المواطن/ كتابات – المناضل فضل الجعدي
شلال الشوبجي يرتقي شهيدا في جبهة حجر الضالع في مواجهة تتار العصر وعصابات الموت والدمار ، هذا الشاب الذي التحق مبكرا في صفوف الثورة الجنوبية منذ انطلاقة الحراك السلمي الاولى ، كان في طليعة الصفوف دائما ، شجاعا ومقداما ومؤمنا بالمبادئ والقيم التي تشربها من والده المناضل الرفيق يحيى الشوبجي القائل :
للحرية ثمن وجب علينا أن ندفعه ولو كان مؤلما .
لكم هي الخسارة فادحة تدمي القلب ، والحزن يسكننا بكل ألم على رحيل الشهيد شلال الشوبجي ومن معه من الشهداء وهم في ريعان شبابهم وعطائهم الثوري ، غير ان المصاب الجلل يتخذ معاني اخرى سامية ومجيدة حين يتسابق ابنائنا على الاستشهاد دفاعا عن هذه الارض الغالية الصامدة التي تروى بأغلى الدماء لتبقى شامخة عزيزة ..
لم يأبه شلال الشوبجي انه مديرا لأمن ميناء عدن ، ولم يلتفت الى الوراء ليتذكر انه مازال عريسا ، لكنه نظر الى الامام وفكر كيف يصنع النصر على جحافل الكهوف ، وكيف يسارع في تلبية نداء الواجب المقدس في الدفاع عن مسقط رأسه وعن الضالع بنفس الروح والارادة المقاومة التي حققت انتصار العام 2015 ، وهكذا هم ابطال الجنوب ، يحملون ارواحهم على أكفهم ويسارعون في تقديم التضحيات الجسيمة دفاعا عن الكرامة وعن الحياة في ساعات الملمات الكبيرة ) فإما حياة تسر الصديق وإما مماتا يغيض العداء ( ..
اختار شلال ورفاقه الموت بكل شرف ومهابة في الوقت الذي اختار غيرهم البقاء في العتمة وهامش التاريخ ، صعدت ارواحهم الى الملكوت الاعلى بكل بهاء وجلال وتركوا ورائهم مجدا حافلا بالمآثر الخالدة وسيرة مضمخمة بعبق الكبرياء والبطولة ، وسيدون التاريخ بأحرف من نور أن هؤلاء الصفوة عبروا ذات يوم خالد من هنا ، من بين البارود ودانات المدافع وهم في طريقهم لمعانقة المجد وصناعة التاريخ ..
ان الفاجعة كبيرة وقدر الضالع ان تقدم فلذات أكبادها دفاعا عن الحرية ومعاني الشرف النبيلة ، وقدرنا ان نرثي احبابنا الذين ساروا شامخي الرؤوس في درب التضحية والاستشهاد ، وسنمضي حتما قدما لننتصر في طريق استعادة الدولة مهما كانت التضحيات ..
الرحمة تغشاك ايها الشهيد شلال وكل الشهداء ، المجد والخلود لأرواحكم العظيمة وخالص التعازي لنا وللوطن وعلى الدرب سائرون ..