المواطن/ تقرير – خاص – مكين محمد
شهدت جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا بتعز في العام 2018م تحسن ملحوظ بتفعيل الأنشطة والفعاليات التأهيلية والإنسانية والتي جسدت الإرادة القوية لدى المسؤولين عنها، بعد أن توقفت بشكل نهائي منذ بداية الأزمة في البلاد، الا انها استطاعت استعادة عافيتها لترسم خط واضح المعالم يحدد مستقبل فئة المعاقين حركيا بتعز.
عودة بعض البرامج والأنشطة في الجمعية وعلى مستوى جميع المجالات لم تكن بالشيء السهل والميسر في ظل أوضاع متردية غير مهيئة للعودة الا بإصرار وعزيمة منقطعة النظير.
عام شهد الكثير من النجاحات التي تعزز دور الجمعية في المحافظة من خلال استئناف وتفعيل نسبة كبيرة من البرامج والأنشطة التي تضررت بسبب الأزمة وخلفت خسائر كبيرة في الإمكانيات التي كانت تمتلكها جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا و المراكز والأقسام التابعة لها.
عملت جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا بتعز طوال العام الحالي على تفعيل البرامج الخاملة وتعزيز الموجودة من قبل، وكان لها دور ومجهود رائع من خلال الحركة المتواصلة و الدؤوبة لقيادة الجمعية وفريق الهيئة الإدارية وعزيمة منتسبيها، حيث نفذت خلال العام برامج ومشاريع مختلفة ومتسلسلة رغم كل الظروف التي تمر بها المحافظة.
ومن خلال الأعمال والفعاليات التأهيلية والإنسانية والتي استمرت تنفذها الجمعية على مدار العام 2018م، يتلخص جزء من تلك الإنجازات التي إعادة الامل للمعاقين بعودة الجمعية بحلة جديدة و إرادة قوية، وتمثلت الانجازات في كثير من المجالات المتنوعة، وهذا ايجاز لما تحقق في عهد الادارة الحالية للجمعية .
“تفعيل البرامج الأنشطة التأهيلية والإنسانية”
كرست جمعية رعاية وتأهيل المعاقين اهتمامها في تفعيل برامجها التدريبية والتأهيلية والعمل على تحريك هذا المجال وبنسبة تنسجم مع الظروف التي تمر بها الجمعية وتأثرها بالأزمة، وكانت مدرسة تنمية المعاقين من ضمن الأولويات التي ركزت فيها ادارة الجمعية وعملت على تحسين العملية التعليمية منذ مطلع العام الدراسي الحالي من حيث الوسائل التعليمية وتهيئة الأجواء المناسبة للطلاب.
ومن الإنجازات التي حققتها مدرسة تنمية المعاقين حركيا بفرعيها، حيث تم استأجار مبنى جديد للفرع ( أ ) الكائن وسط مدينة تعز ويتميز المبنى عن سابقه من كل الاتجاهات ، كما أن المدرسة لها فرع آخر في منطقة الحوبان ( ب ) وهذا كان من البدائل التي استخدمتها إدارة جمعية المعاقين حركيا وذلك تماشيا مع الظروف الحالية في المحافظة، ويعتبر فرع الحوبان مدرسة تعليمية متميزة من حيث التجهيزات والأجواء الخاصة بمبنى المدرسة.
بعض المعوقات التي استطاعت الجمعية تجاوزها في فرع المدينة قامت بتوفير الموصلات للطلاب، كما تم افتتاح مادة تعليمية جديدة في المدرسة وتمثلت في مادة الحاسب الآلي، ويقول مسؤولي المدرسة أنها شهدت تحسن ملحوظ والإقبال من قبل الطلاب تزايد مما يعتبره المسؤولين بانه معدل نجاح لجمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا بتعز.
أما الجانب المهني وهو الأهم ويرى الاستاذ صبري المعمري مدير عام صندوق المعاقين فرع تعز ورئيس جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا بالمحافظة، أن برنامج التدريب المهني والحرفي يحتاج إلى إمكانية كبيرة، ومع ذلك كان لفريق إدارة الجمعية جهد كبير في تفعيل قسم الخياطة والتطريز للنساء والذي حقق نجاحاً كبيراً لم يتحقق من سابق.
وخلال عام 2018م نفذ 6 مراحل في تدريب وتوزيع مكائن الخياطة مع المتابعة والتقييم للمستفيدات من المعاقات حركيا والذي بلغن مايقارب ال100 حاله، ويهدف البرنامج التأهيلي المهني والحرفي والتقني إلى تمكين المرأة المتضررة من الألغام ومخلفات الحروب والمتفجرات، ومن أجل ادرار الدخل عليهن، وذلك بتمويل من المنظمة اليمنية للضحايا ودعم الأعمال المتعلقة بالالغام والقذائف الغير متفجرة.
وفي 2018/10/18م قامت الجمعية بإفتتاح معمل تدريب حياكة المعاوز والذي يعد الفريد من نوعه في المحافظة لفئة المعاقين، و تلا ذلك دورة تدريبية في الحياكة لعدد 15 شاب من شريحة المعاقين حركيا وتكفلت الجمعية بنثريات المشاركين والذين اكتسبوا خبرات كبيرة في حياكة المعاوز، أما معمل الحاسب الآلي في الجمعية أيضاً هو الآخر تم تفعيل نسبة كبيرة منه، ويهدف البرنامج التأهيلي المهني والحرفي والتقني الى إعداد المعاقين في كيفية استخدام الآلات الحديثة وخاصة استخدام الحاسب وذلك بما يتناسب مع احتياجات السوق وتقنية المعلومات وتطورها.
في هذا السياق قال الاخ صبري المعمري مدير صندوق المعاقين بتعز ان البرنامج يهدف إلى إكساب المعاقين مهارات حرفية تساعدهم على توفير فرص عمل، وأكد أن قسم التدريب الحرفي والمهني بجمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا بتعز، جاء من أجل توفير فرص عمل للمعاقين خاصة في الظروف الاقتصادية التي تعاني منها المحافظة.
كما ابرمت الجمعية في 2018/10/9م إتفاقية تفاهم مع منظمة شباب بلا حدود ، في دعم وتأهيل مراكز صناع العزيمة الخاصة بالعلاج الطبيعي، والكادر الإداري في الجمعية و الصندوق، ومن خلالها تم تنفيذ دورة تدريبية في كتابة مقترحات المشاريع والتقارير، كما أقامت الوكالة الألمانية دورة تدريبية للكادر الخاص بمراكز صناع العزيمة للعلاج الطبيعي والوظيفي التابعة للجمعية.
“الأنشطة الصحية”
اما الجانب الصحي الاول على مستوى الخدمات التي تقدم عبر مركز صناع العزيمة للعلاج الطبيعي و الوظيفي والذي يمتلك عدة فروع في المحافظة منها مركز العزيمة في مدينة التربة جنوب مدينة تعز ، و فرع مدينة الحوبان شرق المدينة، والفرع الرئيسي في وسط مدينة تعز، وجميعها تشهد تطور كبير وذلك من خلال ماتقدمه الجمعية من دعم ومجهود للارتقاء بمستوى الخدمات في مراكز صناع العزيمة للعلاج الطبيعي والوظيفي وهذا بات واضحاً في ما تقوم به المركز من خدمات متاحه للمعاقين.
فرع مركز صناع العزيمة وسط مدينة تعز فقد حصل على منح دعم من بعض الجهات الداعمة وتمثل في الأجهزة الطبية المقدمة للمراكز وكذلك المستلزمات الطبية والحقائب الصحية من منظمات محلية ودولية، كل هذا ومازال العمل جاري من أجل تطوير العمل والخدمات فيها، إضافة إلى إقامة دورة تدريبية وتأهيلية للكادر الاداري و الطبي في المركز.
ونتيجة للخدمات الصحية التي تقدمها مراكز العزيمة للعلاج الطبيعي وبشكل مجاني ماعدى رسوم رمزية، تتوافد اعداد كبيرة من المستفيدين الى المركز وأخذ جلسات العلاج الطبيعي لكل الفئات العمرية من ذوي الاحتياجات الخاصة.
“الأنشطة الإنسانية والإغاثية”
تعيش مدينة تعز وضع معيشي وإنساني صعب كغيرها من المحافظات اليمنية، جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا بتعز تواجدت ومازالت في مضمار المساعدات الإنسانية وبكل جهد تقوم بتنفيذ مشاريع مختلفة تقدمها للمعاقين حركيا، وخلال العام 2018م نفذت عدة أنشطة خيرية منها مازيد عن (500) سلة غذائية توزعت على المعاقين المنتسبين للجمعية، وما يقارب (1130) كيس أرز، أما التمور وصل عدد المستفيدين منها إلى (1260) معاق، واكثر من (200) مستفيد في المساعدات النقدية.
فيما قامت الجمعية بتنفيذ مشاريع عيدية تزامنا مع عيدي الفطر والاضحى المباركين وتمثلت في توزيع الكسوة العيدية للإناث المعاقات حركيا من سن 1 – 15 سنه، وكذلك كسوة الاولاد المعاقين، كما نفذت الجمعية مشروع اصاحي عيد الاضحى المبارك و لحوم عيد الفطر المبارك.
“كلمة شكر”
الهيئة الإدارية في جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا بتعز و كادرها الإداري تحدث جميعهم عن العوامل والأدوار الخارجية في تخطي العوائق والصعوبات التي انتصبت أمامهم اشهر طويلة، وذلك من خلال الشكر والتقدير للجهات التي ساعدت في تفعيل برامج الجمعية واسنادها بالمساعدات الإنسانية وخصت بالذكر المنظمات والمؤسسات المحلية والدولية والسلطة المحلية.
مثمنين الدور الرئيسي لصندوق المعاقين الدعم لانشطة وبرامج الجمعية المختلفة متمنيين المزيد من الدعم لتطوير وتفعيل برامج وأنشطة كل الجمعيات الخاصة بذوي الإعاقة من مختلف فئاته بالمحافظة.
رغم العوامل والظروف الصعبة و المحيطة بجمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا بتعز والتي لا تتلائم مع الأجواء الطبيعية لتسخيرها في تنمية الجمعية بكافة مجالاتها الا انها حققت نجاحاً كبيراً يحسب للهيئة الإدارية والتي تسخر كل جهدها في اتمام اي نشاط أو فكرة وانحاحها .