أحمد طه المعبقي
المواطن – أراء
عبدالباري طاهر مثقف وموسوعة علمية ومفكر يمني فريد من نوعه ، قلما تجد شخصية بهذا الحجم في مجتمع فقير بالمثقفين وينعدم فيه المفكرون والفلاسفة ويكاد يكون عبدلله البرودني رحمة الله وعبدالباري طاهر حالتان استثنائيتان في التاريخ اليمني المعاصر ، ومن أكثر الملمين بتاريخ الحركة الوطنية اليمنية و فلسفتها و تراثها العربي والإنساني وأكثر المثقفين اليمنيين قربا و تعبيرا عن الإنسان اليمني ونقل معاناته وتقديم مصلحة الانسان اليمني عن مصالحهما الذاتية.
نستطيع القول بانهما عقل وضمير الحركة الوطنية التي أنشأت في القرن الماضي ؛ فاذا كان الاول رحل جسدا وبقى فكرا تستمد منه الحركة الوطنية شعاعها المستنير ، فالثاني لايزال يعيش مع اليمنيين همومهم ومعاناتهم وينقلها بمصداقية بدون تزلف ، ولم يقع اسير في بلاط السلطان كما وقع معظم المثقفيين والسياسين اليمنيين ، ولم يسخر قلمه لخدمة السلطان فلان أو علان .
ظل عبدالباري هو القلم المعبر عن عقل وضمير الحركة الوطنية اليمنية على وجهة العموم والحركة اليسارية والتقدمية على الخصوص فاذا كانت حالة التشظي والتشتت الذي تعيشه القوى الوطنية جعلها تتراجع في تبني قضايا الناس وتخلع ثوب الوطنية ووتتجرد من أبسط المعايير الوطنية والأنسانية. وتتصالح مع الارهاب المحلي والاقليمي والدولي وتتراجع عن دورها التنوري والتحرري والثوري ؛ بسبب التحالفات الغير مجدية مع الاستبداد السياسي والديني الذي يمثل احد ابشع صور الاستغلال والذي لايزال عالمنا العربي واقع تحت هذان الشكلان من الاستغلال والذي تسبب في امتهان كرامة الانسان العربي وتجويعه وتفقيره ونهب ثرواته.
التشوه الحاصل اليوم أوقع المجتمعات العربية في مستنقع المناهج التقليدية الهابطة وخلق مثقف أنتهازي ، وظلت الحركة الوطنية تدفع الثمن من رصيدها بسبب هؤلاء المثقفين الانتهازيين الذين حسبوا على الحركة الوطنية وينفذوا اجندة القوى التقليدية ونظرا للاعلام المشوة الواقع تحت سيطرة القوى التقليدية والذي لعب دور في تشوية أفكار المجتمع العربي على وجه العموم والمجتمع اليمني على الخصوص.
ونظرا لهذا التشوة الحاصل ولد فكر مازوم لدى الحركة الوطنية واليسارية .
ويعد المثقف والمفكر عبدالباري طاهر أبرز الأصوت المثقفة التي عبرت بمصداقية عن فلسفة الحركة الوطنية واليسارية ، بل أصبح عبدالباري طاهر هو روح وعقل الحركة الوطنية واليسارية ، فالوطنية واليسارية عند عبدالباري ليس نظرية وايدلوجيات فحسب بل ثورة إنسانية تنتصر للفقراء والمعوزين ضد المستغلين والمحتكرين وتجارالحروب ونخاسين الأوطان.