قبل 20 عاما عرفت أنور الركن في مطعم ليلى الفيتنامية بسوق الصميل في تعز.. تخاصمنا أول يوم لأنه كان بعثيا وانا استفزيته بحكاية البعثثة..لكن انور متسامح ويفسح مجالا للمحبة وبعدها صرنا أصدقاء نحمل مودة حقيقية تجاه بعض .. في تلك الفترة كما أتذكر كان أنور وبشكل خاص صديقا لمعمر الارياني حين كان معمر يمتلك صحيفته السامجة الرقيب وقيادي في إتحاد شباب اليمن المسيطر عليه من قبل السلطة التي كان معمر ولدها المدلل وكان أنور ينشط في الإتحاد “ودائما كنت اعرعر لهذا الإتحاد أمام أنور لكنه يضحك ويقول خلينا نحاول ” .. كما كان أنور أقدم حزبيا من نائف القانص واليوم الأخير سفيرا للحوثة في سوريا بينما الشرعية لم تعين سفيرا والأول وزير اعلام للشرعية.”وياللمصائر”.
فالحال أن أنور كان بحظ سيء ..دبور بالمعنى الشعبي كما كان يطلق ساخرا على نفسه..لكنه في الحقيقة كان يتحدى الأيام ومكائدها بشقاوة وشجاعة ونقاوة سريرة وعدم مكر ..كما كان يمتلك مهارة الصبر وتطنيش الوجع والاستناد على إرادة البسطاء والطيبين في مستقبل يمني لائق..ولذلك انتمى لثورة 2011 . .عمل انور طويلا في صفحة وملحق فنون بصحيفة الجمهورية الرسمية بالقطعة كما عمل في صحيفة الجماهير الموسمية الحزبية وبين هذا وذاك شارك في كتابة نصوص مسرحية أيضا ..بل لطالما سكن الغرف الرطبة وتقاسم اللقمة مع الغرباء والاشقياء والطلبة و المجانين. .و أنور السلمي المدني الرقيق والمطحون الذي لم يحمل سلاحا طوال حياته ينتمي إلى منطقة الراهدة. .فرقتنا السبل لأكثر من 15 عاما إلا انني قابلته في صنعاء 2013 وحينها عرفت مكابداته عن قرب وتعثر أحلامه وكثرة الخيبات والنكسات خصوصا جراء صدماته المتوالية من أصدقاء له خذلوه فيما افترقنا بابتسامة وعناق من القلب رغم كل شيء نحث بعضنا على ماتبقى من فتات الأمل ..ثم انقطعت اخباره نهائيا .
وبالأمس كشفت الأخبار انه قبل عام اعتقله الحوثة في الحوبان واخفي قسرا وتعرض للتعذيب الشديد حتى مات بعد يومين من الإفراج عنه ..مفكود على أنور ونهايته الطافحة بالفجيعة ..خرج أنور من هذه الحياة بلاشيء سوى أن روحه شاهدة حقيقية على بشاعة الميليشيا وقسوة الأيام.
رحمة الله الواسعة عليه وخالص اللعنة على القتلة