المواطن نت – هنادي أنعم
لم تنتهي مآسي الأسرى في اليمن وتتفاقم جراء استمرار بقاءهم خلف اسوار السجون حتى اليوم من دون محاكمات.
ويواجه الآلاف من الأسرى في اليمن انتهاكات عديدة تبدأ من اعتقال الكثير منهم، دون تهمة، ومنعهم من التواصل مع ذويهم، وقد يصل بهم الحال إلى الوفاة نتيجة الإهمال الطبي أو التعذيب ناهيك عن جرائم الاعدام والقتل المنظم التي تعرض لها البعض منهم.
مراكز الاحتجاز
تمتلك، جماعة الحوثي، عدد كبير من مراكز الاحتجاز، السجون، في نطاق واسع في مناطق سيطرتها ومنها سجون سرية لا ترقى لمعايير وضع السجون وذلك لإنعدام الضرورات الإساسية والرعاية الطبية، وفي هذه السجون تمارس جماعة الحوثي انتهاكات واسعة بحق الأسرى بما فيهم المعتقلين المدنيين بإستخدام اساليب مختلفة في التعذيب من ترهيب وشتم إلى الاعتداء الجسدي المتكرر وبدرجات عنف مخيفة.
قصص مؤلمة
عبد القوي يوسف قائد الصلاحي، أحد الاسرى المفرج عنهم، يروي لنا في هذا التقرير عن ظروف الأسر التي تعرض لها طوال عامين في سجون الحوثيين.
يقول: “أسرت في جبهة البقع في ابريل من العام 2019 اثناء خدمتي في أحدى الوحدات العسكرية التي أعمل ضمنها في لواء التوحيد محور البقع، وبعد معارك مع جماعة الحوثي الانقلابية اضطرينا للإنسحاب وتفرقنا وبسبب عدم معرفتي بالمنطقة وطرقها وصلت بالخطأ إلى نقطة تابعة لجماعة الحوثي، وعندما وجدت نفسي أمام الأمر الواقع؛ سلمت نفسي مجبراً”.
ويضيف: “تم الإبقاء علي هناك لمدة يومين وقاموا بالتحقيق معي وبعدها نقلت إلى محافظة صعدة وبقيت هناك رهن التحقيق لمدة 25 يوم منها خمسة أيام في سجن إنفرادي ومن ثم تم نقلي إلى غرفة جماعية إلى جوار أسرى آخريين وبعد مدة نقلت إلى صنعاء حيث بقيت في صنعاء حتى تاريخ الإفراج عني بعد عامين ونصف من الأسر في سجون الحوثيين، في صفقة تبادل للأسرى تمت بين محور تعز وجماعة الحوثي في أكتوبر الماضي”.
وتحدث الصلاحي بأنه وخلال فترة سجنه في صنعاء تم التحقيق معه، بعد تحقيقات سابقة في صعدة، خلال مراحل متقطعة وتعرض بحسب إفادته للتعذيب النفسي عبر إطلاق التهديدات وكيل الشتائم والألفاظ السيئة التي تلقاها في الحجز من قبل القائمين على السجون.
ويقول عبدالقوي في أفادته أنه وغيره من الاسرى والمعتقلين كانوا يحرمون من الشمس والعلاج رغم أنهم كانوا يدفعون مقابل ذلك المال ويجبرون على شرب ماء غير صحي من قصب الحمامات مضيفًل: “كانوا يتركونا بدون كسوة أو بطانية ننام تحت قساوة البرد ويتعرض البعض منا للضرب والتعذيب الجسدي والسجن الإنفرادي”.
جهود دولية
كان من المتوقع أن تكون هناك عملية تبادل واسعة للأسرى والمحتجزين لدى اطراف الصراع في اليمن منذ بداية الحرب الدائرة في اليمن وذلك بحسب ما تم الإعلان عنه في وقت سابق من قبل الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بناء على اتفاقية ستوكهولم التي اتفق فيها طرف الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي على تبادل 15 ألف أسير بوساطة أممية.
وأمام هذا الرقم الضخم تم الإعلان في وقت سابق عن أكبر عملية لتبادل الاسرى في أكتوبر 2020 استمرت على مدار يومين اطلق فيها سراح 1056 شخصاً فقط، بتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي وإشراف اممي.
جهود محلية ناجحة
يلعب الوسطاء المحليين دوراً كبيراً تجاه ملف الاسرى ويركزون الكثير من جهودهم في سبيل تحقيق نتائج ملموسة وقد شهدنا عدد من النتائج الإيجابية التي تكللت بالنجاح في اطلاق سراح مئات السجناء من جميع الأطراف كانت اخرها عملية لتبادل الاسرى والمعتقلين نهاية شهر سبتمبر الماضي حيث شملت صفقة التبادل بين طرف الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي اطلاق 225 أسير ومعتقل.
وعن الجهود المحلية كتب عبدالله سلطان شداد وهو أحد الوسطاء المحليين على صفحته في فيس بوك بما نصه ” سيكون هناك نجاح أكبر في ملف الأسرى والمعتقلين ، عندما يكون للمنظمات الحقوقية حضورها الفاعل جلسات التفاوض والحوار بين الأطراف”.
وأضاف: “ملف الأسرى والمعتقلين هو الملف الإنساني المغيب عن المنظمات الحقوقية منذ بداية الحرب ومرور ست سنوات على أسرى ومعتقلين في المعتقلات والسجون جريمة في حقهم وبحق اهاليهم”.
وتبقى قضية الأسرى والمختطفين واحدة من المآسي المستمرة في اليمن، في ظل تعثر جهود السلام الأممية والدولية واستمرار الحرب للعام السابع على التوالي.