المواطن/ كتابات – سام الخطيب
لا أخفيكم أن أكثر شيء أمقته في حياتي هي “العسكرية” هذا الانطباع تربى معي منذ الصغر لا أدري ما سببه، لكن حالياً أشعر أن لدي كل الأسباب التي تجعلني أكره العسكرية والعسكر مع احترامي لبعض العسكريين القلائل الذين يعملون بشرف وحرص كبيرين في هذه المهنة.
كما أن قناعتي بأن كل عسكري تربى تربية عسكرية أو درس علوم عسكري أو تجند في عهد عفاش هو حتماً وبالضرورة فاسد ولا يجدر به حمل شرف تمثيل الدولة سواءً في مجال الأمن أو الجيش إلا من رحم الله وهم قلة قليلة وليعذروني على هذا التجني.
حين كنتُ في الثانوية العامة كنت أتناقش مع صديق عن ماذا يمكن أن ندرس بعد في المرحلة الجامعية، انصدمت حين قال بأنه يريد أن يدرس في كلية الشرطة، أجبته أتطمح أن تكون لصاً؟؟
البيت الشعري الذي أؤمن به ولم أنسه من شعر البردوني وهو أصدق بيت شعري سمعته في وصف العسكر هو: “العسكري بليدٌ للأذى فطنٌ .. كأن إبليس للطغيان رباهُ”.
الكتاب الوحيد في منزلنا الذي أمر عليه دون أن أقرأه منذ نعومة أظافري هو كتاب “التاريخ العسكري لليمن” لسلطان ناجي.
عندما كنت أعمل في التسويق في الجنوب كنت أخرج من عدن واتجه الى لحج والحبيلين وحين أصل الى منطقة العسكرية في يافع اعود من حيث أتيت.
لا أعتقد أن أحد يلومني إن كرهت العسكر فلولاهم لما وصلنا لما نحن عليه، أتذكر يوم سقطت صنعاء بيد الحوثي وغادرتها صباح التالي كان جنود أمام احد المعسكرات في ذمار يضحكون ويسخرون من النازحين من الحرب قائلين “فجعكم الحوثي” وكأن الحوثي لم يأتِ إلا بخياناتهم.
من يلاحظ المشهد منذ انقلاب الحوثي وعفاش على الحياة السياسية ومنذ أن اندلعت شرارة المقاومة الأولى حتى اليوم يدرك أنه لم تتحقق أي انتصارات إلا بفضل المقاومة الشعبية وقبل أن يسيطر العسكر فيما سمي بـ “الجيش الوطني” ويتخذ قادتهم من الحرب مصدر استرزاق على حساب أبناء شعبهم المغلوب على أمره والواقع بين سندان ومطرقة تجار الحرب في الداخل والخارج.
لذلك إن أردنا الخروج من البوتقة التي وُضعنا فيها ما علينا سوى أن نعود للمقاومة الشعبية بعيداً عن العسكر المترهلة كروشهم من أموال السحت وتجارة الدماء بأشلاء وأجساد مجنديهم.