الموطن نت
تأتي ذكرى الثاني والعشرين من مايو لتعيد التذكير باليوم الاغر الذي كان سيكون بادئة مرحلة جديدة في حياة الشعب اليمني صوب المستقبل الوارف بالازدهار واللحاق بركب شعوب العالم ، غير انه وللاسف أبت
قوى التخلف بتجسيداتها النخبوية والمتمركزة على مصالحها الانانية الا ان تغتال ذلك اليوم البهي في مؤامرة بدأت فصولها منذ اول عملية اغتيال طالت كوادر الحزب الاشتراكي اليمني ووصولا الى حرب 94 الظالمة التي أحدثت شرخا فادحا في المسار الوطني واجهضت حلم اقامة الدولة وانقلبت على الشراكة والوحدة السلمية واستباحت الجنوب وما أحدثته تبعاتها من الايغال بهدم كل جسور يوم الثاني والعشرين من مايو ..
وهاهي الذكرى تأتي اليوم يتيمة مفرغة من كل معانيها الجميلة وفي ظل حرب وماسي ورزايا اثقلت كاهل الشعب وحطمت احلامه وهدت اماله العريضة ، وهي اوضاع لم يكن لها ان تكون لولا انفراط ذلك العقد الذي وحد اليمنيين بممارسات سلطوية عبر تحالفات مصلحية عصبوية اقصائية ، ليشرب المنتصرون من ذات الكأس التي سقوها الاخرين ، وغدونا جميعا اليوم نحارب لاستعادة الدولة التي اختطفت بين ليلة وضحاها .
وككل الاحداث العظيمة التي اجهضتها نزعة التفرد والهيمنة والاقصاء تم اجهاض وحدة مايو بحرب ظالمة تناسلت منها حروب ، وتشظيات وتكتلات ومليشيات حلت بدلا عن الدولة وحرب اكلت الاخضر واليابس وعادت بالبلد القهقرى سنوات طويلة ، وعصفت باحلام وامال اليمنيين ، واحدثت حالة انسانية غير مسبوقة ، وشردت اليمنيين في اصقاع الارض وسرقت منهم الشعور بالامان و الاحساس الصادق بالفرح ، وكبحت تطلعاتهم الى غد افضل .
كما وتأتي هذه المناسبة والعاصمة عدن تشهد وضعا مأساويا لما آلت إليه أوضاعها من انقطاع للكهرباء والماء والمرتبات وانتشار الفوضى الأمنية والأوبئة ، في ظل غياب تام للدولة ومؤسساتها وهو الوضع الذي تعيشه بقية المحافظات المحررة .
لقد اكدنا مرارا ولا زلنا نؤكد ان خيار السلام هو الخيار الخلاق لاحلال الامن والاستقرار والتنمية عبر تسوية سياسية وطنية منصفة لجميع اطرافها وفي القلب منها حل القضية الجنوبية العادلة وفق ما يرتضيه الشعب في الجنوب ، ولقد كان تنفيذ اتفاق الرياض هو الخطوة الاولى للالف ميل ، وفي هذا السياق ندعو مجددا الى الاهمية السياسية لاتفاذ بنود الاتفاق ودعم حكومة الشراكة التوافقية الوطنية للاضطلاع بمهامها في تقديم الخدمات وتحسين العملة والوضع الاقتصادي برمته ، والتخلي تماما وبعزم اكيد عن الخيارات العسكرية في حل المشكلات البينية في اصطفاف الشرعية .
صادر عن :
الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني
21 مايو 2021