المواطن/ خاص
مكين محمد – تعز
منذ سنوات وهو يفترش العراء ويتدثر قساوة البرد، «المسن مرشد قاسم عباس» يبلغ من العمر مايزيد عن 70 عاما، يسكن في ساحة مستشفى الثورة العام بتعز، المعاناة هي أسرته الدائمة والتشرد وطنه البديل لوطن لم يكن إلا سجن وغربة.
رجل اخذ منه المرض والسن كل شيئ حتى فالعتاب يملىء تجاعيد وجه لم يفقد الأمل بعد، العم مرشد يعاني من فقدان تام في السمع، ويستطيع بعض من مرتادي قسم الغسيل الكلوي بالثورة ايصال بضع كلمات بصوت عال، من ينظر شطر عينيه يسنتج الكثير من روايات العتاب، وقفت أمام نظراته حائرا بين أمل يلازمني في كل لحظة و سجن وغرابة من حالة إنسانية في زمن ترف التجرد من الأخلاق.
الحاج مرشد من أبناء محافظة ريمة مصاب بفشل كلوي منذ مايزيد عن ثمانية أعوام، تأتيه الاوجاع من منابع عدة، منها الفشل الكلوي والذي أجبره البقاء في باحة مركز الغسيل الكلوي بالثورة وهنا تتكالب عليه المعاناة، ينام ويتفسح في بقعة لا تزيد عن 2 متر مربع، الا أنه يتعرض للكثير من المضايقات حتى أن ادوات الايواء الخاصة به(الكمبل ، الجونية، الكرتون) تتعرض للتهجير بشكل شبه يومي من قبل بعض العاملين في خدمات مستشفى الثورة العام بتعز.
قبل مغادرة قسم الغسيل الكلوي استطعت أن أعرف حلم الحاج مرشد والذي قد يخفف عنه الكثير من معاناة عدة، انتزع بعض أصدقائه أمنيته أن يحصل على سماعة تعوض سمعه المفقود وتصل قيمتها ثمانون ألف ريال فهل سيجد من يحقق للعم مرشد حلم سيعيد له بعض حياة.