تعز – تقرير خاص
بات الاقدام على أمر ما في قرى الحيمة يتطلب أخذ إذن مسبق، فأصبح المزارع ينتظر الإذن إذا اراد ري زراعته أو بيع المحصول، وذلك لا يخلوا من شروط وجبايات، وذلك نموذج من انتهاكات تملئ اذهان المهجرين قسرًا الناجين من بطش الجماعة.
ومنذ أيام وصلت العديد من الأسر المهجرة قسرًا من قرى الحيمة بمديرية التعزية إلى مدينة تعز، بعد عملية أجتياح عسكرية نفذتها مليشيا الحوثي على سكان المنطقة والتي تعرضت لحصار خانق وحرمان من المساعدات الانسانية.
في فبراير من العام 2018م بدأت الجماعة الحوثية محاولاتها في اجتياح قرى الحيمة إلا أنها لاقت مقاومة مسلحة ما جعلها تستخدم ورقة الحصار
ففي فبراير من العام 2018م بدأت الجماعة الحوثية محاولاتها في اجتياح قرى الحيمة إلا أنها لاقت مقاومة مسلحة ما جعلها تستخدم ورقة الحصار من خلال نصب نقاط تفتيش ومواقع عسكرية ومنع الأهالي من الخروج من القرى.
وفي 6 يناير 2021م بدأت عملية عسكرية لاجتياح قرى الحيمة واستمر الى مايقارب 15يناير من العام نفسه، حيث اسفر العمل المسلح عن مقتل 12 شخصا وجرح ما يقارب 30 اخرين ومئات الانتهاكات التي توزعت بين الصلب والتمثيل بالجثث وتفجير المنازل والاختطاف والتهجير القسري وحرمان من ممارسة النشاط الزراعي.
“منذ 2018 ونحن وأسرنا نتعرض لحصار وانتهاكات من قبل الحوثيين بسبب رفضنا تسليم جبايات ومعارضتنا لممارساتهم، واستمرت الجماعة تفجر المنازل وتمنع عنا المساعدات طوال الأشهر الماضية”.
شهادات المهجرين
وعن الاحداث الاخيرة التي شهدتها الحيمة استمع موقع “المواطن” لبعض الشهادات التي نقلها مهجري المنطقة، حيث يقول المهجر قسرًا “م.ا” منذ عام 2018 ونحن وأسرنا نتعرض لحصار وانتهاكات من قبل الحوثيين بسبب رفضنا تسليم جبايات ومعارضتنا لممارساتهم، ودافعنا عن عرضنا وكرامتنا بما نملك من السلاح الخفيف، واستمرت الجماعة تفجر المنازل وتمنع عنا المساعدات طوال الاشهر الماضية.
وعن العملية المسلحة الأخيرة التي قام بها الحوثيون أشار “م.ا” إلى إن الجماعة شرعت في حشد عناصرها وتطويق المنطقة التي تحيطها سلسلة جبلية كبيرة، مؤكدًا إن الحيمة شهدت رعب غير معتاد جراء القصف الكثيف على المساكن والمزارع.
ويضيف قائلا: “قامت الجماعة باستخدام الأطفال كرهائن وتفجير المنازل كورقة ضغط لكي نسلم أنفسنا لها ولكن استطعنا النجاة ومغادرة المنطقة بإتجاه مدينة تعز”. لافتًا إلى أن الجماعة قصفت المنازل واختطفت الكثير من الشباب والأطفال اثناء عملية الاجتياح في ساعات الفجر الاولى، حتى إنها اعتقلت قرية بأكملها.
وقال إن الأسر عاشت أوقات رعب، وتعرضت منازلهم للنهب حيث يتابع: “يدخلون المنازل بين وقت وآخر وينهبون ذهبًا وفلوسًا وممتلكات أخرى بمزاعم التفتيش والبحث عن مطلوبين، مؤكدًا إن الحوثيين استعانوا بما يسمى بالزينبيات في أقتحام المنطقة.
وعن دوافع الأجتياح نفى المهجر قسرًا “م.ا” أن يكون هناك أي تواجد لعناصر ارهابية كما تزعم جماعة الحوثي، مشيرًا إلى إن الدافع الحقيقي هو رفض المزارعين دفع مبالغ مالية من المحصول تحت بند الجبايات.
وأضاف إن ثمانية أيام من الحصار والقصف والتدمير والقتل والاختطاف وأعقبها اجتياح مسلح ومطاردات ونهب وتشريد واخفاء وتهجير قسرًا، إلا أن كل فئات مجتمع الحيمة رافضة لتواجد الحوثيين الذين فرضوا عليهم ترديد الصرخة في المساجد بشكل يومي، وصادروا الاملاك ومنعوا السكان من استخدام الضوء اثناء الليل في القرى.
مطاردات ورعب
أيام مفجعة عاشها اهالي قرى الحيمة تحت سطوة وحشية لا يمارسها سوى هواة الإجرام والابتزاز، فكان جميع السكان هدف العمل المسلح الذي نفذته المليشيا الحوثية، حيث يؤكد الناجي “م.ن” أن كل شخص كان يجده الحوثيين يتم اعتقاله وإيداعه سجن الصالح بما في ذلك الاطفال والنساء، بالإضافة إلى الحصار وايقاف ضخ المياه.
ويضيف “م.ن”: “الرصاص والقذائف كانت شغالة بشكل مستمر ليل ونهار بواسطة سلاح ثقيل «دبابات، مدرعات، اطقم»، واعتدوا بالضرب والإهانة على الكثير من أقاربنا، لأننا لم نعطهم جبايات من محصول القات، ولم نردد بعدهم الصرخة لذلك شردونا من بيوتنا”.
ومن شهادة المهجر “م.ن” قوله إن “الشاب عارف دحان، طالب ثانوية عامة، تم اعدامه وصلبه والتمثيل بجثته بدواعي أنه كافر، من قبل جماعة الحوثي اثناء عملية الاجتياح” لافتًا إلى أنه شاهد حالات اصابة لأشخاص نزفت دمائهم حتى الموت.
فرضت المليشيا الحوثية حصارًا خانقًا على قرى الحيمة؛ ليتم بعد ذلك اجتياحها في هجوم همجي أسفر عن مقتل 12 شخص بطريقة الإعدام والتمثيل بالجثث، وجرح مايقارب 30
وبحسب المهجرين قسرًا فقد عملت جماعة الحوثي على تهجير المدرسين واستبدالهم بمدرسين موالين لها ومناهج خاصة بهم من أجل تسميم التعليم بأفكار الجماعة الطائفية.
ويضيف “م.ن”: “قاومنا أول يوم، وفي اليوم الثاني انسحبنا، واستطعنا النجاة بأنفسنا واطفالنا، ووصلنا إلى مدينة تعز، وأصبحنا مهجرين قسرًا من بيوتنا وأرضنا، ونفتقر لابسط الاحتياجات المعيشية بما فيها الايواء”.
زراعة بترخيص!!
وبعد أيام من الإجتياح المسلح يقول المهجرين قسرًا إن جماعة الحوثي باتت تمارس انتهاكات تعدت المعقول، حيث تعمل على منع سكان الحيمة من الإقدام على أي اعمال اقتصادية أو زراعية دون أخذ إذن مسبق منها، فأصبح ريّ مزارع القات مربوط بقرار إذن من المشرف الحوثي في المنطقة وإذا فكر أحدهم ببيع محصوله الزراعي فليذهب إلى المشرف للحصول على الإذن ودفع نسبة من الثمن.
وعبر المهجرين عن استيائهم من صمت المجتمع الدولي ازاء ماتعرضوا له من انتهاكات من قبل جماعة الحوثي والتي يصفونها بالجماعة التي تمارس الارهاب في وضح النهار من خلال تهجمها على منازلهم واملاكهم.
كما هو الحال مع المواطن “م.ن” والذي تعرض وأولاده لملاحقات متكررة حتى استقر به الحال مهجر قسري ومشرد ومحروم من أسرته وممتلكاته، ويقول “اقتحموا منزلي اكثر من مرة في ساعات متأخرة من الليل للبحث عني وعن أولادي”.
توزعت الانتهاكات بين اختطاف 95 مدنيًا بينهم 9 اطفال، وتهجير عشرات الأسر قسريًا، وتسجيل 334 انتهاكاً لحقوق الإنسان في الحيمة خلال أسبوع من الشهر الحالي ارتكبتها مليشيا الحوثي
وبحسب سكان محليون مازالت الحيمة مطوقة بقوة عسكرية هائلة ونقاط التفتيش تمتد على مداخل القرى السكنية، ولا يسمح بمرور أحد إلا بوثيقة اثبات هوية «بطاقة شخصيه».
و فرضت المليشيا الحوثية حصارًا خانقًا على قرى الحيمة؛ ليتم بعد ذلك اجتياحها في هجوم همجي أسفر عن مقتل 12 شخص بطريقة الإعدام والتمثيل بالجثث، وجرح مايقارب 30، وتوزعت الانتهاكات بين اختطاف 95 مدنيًا بينهم 9 اطفال، وتهجير عشرات الأسر قسريًا، وتسجيل 334 انتهاكاً لحقوق الإنسان في الحيمة خلال أسبوع من الشهر الحالي ارتكبتها مليشيا الحوثي.