المواطن/ كتابات ـ سعيد المعمري
شهد السودان خلال الآونة الأخيرة .. لأسواء كارثة إنسانية في تاريخه الحديث .
ويعود ذلك لتلك الأمطار الغزيرة .. التي هطلت عليه مؤخراً الأمر الذي أدى إلى أن تتحول تلك المياه إلى سيول جارفة أودت في النهاية إلى تهديم العديد من المساكن والبيوت وكذا جرف العديد من المزارع .
وتدمير منشأته الحيوية . جراء إرتفاع مناسيب المياه في أنهاره . ومن ذلك مياه النيل .. الذي ارتفعت مناسيبه لأول مرة إلى ١٧.١٨ متر .. وبالتالي هو ما كان لتلك المياه أن تتحول آنئذ إلى فيضانات عارمة .. كان لها أن تؤدي بحياة العديد من المواطنين السودانيين والذي بلغ عددهم بنحو ١٠٤ أشخاص فضلاً عن نزوح وتشريد أكثر من ٥٠٠ ألف مواطن من منازلهم .
علاوة إلى تعرض أكثر من ٢٧ ألف منزل للخراب الكلي ، ناهيك عن تعرض ١٧ ألف منزل للخراب الجزئي ، فضلاً عن جرف مياه الفيضان للعديد من المواشي ، والمحلات التجارية وغيرها بقدر ما تحولت مناطق السودان إلى برك . ومستنقعات جارية مليئة بالمياه الراكدة وهذا ما سيكون له أثار سلبية صحية ، على حياة المواطنيين بشكل عام .
لإن تلك المياه ، هي في الأساس تكون حامل للكثير من الجراثيم والأوبئة القاتلة ، والتي تؤدي في ظروف كهذه إلى إنتشار أمراض عديدة كالكوليرا والاسهالات المعوية ، وحمى الضنك ، الوادي المتصدع وكذا أمراض طفيلية أخرى ، وإستناداً إلى ذلك .
أقول إنه لا يزال أهالي تلك المناطق المنكوبة يعيشون حتى الأن أوضاعاً سيئة للغاية في ظل نقص للمساعدات الفذائية والأيوائية . لهم ولأبنائهم ولأطفالهم .
بينما الدول العربية والإسلامية تقف عاجزة عن مد يد العون لهذا البلد العربي المسلم .. والذي كان ينبغي من كافة الدول .. الإقليمية والدولية . من تقديم المساعدات اللازمة له .. لكن كما يلاحظ . حتى اللحظة بأن ما قدم لهذا البلد لا يرقى إلى المستوى المطلوب ..
مقارنة بما يقدم لبلدان أخرى .. شبيهة بنفس المعاناة .. والمسألة قائمة على الكيل بمكيالين .
بعدم التطبيع
ليس هذا فحسب وإنما أيضاً هنالك مسألة أخرى .. وهي ، لو كانت الحكومة الإنتقالية بالسودان . وافقت على تلك الإملاءات الأمريكية التي حملها إليها وزير خارجيتها ، بأن تطبعَّ مع الكيان الصهيوني .. لكانت المساعدات قد انهالت عليها من كل الدول .
بما فيها أمريكا نفسها . وكذا دول الإنطباع الأخرى . ولكنها رفضت . ذلك .. الخنوع والإستسلام .
وارادت أن يكون موقفها مع الصف العربي المقاوم للإحتلال الصهيوني والذي لازال متشبثاً ومغتصباً للأراضي الفلسطينية . والعربية حتى اليوم .
خزي وعار
إذاً نتساءل هنا . أين أنتم يا عرب . ويا مسلمين مما يجري في السودان ألا تستيقظوا من سباتكم العميق . وتمدوا يد العون لهذا البلد المنكوب . بدلاً من التفرج عليه . وهو يغرق بمياه الفيضان .
وليس هناك من مجيب ..؟
والله .. إنه لخزي ٌ وعار عليكم يا عرب ..