عبد الباري طاهر
……………….
المواطن- كتابات
منذ منتصف القرن الماضي أصبحت تعز المدينة الثانية بعد عدن في تنشأة و احتضان الأفكار الحديثة
من تعز مطلع الأربعينات انطلق النعمان والزبيري وقبلهما الشيخ عبد الله علي الحكيمي و المناضل مطيع دماج فكانت تعز المركز الاول لإعلان الاحرار الدستوريين تأسيس حزب الأحرار 1944و الجمعية اليمنية الكبرى وصحيفة صوت اليمن 1946 فكانت بداية مسيرة الحركة الوطنية الام في المتوكلية اليمنية (الشمال).
من تعز انطلقت الجمعيات و التعاونيات و التعليم الحديث : عبدالله عبد الإله الاغبري و محمد حيدرة الحكيمي .
في خمسينيات القرن الماضي شهدت تعز ميلاد الأحزاب أو بالأحرى فروع الأحزاب الحديثة القومية : البعث و حركة القوميين العرب وكانت تعز سند و عماد الثورة اليمنية سبتمبر 62 و اكتوبر 63. ورفدت الثوريين باعداد من القادة و الفدائيين و الشهداء .
طوال العقود و الماضية كانت تعز مدينة الثقافة و الحداثة والحرية .
في ثورة الربيع العربي انطلقت الشعلة الاولى من مدينة تعز كدأبها في مسيرة الثورة و التغيير . قائد مسيرة الشعب يريد اسقاط النظام مختف قسريا و مختطف منذ بضعة أعوام أنه المكافح ايوب الصالحي في المدينة التي هبت منها رياح الربيع في اليمن كلها.
تعز المحاصرة منذ ثلاثة أعوام تحاصر داخليا من المليشيات التابعة لبعض الاحزاب و الأطراف و تشهد مواجهات مسلحة شبه يومية بين المليشيات المدعومة خارجيا . وكأن هذه المدينة لا يكفيها التقاتل و الحصار من قبل أنصار الله و بقايا جيش صالح .
القتال الداخلي هو الأقسى و الاضرى لأنه يطال كل الاحياء و السكان .
ندعو و نكرر النداء لوقف الحصار الداخلي و الحصار الخارجي المفجع على المدينة تعز .
إن المدينة المحاصرة بمليشيات داخلية يحاصرها الحوثيون المحاصرون هم أيضا فالجميع الجميع ضحايا و جلادون في آن .
هل آن الاوان لفك محاصرة أنفسناو شعبنا . ووقف الاقتتال و الاحتكام للتحاور و التصالح و القبول ببعض .