د. ياسر حسن الصلوي
أستاذ علم الاجتماع السياسي والحوكمة المساعد كلية الآداب – جامعة تعز
ورقة مقدمة إلى ندوة بعنوان ” شبكات التواصل الاجتماعي في اليمن: قراءة في المحتوى والتأثير” نظمها المركز المدني للدراسات والبحوث بالشراكة مع كلية الآداب جامعة تعز بتاريخ 1 نوفمبر 2021م.
الحلقة الأولى:
تعريف مواقع التواصل الاجتماعي وأهميتها وإمكانياتها ومميزاتها:
تتعدد التعريفات التي تتناول مواقع التواصل الاجتماعي؛ فتعرف بأنها مجموعة من المواقع على شبكة الإنترنت العالمية، تتيح التواصل في بيئة اجتماعية افتراضية بين أفراد يجمعهم الاهتمام أو الانتماء لبلد أو مدرسة أو فئة معينة، عبر نظام تقني عالمي لنقل المعلومات والمعارف.
كما تعرف بأنها مجموعة من الشبكات العالمية المتصلة بملايين الأجهزة حول العالم، لتشكل مجموعة من الشبكات الضخمة التي تنقل المعلومات الهائلة بسرعة فائقة بين دول العالم المختلفة وتتضمن معلومات دائمة التطور()، وبأنها مواقع أو تطبيقات أخرى مخصصة لإتاحة الفرصة للمستخدمين من أجل التواصل فیما بينهم من خلال وضع معلومات وتطبيقات ورسائل وصور()، وتعرف أيضا بأنها شبكات إلكترونية اجتماعية تتيح عملية التواصل بين مستخدميها، وقد وصفت هذه الشبكات الإلكترونية بأنها اجتماعية نسبة للازدياد المتواصل في عدد مرتاديها.
لقد ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي مع الجيل الثاني للويب أو ما يعرف باسم “ويب2″، وهي تتيح التواصل بين الأفراد في بيئة مجتمع افتراضي، تجمعهم حسب مجموعات اهتمام أو شبكات انتماء (بلد، جامعة، شركة…إلخ)، وكل هذا يتم عن طريق خدمات التواصل المباشر: إرسال الرسائل، أو الاطلاع على الملفات الشخصية للآخرين، ومعرفة أخبارهم ومعلوماتهم التي يتيحونها للعرض، وبذلك تعد هذه الشبكات من أحدث أدوات الاعلام الجديد وأكثرها استخداما بطريقة احترافية وذكية مبنية على أساس دخول الناس إليها واستخدامها وبناء الثقة مع المجتمع لإيصال الرسائل الإعلامية أو الإعلانية، لا أفراد فحسب، بل للحكومات والشركات الخاصة كذلك().
يظهر الدور الكبير لهذه المواقع أو الشبكات من خلال تجسيدها للاتصال الوسيطي ومساهماتها في بناء الشبكات الاجتماعية الافتراضية ومن بينها مواقع: “الفيس بوك”، و”تويتر” و”اليوتيوب”، و”ماي سبيس”، وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، ويأتي الفيس بوك في صدارة هذه المواقع؛ نظرا لنجاحه في دعم فكرة التواصل مع الأصدقاء، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية والتعليمية، وهي الفكرة التي أطلق لأجلها الموقع منذ بدايته.
إن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم هي امتداد طبيعيا للعلاقات الاجتماعية الحقيقية حيث تربط شبكات التواصل الاجتماعي الأفراد الذين قد لا يشاركون المكان نفسه، وسميت اجتماعية لأنها أتت من مفهوم بناء المجتمعات، فمن خلال هذه الطريقة يستطيع المستخدم التعرف إلى أشخاص لديهم اهتمامات مشتركة عن طريق الانترنت، والتعرف على المزيد من المعلومات في المجالات التي تهمه، ومشاركة صوره ومذكراته مع الأفراد والمجموعات().
أهمية مواقع التواصل الاجتماعي ومميزاتها:
تنبثق أهمية مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي في الوقت الراهن من طبيعته الدور البارز والفاعل الذي باتت تؤديه في الحياة اليومية للأفراد، فقد استطاعت منصات التواصل الاجتماعي هذه أن تغير بشكل كبير طريقة تواصل الناس وتفاعلهم فيما بينهم، وطريقة تسويق المنتجات وبيعها، وطريقة تواصل الحكومات مع مواطنيها، وطريقة أداء الشركات لأعمالها، كما أنها غيرت كثيرًا من المفاهيم لدى الناشطين السياسيين والاجتماعين والحقوقيين، علاوة على تحقيقها التأثير في الرأي العام حيث بدأت في البزوغ كأدوات ثورية التأثير وقدرات كامنة لم يظهر منها حتى الآن سوى قمة جبل الجليد.
أما فيما يتعلق بالإمكانات التي تتوافر عليها فيمكن القول: إنه تتوافر فيها العديد من الإمكانيات منها خاصية “الفيديو” التي توفر للمشترك إمكانية تحميل الفيديوهات الخاصة ومشاركتها على هذه المواقع، بالإضافة إلى إمكانية تسجيل لقطات الفيديو المباشر وإرسالها كرسالة مرئية (صوتًا وصورة)، وخاصية “إنشاء المجموعات” وهي أساس العمل الجماعي على الشبكات الاجتماعية، حيث تتمتع جميع الشبكات الاجتماعية بإمكانية إعداد مجموعة لها هدف وغرض يجمعها، وتقدم خدمات ما على مستوى الشبكة، ويمكن تقديم روابط مفيدة لمن هم في نفس مجالها ونفس اهتماماتهم.
ولمواقع التواصل الاجتماعي خصائص ومميزات أخرى كثيرة جعلت منها مقصدا لمتصفحي الإنترنت في جميع أنحاء العالم، ومن أهم هذه الخصائص والمميزات “سهولة الاستخدام”، فهي تحتاج إلى القليل من المعرفة في أسس التكنولوجيا من أجل النشر وتحقيق التواصل عبر الإنترنت، فكل ما يتطلب لاستخدام مواقع التواصل هذه هو التدريب البسيط على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومن ميزاتها “التواصل والتعبير عن الذات”، و”تشكيل المجتمع بطرق جديدة” فمع أن المفاهيم المجتمعية الوهمية وجدت منذ بداية التطبيقات الإلكترونية، إلا أن مواقع الشبكات الاجتماعية وفرت سبلا جديدة للاتصال، فقد ينضم المستخدمون لمجتمعات قراء الكتب والاتصال من خلال تبادل وقراءة الكتب التي يحبونها، ومن ميزاتها “نقل البيانات”، حيث تسمح غالبية مواقع التواصل الاجتماعي لأعضائها باستعراض مواقع أصدقائهم، ومشاركتها مع عامة الناس والأصدقاء، وتوفر بعض المواقع تطبيقات تسمح للمستخدمين بوصف العلاقة بينهم وبين الأعضاء الآخرين، ومن ميزاتها “إتاحة نشاطات من القاعدة إلى القمة”؛ إذ توفر مواقع التواصل الاجتماعي منصات مثالية، يستطيع من خلالها المستخدمون المشتركون بالقضايا والقيم نفسها أن يتعاونوا بشكل فعال وبتكاليف أقل.