الصحفية نهاد البحيري
في حلقة الضياع التي تعيشها اليمن اليوم من ذا يصدق قول أحدهم بأن الكيانات اليمنية بمختلف مسمياتها قد يتقابلون في حلقة دائرية ينظرون في عيون بعضهم ويتجاذبون أطراف النقاش بكل حضارة
أنا كإنسان يمني درس التاريخ سابقاً ليرى قروناً من الحروب وبدون الحاجة لذلك ، يقيناً سانكر بل سيصل بي الأمر لإصف القائل بالجنون والهلوسة ولربما أدير وجهي لأغلق حديثا هزلياً يزيد من حدة نقمي ، سأبتلع لساني قبل أطلاق وابل من اللعنات تكريماً لشهر شعبان
فكيف بإحدهم يسرد لي حديثا معجوناً بنكهة الإيمان عن أربعة واربعين شاباً وشابة من مختلف المكونات السياسية في اليمن يسرد عن تحالف معين يجمعهم
بدون أي شفقة بمسمعي أو بالصدمة التي سأهلك على أثرها
قاطعته متأهباً للهجوم دفاعاً عن التاريخ اليمني المشبع بالإختلافات خوفاً من تشويهه بسلام واعي يخلق بوادراً في الأفق .
بادرته سائلاً:
هل أطلاقوا النار على بعضهم ؟
هل أحضروا أسلحة ثقيلة !؟
ومن ذا الذي حبك خطة بهذا الذكاء لجعلهم يسحقون بعضهم بدون تدخلات خارجية ؟؟
كم عدد الضحايا؟
هل هناك ناجٍ ليحكي ما حدث؟
فالأموات يا صديقي لا يسردون الحكايات فتموت الوقائع بموتهم.
وضع يده على كتفي ليصد كلماتي المتساقطة بولع ليقول : لا لم يحدث شيء مما يدور في ذهنك
قاطعتة مجدداً أذن أين أجتمعوا هل في المريخ ؟
– أجابني ضاحكاً – بل في تعز.
وقع علي هذا الاسم وقوع السكينة
تعز وحده هذا الاسم قد يغير قناعاتي الراسخة يمكن لهذا الاسم أن يصنع المستحيل ولن أبالغ بقولي بأنها مدينة المعجزات تلك المعجزات التي تجبرك على الإيمان بأن الحب ينبت من شوك الكراهية
وهذا الحب ينمو في شبابنا ليحقق ما عجز عنه الكثيرين أربعة وأربعين من عشرة أحزاب يمنية
على طاولة واحدة وبدلاً عن تقاذف الإتهامات
اخذوا هموم تعز على عاتقهم – يا الله – كم يبعث هذا الأمل يبدو كخبر يأتي من مجال جوي لا يحيط بنا
تخيلوا معي يأكلون سوية ويتبادلون أطراف الحديث يعملون على قضايا معاً ويحتفون بإنجازتهم بدلاً عن أحقادهم ويلامسون هموم المواطن اليمني
يا للعظمة حقاً ومن القضايا المهمة التي عمل عليها تحالف شباب الأحزاب قضية الايجارات والغاز المنزلي في محافظة تعز
هذا ما يحدث حينما نصب جل أهتمامنا في التنمية في التقدم للأمام في الرقي والخروج من مستنقع العدوات
على قلب رجل واحد كما يقال وها نحن على قلب واحد “رغم ما قيل” يداً بيد نصنع مالم يصنعه الاوائلُ ونبني من إختلافتنا جسور سلام
نحقق المجد بأبهى صُوره، نلملم شتات مقاصدنا وحين تفرقنا الطاولات والمسميات تجمعنا الوطنية
تحالف شباب الأحزاب السياسية مثال ليمن جديد .