بعد أيام من فوز الفيلم اليمني القصير “ختان الروح” الذي أنتجته مؤسسة صوت للتنمية بجائزة مسابقة إقليمية حول موضوع مناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، أعلنت المؤسسة أنها ستبدأ بتبني مشاريع وأنشطة تهدف لمناهضة هذه الظاهرة في اليمن.
وقالت “صوت” اليوم الثلاثاء أنها دخلت في شراكة جديدة مع مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” ومقره تونس، والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة – المكتب الإقليمي للعالم العربي، بعد توقيع الجهات الثلاث اتفاقية تعاون مؤكدة أن “مناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث” يمثل موضوعا رئيسيا ضمن المواضيع التي تتضمنها الاتفاقية.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة صوت صامد السامعي إن هناك الكثير من الانتهاكات لحقوق الإنسان التي حان الوقت للحديث عنها والذهاب نحو مناهضتها وخلق وعي وآليات تضمن معالجة تبعاتها والقضاء على الثقافة التي تساهم في استمرارها، “وذلك من أجل تهيئة البيئة في اليمن لتخطي مرحلة الصراعات وبناء سلام مستدام”.
وأضاف السامعي: “لن تتجاوز اليمن مرحلة الصراعات والحروب ما لم يتم حماية الحقوق والحريات للجميع، وأنهاء الانتهاكات التي تطال الحقوق الإنسانية للنساء والفتيات بشكل خاص، بما في ذلك حقهن في الصحة، وفي عدم التعرض للعنف، وفي الحق في الحياة والسلامة البدنية، وفي عدم التعرض للتمييز، وفي عدم التعرض لمعاملة قاسية أو لاإنسانية أو مهينة.
وتعمل مؤسسة صوت للتنمية –بحسب السامعي- على تطوير افكار لمشاريع وأنشطة تتناول موضوع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في اليمن، وذلك ضمن جهود المؤسسة ومساهمتها في بناء السلم الأهلي والاتجاه نحو تخطي الحرب وتحقيق السلام “الذي لن يكون ممكنا أو مستداما بدون إحداث اختراق حقيقي على مستوى الثقافة القائمة على التمييز وانتهاك حقوق الإنسان”.
من جانبها قالت هيام قعلول من المركز الاعلامي لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” عن أهمية توسيع الشراكة في موضوع ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية إنها: تكمن في تجميع القوى لمناهضة لهذا الانتهاك، وفي تبادل الخبرات والتجارب والبناء على مراكمة المعرفة في منطقة تعرف أكثر من غيرها نقصا في البيانات والإحصاءات والدراسات المعمقة في مواجهة ظاهرة متجذرة في العادات والتقاليد ومرشحة للارتفاع”.
وفي حين قالت قعلول إن “مليونا حالة تشويه أعضاء تناسلية أنثوية هو العدد الإضافي المحتمل خلال العشرية القادمة نتيجة جائحة كوفيد 19 التي عطّلت جهود التصدّي للظاهرة وأغلقت المدارس، أشارت إلى أن التقدّم المسجّل لم يكن شاملا وبالسرعة الكافية: فالوضع يراوح مكانه في العديد من الدول ولن نتمكن من تحقيق التقدم المنشود بحلول سنة 2030.
كما أن تكلفة الممارسة وتداعياتها باهظة جدا ومرشحة للارتفاع- بحسب قعلول- فقد بلغت حسب تقديرات اليونيسيف كلفة الرعاية الصحية المرتبطة بالممارسة سنة 2019 حوالي 428 مليون دولارا في 6 بلدان عربية (مصر، جيبوتي، السودان، اليمن، الصومال وموريتانيا). هذا دون احتساب الكلفة النفسية التي تطال الضحايا بشكل لا يمكنهن من المشاركة الفعالة في مجالات الحياة شأنهن في ذلك شأن الرجال والنساء الأخريات.
الجدير بالذكر أن “صوت” هي مؤسسة مدنية غير ربحية، بدأت نشاطها 2010 في اليمن وأشهرت في مدينة هامبورج، ألمانيا في العام 2019. وتهدف إلى تنمية وتطوير مهارات النساء والشباب اليمنيين واليمنيات من أجل مشاركة فاعلة في الحياة الثقافية والإعلامية وحل النزاعات والمشاركة في صنع السلام. وتؤمن بالتعدد والاختلاف وتتحمل مسؤولياتها تجاه الفرد والبيئة التي تعيش فيها.
وتعمل مؤسسة صوت بشكل تشاركي على معالجة قضايا مجتمعية وتنموية وثقافية وفنية وطبية، عبر العمل على الرفع من مهارات الأفراد، تعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة والحياة السياسية، دعم مشاريع الثقافة والفنون وربط المشاريع بمخرجات إعلامية، ضمان استدامة الموارد المتاحة والتعاون مع الشركاء.