المواطن/ كتابات – رضا السروري
شكلت ثورة ١١فبراير تحول كبير في مسار الحياة في مجالاتها المختلفة، ورغم التحولات السياسية والنظريات المغايرة؛ إلا أن حماس فبراير يأبى أن يزول ويحافظ على إيقاده إلى اليوم
تختلف الأراء والتوجهات والقراءات، عن مجريات فبراير” وما الذي حققته؟” وإذا تطرقنا إلى عمق وتفاصيل الموضوع حيث تشعبت الأمور بين معارض و مؤيد ، وبين مويد معارض؛ فهو يحتاج إلى العديد من المقالات والمؤلفات ولكن ــ نأخذ الأبرز والتناقض الأوضح ــ حسب ما نلمسه.
يرى البعض أن كل ما يحدث اليوم من حرب ونتائجها هي نتاج لسرقة الثورة وحَرف مسارها الحقيقي؛ بينما يتذمر البعض مما يجري نادمًا على مشاركته في ثورة فبراير ردًا بذلك إلى أن ظروف ما قبل فبراير كانت فضل حلًا مما يحدث الآن، وصار هذا الفكر رائج بشكل ملفت بعض الشيء؛ لكن يمكننا القول هنا بأن: هذا التوجه لم يكن يدرك الثمن الذي يجب أن يدفع وأيضًا التحولات السياسية المحلية والدولية، التي لعبت دور كبير في خلق قضايا متشعبة استغلت فيه الوعي للمجتمع الذي هو في الأساس من صنع المنظومة التي خرج الناس ضدها في فبراير وهي معادلة بسيطة جدًا أن المجتمعات ذات الوعي المتواضع يستطيع تحريكها” ببساطة” في اتجاهات مختلفة وأقصد هنا (وعي الناس بمجريات الأحداث) وأخذ منها الحرب مثلًا فأنتجت تسويق بعض الأطراف إلى أن الحرب هي حرب معتقدات اتجه للقتال 75% من المقاتلين إذا لم تكن أكثر، و20% يقتلون من أجل فتات الخبز، فلو كان هنالك وعي لعرفوا أن الحرب هي حرب سياسية خبيثة لا علاقة للمعتقدات بها ولو كان هنالك تواجد أصلًا للدولة في السابق، لما وصل الوضع إلى هذا الحال؛ الأمور كانت قابلة للإنفجار في أي وقت بغض النظر عن ثورة فبراير، وبطريقة عامية أكثر.
فبراير لم تسلم السلاح للإنقلابيين، ولم توزعه على القبائل، ولم تكن لديها الوقت الكافي لصناعة وعي مرتفع نسبيًا، ولا حتى وضع اقتصادي معين، “إذن” كل ما يحدث هو ناتج عن معادلة وتفاعلات جرت قبل 2011بكثير، ويرى كثيرون أن ما يحدث أمر طبيعي هو ناتج عن عدم وجود دولة حقيقية في السابق صعب تكوينها في الحاضر؛ ولا يمكن أن تُبنى دولة حقيقة في ظل ظروف محلية وإقليمية معقدة ومنفجرة أصلًا، وأيضًا في وجود وعي مجتمعي غير ناضج؛ وأن بناء الدولة وتحقيق أهداف فبراير مسألة وقت لا أكثر.