المواطن نت- متابعة
غادر مطار صنعاء الدولي اليوم الخميس، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ والوفد المرافق له، بعد زيارة استغرقت عدة أيام، التقى خلالها قيادات مليشيا الحوثي الإنقلابية، بمن فيها زعيم المليشيات، عبدالملك الحوثي.
وصدر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، بياناً بشأن تفاصيل لقائه بقيادات مليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء.
وقال البيان “اختتم المبعوث الخاص، هانس غروندبرغ، زيارته إلى صنعاء اليوم لتجديد المشاركة في العملية السياسية”.
وبحسب البيان، أكد المبعوث الخاص غروندبرغ، خلال اجتماعاتهِ على أهمية خفض التصعيد الوطني والإقليمي لتعزيز بيئة مواتية للحوار.
وحث على ضرورة الاتفاق على إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق إلى الأمام لعملية سياسية لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في جميع أنحاء اليمن، وقال غروندبرع: “أنا مصمِّم على حماية التقدم المحرز حتى الآن على خريطة الطريق والتركيز على آفاق السلام في اليمن”.
وفي جميع مناقشاته، حث المبعوث الخاص “أنصار الله” بشدة على إطلاق سراح الأفراد المعتقلين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية فورًا ودون قيد أو شرط، وفقاً للبيان.
وعقب اللقاءات أعلنت مليشيا الحوثي، على لسان رئيس لجنة الأسرى الحوثية عبدالقادر المرتضى، خلال لقائه بصنعاء، مع المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، عن “جاهزيتها” لعقد صفقة أسرى شاملة مع الحكومة الشرعية، وفقاً لوكالة أنباء “سبأ” بنسختها التابعة للحوثيين.
وبحسب الوكالة فقد ناقش الجانبان “سبل التقدم في ملف الأسرى، لا سيما تنفيذ الصفقة التي تم الاتفاق عليها في سويسرا العام الماضي، والتي تتضمن إطلاق سراح 1400 أسير من كل جانب”.
وأشار المرتضى، إلى أن مليشياته “مستعدة للمشاركة في جولات جديدة من المفاوضات تفضي إلى صفقة تشمل جميع الأسرى، وفق قاعدة: الكل مقابل الكل”.
وفي وقت سابق، أبدى جمال عامر، وزير الخارجية في حكومة المليشيات، استعداد مليشياته للتوقيع الفوري على خارطة طريق مع السعودية، التي وصفها بالطرف الرئيس في الحرب، حد تعبيره.
وأضاف القيادي الحوثي أن خيار السلام لا يعني أن مليشياته ستقف مكتوفة الأيدي أمام أي خطوات تصعيدية قد تتخذها الأطراف الأخرى، في إشارة إلى الحكومة الشرعية وحلفائها المحليين.
إلى ذلك استنكر صحفيون محررون من سجون مليشيات الحوثي الإرهابية، لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن، مع القيادي الحوثي عبدالقادر المرتضى، المدرج ضمن قائمة العقوبات الدولية لتورطه في الانتهاكات الفظيعة بحق المختطفين، وعلى رأسهم الصحفيين.
وقال الصحفي المحرر من سجون المليشيات، عبدالخالق عمران، إن “:لقاء غروندبرغ مع المجرم عبدالقادر المرتضى القيادي الحوثي ورئيس سجن معسكر الأمن المركزي في صنعاء يعد خطوة خطيرة ومدانة ومرفوضة بكل المقاييس ويكشف عن تهاون غير مقبول مع مرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف عمران، في منشور له على فيس بوك:” هذا اللقاء لا يمثل فقط تجاهلًا صارخًا لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان؛ بل هو إهانة مباشرة للضحايا وعائلاتهم. كما أن هذه الخطوة تفتح المجال أمام تبرير الإفلات من العقاب وتدعيم ثقافة انتهاك حقوق الإنسان دون رادع”.
وطالب عمران الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم وواضح يرفض أي شكل من أشكال التواطؤ مع الجناة أو منحهم شرعية في إطار عملية السلام.. وتساءل قائلا:” كيف يمكن للمجتمع الدولي والمبعوث الأممي التعامل مع شخص متورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعلى نحو يمنحه الشرعية في الوقت الذي يتطلع فيه الضحايا إلى العدالة والمحاسبة ومعاقبة الجناة؟
وأشار إلى أن:”المدعو المرتضى الذي أدرج في قائمة العقوبات الدولية لتورطه في الانتهاكات الفظيعة في سجنه بحق المختطفين وخاصة الصحفيين يتحمل مسؤولية مباشرة عن التعذيب الممنهج والقتل البطيء للعديد من الأبرياء في سجون ميليشيات الحوثيين”.
من جهته استغرب الصحفي المحرر من سجون المرتضى، توفيق المنصوري من اللقاء، وقال:” لقاء غرونبرج مع عبدالقادر المرتضى، المجرم الذي مارس ضدي وضد زملائي الصحفيين وضد المختطفين أبشع أشكال التعذيب، وأدرجته الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات بسبب جرائمه، والذي كدت أفقد حياتي بضربة قاتلة منه على رأسي، هو أمر لا أستطيع فهمه أو تقبله”.
وفي منشوره على حائط صفحته في الفايسبوك، تساءل توفيق قائلا:” كيف يمكن لمنظمة مثل الأمم المتحدة، التي يفترض أن تكون صوت العدالة وحقوق الإنسان، أن تتجاهل هذه الجرائم؟ هل أصبح الحوار مع مرتكبي الجرائم وسيلة لتحقيق السلام؟ أم أنه مجرد تبرير للفشل في محاسبتهم؟”. نحتاج وكل الضحايا إلى عدالة حقيقية، لا عدالة تُدفن تحت الطاولات الدبلوماسية. نحتاج إلى أن يتوقف هذا العالم عن التعامل مع للجلادين باسم السلام”.
وكانت الخزانة الأمريكية قد فرضت مطلع ديسمبر الماضي، عقوبات على ما تسمى “لجنة شؤون السجناء التابعة لمليشيا الحوثي ورئيسها المدعو عبد القادر المرتضى؛ بسبب ارتباطهما بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.
وأشار بيان الخزانة إلى أن المرتضى، ومن خلال دوره كرئيس للجنة الوطنية لشؤون السجناء قد تورط مباشرة في تعذيب السجناء بما في ذلك الصحفيون، وممارسة أشكال أخرى من المعاملات الوحشية واللا إنسانية، والمهينة لهم.