المواطن/ خاص
تقرير/ نصر عبدالرحمن
يقترب اتفاق السلام اليمني الذي احتضنته ستوكهولم السويد من (6_13 ديسمبر، كانون الأول المنصرم) من الخطر والفشل الذريع، خاصة وأنه لم يتم تنفيذ أي بند من بنوده حتى الآن ، بما فيها المرحلة الأولى المتعلقة بعملية إعادة الانتشار المبدئي في الحديدة غربي اليمن ، والانسحاب من ميناءي (الصليف و رأس عيسى) بحسب خطة الأمم المتحدة لتنفيذ الاتفاق الذي اقرته الأطراف اليمنية ، و كان من المفترض تنفيذ المرحلة الأولى منه بداية هذا الأسبوع.
ورغم المشاورات المكثفة التي يجريها مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث مع طرفي النزاع في اليمن ، إلا إنه لم يحرز أي تقدم يذكر ،حيث غادر المبعوث الأممي العاصمة صنعاء اليوم الخميس بعد زيارته الثالثة في أقل من شهر.
إتهامات متبادلة.
شهدت الساحة الإعلامية منذ اتفاق ستوكهولم إتهامات متبادلة بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين الإنقلابية حيث أتهم محافظ الحديدة ( الحسن طاهر) حسب وكالة أنباء (شينخوا)الحوثيين عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى من تطبيق اتفاق الحديدة ، ودعاهم إلى الالتزام بتنفيذ المرحلة الأولى وصولا إلى التنفيذ الكامل للاتفاق بدون مزيد من الالتفاف
كما اتهمة جماعة الحوثيين على قناة المسيرة التابعة لها الحكومة الشرعية بعرقلة تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة نتيجة لتأخر رد الموافقة من قبل “ممثلي وفد الرياض في” إشارة إلى ممثلي الحكومة الشرعية
مطالبات حكومية ومناورات أممية
بعد تعثر إعادة الانتشار في الحديدة طالبت الحكومة الشرعية عدة مرات أطراف دولية ممارسة مزيد من الضغط على الحوثيين من اجل تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
فقد طالبت الحكومة اليمنية روسيا على لسان رئيس الوزراء الدكتور / معين عبدالملك أثناء لقائه نائب وزير الخارجية الروسي فرشن سرجي أمس الأربعاء ، ممارسة أكبر قدر من الضغوط على إيران وادواتها التخريبية في اليمن للقبول بالحل السياسي وتنفيذ اتفاق السويد دون مماطلة أو تجزئة
في حين جدد نائب وزير الخارجية الروسي التأكيد على موقف بلاده “الداعم لإحلال السلام في اليمن والحفاظ على امنها واستقرارها ووحدتها ، مشيرا إلى حرص بلاده على إنهاء معاناة الشعب اليمني وبذل كل الجهود من أجل ذلك “
كما طالب وزير الخارجية اليمني /خالد اليماني الدول الأوربية الضغط على إيران لوقف دعمها لجماعة الحوثي في معركة تشكل تهديداً للأمن والسلم في المنطقة
كما أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك في برنامج “حوار” لفرانس24 اليوم الخميس “أن اي إفشال لاتفاق السويد بخصوص الحديدة سينسف المسار السياسي برمته في اليمن واتهم الحوثيين بعرقلة الاتفاق من خلال التسويف والمماطلة كما قال وطالب المجتمع الدولي بمزيد من الضغط على الحوثيين “
في حين اكتفت الأمم المتحدة بدعوت الأطراف اليمنية إلى انتهاز هذه الفرصة للتقدم نحو السلام المستدام عبر ضبط النفس وخفض التوترات واحترام التزامها باتفاق ستوكهولم والمضي إلى الأمام عبر تنفيذه السريع.
تهرب الجماعة
تواصل جماعة الحوثي تهربها من تنفيذ الاتفاق ، عبر الوعود والتاجيلات المتكررة في صورة تدل على أنها لا تريد تنفيذه وإنما كسب مزيد من الوقت لتعيد ترتيب نفسها سياسياً و عسكرياً
إذ لا تزال الجماعة مستمرة في وضع العراقيل أمام تنفيذ الاتفاق كأن آخرها ما ذكره موقع حضرموت نقلاً عن موقع “اليمن العربي “اليوم الخميس ،بأن جماعة الحوثي تقدمت بشروط جديدة للمبعوث الأممي اليوم، منها إعادة فتح مطار صنعاء ،وصرف رواتب موظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم
اتفاق ستوكهولم في عيون المراقبين.
أرجع مراقبون فشل المبعوث الأممي إلى اليمن في تنفيذ الاتفاق إلى التباين في تفسير عدد من بنوده بين الأطراف اليمنية
في حين توقع آخرون فشل جريفيث في تنفيذ اتفاق السويد ؛ نظراً لطبيعة التعقيدات التي تحيط بتفاصيل الاتفاق، أهمها الخلاف حول الجهة ألتي ستملأ الفراغ الأمني والإداري في المناطق التي سيشملها الانسحاب
ويجدر الإشارة إلى أن اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي كان قد شمل على تبادل 16ألف أسير ، واتفاق آخر حول ملف الحديدة غربي البلاد يشمل وقف إطلاق النار ، وانسحاب مليشيا الحوثي من مينائها ، وتفهمات عن التهدئة وفتح المعابر في محافظة تعز جنوب غرب البلاد
ورغم مواصلة غريفيث لمباحثاته مع القيادات الحوثية ، إلا أن المتابع لعملية السلام، و مماطلة الحوثيين لتنفيذ بنوده، يلحظ أن اتفاق ستوكهولم قد أنتهاء بالفشل أو يوشك على ذلك.