سعيد المعمري
ها هي الذكرى ال ٥٤ للإستقلال الوطني ال ٣٠ من نوفمبر ٦٧م لجنوب الوطن اليمني سابقاً .
تأتي في عامها هذا ، وشعبنا اليمني لا يزال يرزح تحت وطأة هذه الحرب العبثية القذرة ، التي لم ينتظر منها سوى المزيد من الدمار والخراب ، لإن المخرج يريد هكذا ، أن تبقى الأمور في هذا البلد على تلك الشاكلة الغير مستقرة لها ، ولأبنائها الذين يعيشون معظمهم تحت رحمة تلك الحرب ، الظالمة والتي لم توقف أوزارها حتى الآن .
نتيجة للأهواء والغطرسة من قبل من يريدون لعبة هذه الحرب ، التي يجري رحاها في اليمن ،منذ سبع سنوات عجاف ، وها هي السنة الثامنة ، تسير وتمضي بخطواتها إلى الأمام دون توقف منها .
بالرغم من تلك المحاولات الأممية ، من مبعوثيها وكذا المبعوث الخاص ، للولايات المتحدة الأمريكية ليندر كينج في هذا الشأن ، ولكن دون جدوى .
لماذا ..؟
لإن هناك من يريد إطالة أمد هذه الحرب لسنوات قادمة ، أكثر لكي تنفذ من خلالها تلك إلأجندات القذرة ، من قبل أولئك الأفراد ، أو تلك الدول ، أكان ذلك على المستوى المحلي للأفراد والجماعات المسلحة ، أم تلك الدول الخارجية ، والتي تسعى بشتى السبل والوسائل في تمزيق الوطن اليمني .
بهدف الإحتواء والسيطرة عليه كلياً ، ليتسنى لهم بعدئذ من تقسيمه ، كما يشاؤون ، ويشتهون في نهاية المطاف ، وهذا هو ما يجري فعلاً .
نحو هذا البلد ، الذي أضحى غير قادراً على مواجهة تلك التآمرات الإستعمارية الجديدة .
والتي تحاك ضده منذ فترة طويلة ، وها هم أذنابه ينفذون ذلك ، دون خجل أو وجل من ذلك ، إذن . ماذا عسانا أن نقول في هذه الذكرى العظيمة على شعبنا ، الذي يعيش في هذه الفترة ، في أسوأ مراحله التاريخية .
نتيجة لتلك الحرب ، القذرة التي هيأتها ، وأشعلتها قوى الإستعمار الجديد ، فضلاً عن تلك الأيدي الداخلية المرتبطة بها ، بغرض تدمير هذا البلد ، والسيطرة على ثرواته ومقدراته الوطنية ، التي تحققت لها ، خلال سنواتها الماضية من عمر الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر المجيدتين .
ناهيك عن ما مثله ال ٣٠ من نوفمبر ٦٧ م للإستقلال الوطني لجنوب الوطن سابقاً .
من إنعطافة جديدة في مسار الثورة اليمنية ، فضلاً عن الثورة العربية أنذاك .
حيث أن الثلاثين من نوفمبر ، كان لها الأثر البالغ في تاريخ الشعوب .
التي كانت لاتزال ترزح تحت هيمنة الإستعمار وأعوانه ، في داخل المنطقة العربية ، حيث شكل ذلك الإستقلال أبان تلك الفترة ضربة لقوى الإستعمار ، الغربي الإمبريالي الصهيوني ،
حيث إنه بأخذ إستقلاله ، في تلك الفترة من منتصف ستينيات القرن الماضي ، شكل مساراً جديداً لقوى الثورة العربية ،
على مستوى المنطقة ، علاوة إلى قوى الثورة التقدمية الإنسانية في العالم ، الحر .
إذن . أعود وأقول ، مرة أخرى ، ها نحن نعيش هذه الذكرى في ظل أوضاع متردية وقاسية ، على شعبنا اليمني الذي أضحى يموت في كل يوم مائة مرة ، بسبب ما يعانيه من فقر مدقع ومرض عضال ، وجوع مستشري ، في كل نواحي الحياة .
ناهيك عن ما يعانيه ، من جائحة كورونا القديمة 19 covid وكذا الفيروس الجديد ، والذي يسمى أيمكرون ، والذي ظهر في جنوب أفريقيا South Africa ، والذي أخذ بالإنتشار ، والتوسع في جائحته ، على مستوى العالم .
فيما لازلنا ، نعيش مأساة أوضاعنا ، في كل الجوانب ،
في حين إننا لم نتمكن حتى الآن بمكافحة الأمراض الموجودة ، لدينا فما بالكم بالأمراض الجديدة ، ومنها جائحة فيروس أيمكرون .
فضلاً عن الأوضاع المأساوية ، التي يعيشها المواطن في كل لحظة من يومه ، وهي مشكلة إرتفاع أسعار المواد الغذائية والمواد الملازمة لها ، وبشكل جنوني ، لا يتصوره أو يقبله العقل ، أو المنطق ، في أي بلد من هذا العالم ، بدليل ما أضحى عليه الأسعار ، مؤخراً حيث بلغ سعر الكيس الدقيق بحوالي ٥٠ ألف ريال ، ناهيك عن الإرتفاع الخيالي لسعر الدولار حيث وصل إلى 1700ريال .
إذن . كيف لنا أن نحتفي بمثل هذه المناسبات ، وشعبنا اليمني يعيش أسوأ الأوضاع الإقتصادية ، والإجتماعية ، والسياسية ، والأمنية ، العسكرية ، الثقافية ، علاوة ، إلى ما يعانيه من تأمر ومؤامرات خبيثة وقذرة ، تستهدف النيل من سيادته وكرامته الوطنية ، التقدمية ، والوحدوية ، وكذا تمزيق نسيجه الإجتماعي الواحد إضافة إلى تقسيم أراضيه ، وتجزئة مناطقه ، وسرقة ثرواته ، وتدمير منجزاته .
فضلاً عن السيطرة عليه ، تحت مظلة التحالف ، والمساعدات الإنسانية، وكذا الجولات المكوكية .
من قبل الأمم المتحدة ، والأمريكان ، بغرض وقف الحرب في اليمن ، ولكن لا فائدة من ذلك ، لإن هناك من لا يجيد لغة الحوار ، أو التفاهم مع الآخرين ، وهذا ما أبقى الأمور ، على حالها ، دون حلحلة لها .
إذن . كيف لهذا الشعب أن يحتفي بهذه الذكرى ، وهو لا يجد قوت يومه وأولاده جائعين ، حفاة ، عراة ، كما هو في وضع أولئك النازحين ، أو الذين في المدن ، ناهيك عن القرى والأرياف .
وبالتالي نعود . ونقول ، لذلك الكلام المأثور ( لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه عندما ، قال كيف لإنسانٍ ينام وهو جائع ولا يخرج شاهراً سيفه )
في وجه أولئك الظلمة ، والقتلة ، وسارقي قوت الشعب ، وأموال الوطن ، وهم يعيشون اليوم في أفخر الفنادق والفلل في العالم .
إذن . أي ذكرى يمكن الإحتفاء بها ، ونحن نعيش في هذه الصورة القاتمة السواد ، لا أعتقد ، وإنما ما أريد قوله ، في الأخير ، هو عاشت الذكرى ال ٥٤م
للإستقلال الوطني ، ال ٣٠ من نوفمبر ٦٧ م وخروج آخر جندي بريطاني ، من عدن ، على يد ثوار الجبهة القومية ، والحزب الإشتراكي اليمني حالياً .