المواطن/ كتابات – حمود الحبشي
تظل أسرة الفقيد الشيخ احمد صدام سلطان محورا مهما تستقطب الإهتمام من كل أبناء محافظة تعز أينما ذهبت ووليت وجهك تجد لهذه الأسرة معلما وأثرا ارتبط بأحداث مهمة رافقت مسيرة الوطن ولايمكن تجاوزها
فهي بحق أسرة الشهداء والتضحيات من أجل الوطن وقضاياه العادلة وهموم ومصالح الناس
تعرض الأب لأحداث مهمة بسبب مواقفه المقاومة للظلم وبطش الحكام في مراحل مختلفة فقد كان الصوت المقاوم والرافض لكل استبداد يظهر هنا وهناك بامكاناته حينها
لم يستطع ان يكون جزء من بناء لنظام قام على الظلم والاستبداد، رفض ان يتماهى مع توجهاته، دفع حياته ثمنا لتلك المواقف
في اللحظات الصعبة كان يلجأ اليه الحاكم طلبا للعون والمساعدة.. تميز بهباته لنصرة الثورة والجمهورية وقف معها وقاتل بما في ذلك نصرته للجمهورية ومساهماته في القضاء على التمرد الملكي في العدين العام 1966م
خلال حياته كان ملجأ للمقهورين من كل المديريات الذين يشعرون بالأمان والاستقرار في حمايته
لم يتمرد على النظام ولكنه كان مقاوما له بالكلمة وبالموقف.. تم اعتقاله بداية العام 1973م وتعرض للتعذيب على يدي سئ الصيت محمد خميس الذي كان سببا في وفاته مباشرة بعد خروجه من السجن
إبنه محمد احمد صدام التحق في شبابه بالحزب الديمقراطي ونشط من خلاله الى جانب قضاياه واهدافه التنويرية.. لم يمنعه انتماؤه الأسري من ان يكون قياديا ومنظما في حزب يساري كانت العدالة الاجتماعية إحدى اهدافه الرئيسية
اعتقل بداية العام 1973م مع والده واخيه وكوكبة من القيادات الاجتماعية في محافظة تعز… تعرض للتعذيب في سجون الامن الوطني وتم تصفيته من خلال محكمة صورية كانت الوجه السيئ للنظام حينها
اعدم مع كوكبة من خيرت ابناء الوطن..اتذكر منهم الشهيد النقيب علي الفاتش والشهيد الرائد محمد سيف قاسم والشهيد عبدالاله عبدالله عثمان واخرين
من منا لايعرف الولد الأكبر عبدالغني احمد صدام الذي كان مثالا للرجولة والالتزام الحزبي بأدواره المتميزة في صفوف الحزب الديمقراطي ومرجعية لكل أبناء المديرية وخارجها هو الآخر اعتقل مع ابوه واخيه الشهيد محمد احمد وتحمل كل صنوف التعذيب في المعتقل حيث حكم عليه بالسجن المؤبد مع رفيقه احمد عبدالرحمن صبر.. لبثا في السجن فترة من الزمن وتم الافراج عنهما بقرار من قبل الشهيد ابراهيم الحمدي
في حياته خارج السجن استمر مناضلا وكان عامل تجميع وتأسيس لمنظمة الحزب الاشتراكي في مديرية التعزية وعامل استقطاب لقضايا المعذبين والمسحوقين من رفاقه
خلال فترات حياتهم لم يتحملوا الظلم من النظام الحاكم فقط ولكنهم استهدفوا واستهدفت املاكهم وحياة ابناؤهم من قبل عصابات الارتزاق والنهب المفرخة من قبل السلطة، في اكثر من موقف..التي دفعت فيها الأسرة شهيدا احدا شبابها شهيدا..هو بليغ محمد احمد صدام اغتيالا في احدى عمليات السطو على ممتلكاتهم
لم تقتصر تضحيات الأسرة عند هذا الحد ولكنها ممتده بامتداد الحياة حيث تشاء الأقدار ان تلقي الأسرة بميراثها على عاتق الشاب منصور احمد صدام الذي حمل ليس هم الأسرة وانما هم وطن مثقل بالجراح في حرب غير عادلة تستهدف كل ماهو جميل في الوطن مقدما أعز ابناؤه الشهيد مطهر قربانا للوفاء والالتزام الوطني.. فهو ثمرة التربية الوطنية لأسرة مكافحة ولحركة وطنية رضع حليبها في صباه مشاركا في بناء الحزب الاشتراكي بعد الوحدة مقدما التضحية بالجهد والمال لنصرة قضاياه العادلة
مواقف كثيرة يذكرني فيها موت قاسم احمد صدام بعقله وحكمته وانتماؤه القومي في حركة البعث العربي الاشتراكي… روافد تتجمع لتصنع أنهارا من المجد والتضحيات