د/ امين الحاشدي
والبداية كانت في 18 أبريل/ نيسان الماضي، بدأ طلاب وأكاديميون رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك الأمريكية، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
توسع الاحتجاجات
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات المحتجين بالجامعات الأمريكية، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية، ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة حتى وصلت إلى ٧٠ جامعة امريكية..
وبعدها توسعت من لندن وحتى جنيف يحتشد المتظاهرون في جامعات وعواصم أوروبية احتجاجات على استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، وللمطالبة وبوقف إطلاق النار، في محاكاة للاحتجاجات التي تشهدها جامعات أميركية والتي انطلقت من جامعة كولومبيا في نيويورك.
وفي عدة مدن أوروبية تشهد احتجاجات داعمة للفلسطينيين، وتدعو لوقف الحرب في غزة التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين، وفي المقابل خرجت احتجاجات مؤيدة للإسرائيليين، والتي تدعو لإطلاق سراح الرهائن والقضاء على حماس.
ورغم الأهداف المشتركة للاحتجاجات التي تشهدها جامعات أميركية مع نظيرتها الأوروبية، إلا أنها تختلف في تنظيمها وشكلها عما يحدث في الولايات المتحدة بحسب تقرير نشرته صحيفة “يو أس أيه توديه”
الاسباب
وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقع 939 من الأساتذة الجامعيين والأساتذة المساعدين والباحثين في الدنمارك والسويد والنرويج وفنلندا وأيسلندا، عريضة لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية “حتى تتوقف الحرب في غزة”. ويقول الموقعون أن العريضة تأتي استجابة لـ “رسالة مفتوحة من جامعة بيرزيت الفلسطينية، دعت فيها “المؤسسات الأكاديمية الدولية إلى التحرك ضد حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي”، على حد تعبير الرسالة.
.يريد الكثيرون من الجامعات التخلي عن الأسهم والأصول أو الاستثمارات الأخرى في الشركات المرتبطة بإسرائيل وحربها في غزة، وهي خطوة تعرف باسم سحب الاستثمارات. وقال الناشطون إن الجامعات والكليات التي تستثمر في شركات أو منظمات إسرائيلية تعمل في إسرائيل تعد “متواطئة” في الحرب في غزة.
كما يطالب المتظاهرون بوقف إطلاق النار، وأن تعترف الجامعات بالصراع في الأراضي الفلسطينية المحاصرة باعتباره “إبادة جماعية” مع “إدانة تدمير جميع جامعات غزة”.
وقام بعض الطلاب أيضا بدمج مطالبهم من غزة مع دعواتهم للجامعات للمساعدة في معالجة أزمة المناخ. احتل أكثر من 100 طالب جامعة غنت في بلجيكا مطالبين باتخاذ إجراءات ملموسة لتلبية خطط الجامعة المناخية لسنة 2030، بالإضافة إلى مطالبتهم بقطع العلاقات مع الشركات المرتبطة بالجيش الإسرائيلي.
من جهتها، لم تستجب الجامعة لطلب التعليق، لكن مديرها، ريك فان دي والي، نشر بيانا قال فيه إن سياساتها الأخلاقية لن تتغير، مضيفا: “لن يتم استخدام أي انحراف عن سياسة حقوق الإنسان الحالية فيما يتعلق بدولة معينة. وفي هذه الحالة إسرائيل”.
الاستجابه لبعض المطالب.
بدأت جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية بالخضوع لبعض مطالب الطلبة المحتجين الداعمين لفلسطين بعد اعتصامات استمرت عدة أيام.
وأكدت قناة “CNN” الأمريكية أن جامعة كاليفورنيا “ريفرسايد” توصلت لاتفاق مع المحتجين لإنهاء اعتصامهم مساء اليوم السبت.
وأوضحت القناة: “الاتفاق يتضمن تعهد إدارة الجامعة بالشفافية والإفصاح عن الاستثمارات وبرامج التعاون الأكاديمي مع الخارج”.
بينما أعلنت شبكة “NBC” الأمريكية أن جامعة “فيرمونت” ألغت خطابا للمندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة توماس جرينفيلد استجابة لمطالب الطلبة المحتجين.
وتحت الضغط الطلابي، أعلنت جامعة بروكسل الحرة “Vrije Universiteit Brussel” إنهاء تعاونها مع مؤسستين إسرائيليتين في مشروع بحث علمي حول الذكاء الاصطناعي.