الخ حققت ذلك من خلال استغلال جزاء كبير من القوة العسكرية كماساعد في ذلك المنشقين والمنظمين بتيارتهم السياسية وعلاقاتهم الخارجية ونفوذهم واموالهم والوعي البسيط للجماهير الذي جعل الأمر اكثر سهوله. .
الى ان كان الوجع الاكبر حين تمكنت القوى الرجعية ان تعود للواجهة مرةٌ أخرى مكشرة على انيابها لتنتقم من المجتمع ككل إنتقام بشع استطاعت إعادة التباينات الطفيفة التي كانت في السابق الى جروح غائرة ومزقت العلاقات الإجتماعية التي ظلت متماسكا طوال قرون من الزمن..
وهنا يلزم التأكيد على ان الوعي المجتمي الحقيقي هو ابرز حل جذرى للكثير والكثير من المشاكل والعراقيل التي تعيق بناء الدولة الحقيقة وعصب تنمية المجتمعات.