أحمد طه المعبقي
المعرقل للمصالحة هو من يرفض إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية، ويرفض إطلاق سراح المختطفين والمخفيين من داخل الأقبية، هو من يحمي الجناة ويرفض تسليم المتورطين بقضايا جنائية الى القضاء، هو من يرفض استعادة منازل المواطنين التي تم السطو عليها من قبل شخصيات نافذة.
نستطيع القول إن أي مصالحة، تبدأ بتخلي الطرف المسيطر عن سلطته المطلقة؛ كخطوة أولى نحو تسوية الملعب السياسي، والوصول إلى شراكة حقيقية على أرض الواقع، محور هذه الشراكة والمصالحة آدمية الإنسان وكرامته واعادة الاعتبار للضحايا والمتضررين من سياسية الاقصاء والتهميش الذي تمارسه السلطة الحالية.
في الأخير أي مصالحة جادة تحقق ضمانات ملموسة في نقل السلطة، من سلطة الجماعة إلى سلطة القانون، بكل تأكيد ستنال ترحاب وقبول مجتمعي واسع النطاق، ومن دون ذلك سيكون مصيرها كبقية الاتفاقات والتحالفات السابقة التي كانت نهايتها الفشل، كونها لم تعر أي اعتبار لقضايا الناس ومظلوميتهم.