المواطن/ كتابات ـ أ. جمال عبد المولى
تصدير
هذا الموضوع ليس موجهًا ضد أحد بالضرورة وإنما هو ضد كل احتلال على مر التاريخ المعاصر والوسيط وحتى القديم.. تركيزًا على الدروس والعبر وتحذيرًا لعملاء الاحتلال أينما كانوا وفي أي زمان ومكان على ظهر هذه البسيطة..
معروفٌ أن أعرق الدول الضاربة في أعماق التاريخ هي هنا في الشرق الأوسط.. هي في اليمن ومصر والعراق.
إنها حضارات سبأ وحِمْيَر وحضرموت ويمنات، والأعراب في جبالها والتهايم.
وحضارة الفراعنة في مصر وحضارة بابل في العراق..
جميعنا يعلم أنه من غير اللائق أن نتحدث بمنطق اللادولة أو نسلك مسالك السماسرة.
المعادل القومي العربي لاستقرار أي نظامٍ سياسيٍ، يتأتى من خلال مخرجين:
١ – الموقف من القضية الفلسطينية وحق العودة لمواطنيها في الخارج.
٢ – تحقيق القدر الكافي من الأمن والاستقرار، ومن العدالة والمساواة، وتلبية الخدمات والحاجات الأساسية.
حاليا ومع نشوب الخلاف بين الطائفة والقبيلة، تم إفراز وضعًا جديدًا ليتم استبدال أو تغييب كل ما هو قومي عربي إلى عرقي جِهوي مناطق و طائفي.
في خضم هذا المعترك الخطير يأتي الاختراق من أجل إحداث سايكس بيكو جديد تحت مسميات مختلفة ..فمن يفرط بالقضية المركزية الأولى، فلسطين والثانية حاجة الشعوب الأساسية، سيضع نفسه في مهب الريح حاليًا أو مستقبلًا مما يبشر بولادة ثورة عربية قادمة من رحم المأساة والمعاناة كي تستعيد المجزأ والمقسم، فيما بين سايكس بيكو القديم وما يعتمل نحو الثورة العربية المستمرة ضد الاستعمار الجديد أو الاستحمار،،، لا فرق …
ستة و ثلاثون عاما منذ سايكس بيكو ١٩١٦م وثورة ١٩٥٢م، منطلق التحرير من الاستعمار وقيام الثورات في بلادنا العربية..
يا ترى من يجرؤ أن يغادر التاريخ من خلال الهرولة المجنونة إلى التفريط بالسيادة.
من يعتقد أنه يناور من أجل احتلال أرض أخيه أو أراضي الغير فليبشر بالرد في المستقبل القريب لا ريب.. لقد كانت ستة و ثلاثين سنة عجاف مرت ثم تزهر الثورة من جديد ويرتحل العملاء والمرتزقة إلى محتليهم.
التاريخ قد يُبقي مؤقتا تلك الأطراف الركيكة التي لم تفرط بالقضية المركزية وحق شعوبها في الحياة الحرة والكريمة في حدها الأدنى مما يتطلب أيضًا أن تعمل بجد على عقد مصالحة حقيقية مع الجماهير، وكتلتها التاريخية، وأولى منطلقات هذه الكتلة تكمن بأنه عندما تتكالب علينا الذئاب، فلنضع الخلاف والإختلاف جانبًا.
أما من يسبحون عكس التيار نقول لهم:
يحلم من يفكر بإحتلال أرضنا، هذا تاريخنا فهاتوا تاريخكم، ومهما برعتم فلن تكونوا بحنكة وقوة وخبرة أصلكم، أجدادكم، أيها الأبناء الضالون.