تحقيق
محمد شرف
احلام جميل
اسماء الصامت
الناشر
مأرب برس
الخبر المتداول
نشرت مواقع إخبارية في تاريخ 22، 23 نوفمبر الماضي 2021، أخبارًا تتحدث أن شركة “الزمرد” الدولية للاستثمار العُمانية أعلنت استحواذها على غالبية أسهم شركة “إم تي إن” الجنوب الأفريقية.
وقال بيان صادر عن الشركة العمانية إنها استحوذت على أكثر من سبعة وتسعين في المائة من مجموعة أسهم شركة “إم تي إن” المشغل لخدمة الاتصالات في اليمن.
وأضاف أن انسحاب مجموعة “إم تي إن” لن يكون له تأثير مالي وسلبي على خدمات الشركة.
وأكدت أن أعمال الشركة في اليمن قائمة بصورة متكاملة، ولن يؤثر على قطاعاتها، كما أوضحت أنه سيكون هناك علامة تجارية جديدة سيتم تدشينها قريبا.
التحقيق
من خلال التحقيق الذي أجريناه حول استحواذ شركة عُمانية على أسهم شركة MTN في اليمن تبين أنه صحيح، لكن هناك اختلاف في مسميات الشركة المستحوذة. حيث أعلنت مجموعة “أم تي إن” العالمية خروجها من اليمن ونقل حصتها إلى شركة “إميرالد” وهي شركة تابعة لمركز الزبير للاستثمار الدولي، فيما أم تي إن اليمن قالت إن شركة “الزمرد” الدولية استحوذت على 98.8% من أسهم الشركة في البلاد.
هذا التضارب في اسم الشركة بين البيانيين كان هو الخيط الأول الذي تتبعناه للوصول إلى حقيقة الشركة.
في الـ18 من نوفمبر 2021، أعلنت مجموعة (MTN) العالمية على موقعها في الشبكة العنكبوتية عزمها الخروج من اليمن في صفقة تنقل بموجبها حصتها إلى شركة “إميرالد” ”Emerald International Investment LCC“، وهي شركة تابعة لمجموعة ”الزبير“ للاستثمار الدولي، بحسب البيان.
شركة MTN يمن أصدرت من جانبها بيانًا بتاريخ22 نوفمبر2021، قالت فيه إن شركة الزمرد الدولية للاستثمار ش. م. م. “استحوذت على غالبية أسهم شركة ”MTN“ اليمن، وهي تملك اليوم 97.8% من مجموع أسهم الشركة”.
وبعد بحث معمق عن الشركة على قاعدة بيانات الشركات المفتوحة؛ تبين أن الشركة التي ورد اسمها في بيان مجموعة (MTN) الدولية شركة ”Emerald International Investment LCC“ هي شركة مقرها في بنما -بأمريكا الوسطى- وتحمل الرقم التسجيلي 827790S، وهو ما يتضارب مع المعلومات التي نشرتها المجموعة عن أنها شركة تابعة لمجموعة الزبير العمانية.
لكن تلك لم تكن نهاية البحث إذ تبين أن مجموعة الزبير للاستثمار هي مؤسسة عمانية استثمارية رائدة تضم أكثر من عشرون شركة تعمل في عديد من المجالات.
إلا أن موقعها الإلكتروني لا يتضمن أي ذكر لشركة تابعة لها باسم شركة إميرالد الدولية للاستثمار، ولم نتمكن من التواصل مع الشركة حتى اليوم.
وبعد بحث مستمر تمكنّا أخيرًا من العثور على سجل لـ”شركة الزمرد الدولية للاستثمار” التي ورد اسمها في بيان أم تي إن اليمن، في موقع وزارة الصناعة والتجارة بسلطنة عمان، والذي يبين أنها شركة عمانية محدودة المسؤولية، تحمل السجل التجاري رقم 1349144 واسمها بالإنجليزية (Emerald International Company For Invest).
رفض حكومة هادي
وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة الرئيس عبد ربه هادي في اليمن أعلنت في الثالث والعشرين من نوفمبر، أي بعد خبر البيع، رفضها وعدم الاعتراف بالإجراءات التي اتخذتها شركة “إم تي إن” لإنهاء خدماتها في البلاد، وبيع أسهمها لشركة اتصالات أخرى.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الاتصالات في تصريح صحفي نشرته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الحكومية: “طالعنا خبر متداول عبر وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية عن مزاعم صادرة عن شركة إم تي إن لبيع أسهم الشركة لشركة لا علم للحكومة بها”.
وأكد المصدر عدم اعتراف الوزارة “بأي طرف قامت إم تي إن بالاتفاق معه أو بيع حصتها له للخروج من اليمن دون التشاور أو العودة إلى الحكومة اليمنية الشرعية ودون الأخذ بعين الاعتبار الالتزامات القانونية بالرجوع للوزارة في أي إجراء يتم اتخاذه.”
وقالت وزارة الاتصالات اليمنية إن الحكومة الشرعية ستتخذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على الحقوق القانونية للحكومة الشرعية وحماية المستهلك اليمني والمستخدم للشبكة، وحق الحكومة في ملاحقته وفقا للقوانين اليمنية والدولية.
إجراءات حكومية
المسؤول الإعلامي لوزارة الاتصالات في حكومة هادي المعترف بها دوليا، وجدي السعدي قال إن “الوزارة والحكومة اتخذت جملة من الإجراءات منها تشكيل لجنة وزارية تعمل حاليًا لمتابعة هذه القضية وإجراءات قانونية لا يمكننا الكشف عنها حاليًا حتى يتم استكمالها وبالإمكان فيما بعد الإعلان عن نتائجها”.
وحول عمل الشركة العمانية في اليمن بعد شرائها شركة (MTN YEMEN)، أكد السعدي أن الحكومة اليمنية “لم يصلها أي طلب من هذا القبيل من الشركة المشار إليها وتعتبر شركة غير مرخص لها إطلاقًا للعمل باليمن ولا يحق لها القيام بأي نشاط استثماري أو أي أعمال أخرى”.
السعدي أكد في حديثه أن اغلب الشركات العاملة في قطاع الاتصالات حاليًا لم يتم تجديد تراخيصها بالرغم من مطالبة ومخاطبة الوزارة للشركات بهذا الأمر ويمكن للوزارة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك. موضحًا: “تحرص الوزارة على استمرار عمل قطاع الاتصالات ودون المس أو الضغط على الشركات نتيجة للوضع الصعب القائم نتيجة للحرب”.
وأشار السعدي إلى أن وزارة الاتصالات في الحكومة المعترف بها دوليًا عملت على “تقديم كافة التسهيلات الممكنة لتشجيع انتقال شركات الاتصالات إلى العاصمة المؤقتة عدن”. مضيفًا: “تم إطلاق شركة سبأفون والعمل جارٍ لإطلاق شركة واي أيضًا، وندعو بقية الشركات إلى نقل أعمالها وستقدم لهم الوزارة كل التسهيلات الممكنة”.
المصادر
موقع مجموعة MTN العالمية – صفحة شركة “أم تي إن” اليمن على فيسبوك – المصادر المفتوحة – موقع مؤسسة “الزبير” العمانية – موقع وزارة الصناعة والتجارة بسلطنة عمان – وكالة “سبأ” الحكومية – مسؤول إعلامي في وزارة الاتصالات اليمنية التابعة للحكومة.