أرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار غربي يدين الهجوم الكيميائي الذي استهدف بلدةخان شيخون في ريف ادلب الثلاثاء ويطالب النظام السوري بالتعاون مع التحقيق، وذلك كي يفسح الوقت للتفاوض مع روسيا التي لوحت باستخدام حق النقض (الفيتو )، وتقدمت بمشروع قرار بديل.
وحسب دبلوماسيين فإن التصويت على مشروع القرار الذي قدمتهالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد يتم اليوم الخميس.
ويطالب مشروع القرار بإجراء تحقيقات فورية مع فريق مشترك للأمم المتحدة ، كما يدعو الحكومة السورية وجميع الأطراف إلى التعاون الكامل مع الفريق بتقديم كشوف بالطلعات والعمليات الجوية يوم الهجوم، وبأسماء القادة العسكريين المسؤولين، وتيسير الوصول إلى القواعد الجوية.
ويذكّر المشروع بما ورد في قرار مجلس الأمن رقم 2118 بشأن اتخاذ الإجراءات اللازمة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال انتهاك مواد القرار.الفصل
وعقب انتهاء الجلسة قال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماتيو ريكروفت إن “المفاوضات مستمرة مع زملائنا في مجلس الأمن”، وقال نظيره الفرنسي فرانسوا دولاتر إن المفاوضات تجري “بروح طيبة”، معربا عن “الأمل” بأن يتم التصويت على مشروع القرار “بأسرع وقت ممكن”.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن روسيا مستعدة لاستخدام الفيتو ضد مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن إذا عُـرض للتصويت بسرعة من دون التشاور مع موسكو ، بينما رأى مساعد السفير الروسي لدى المنظمة الدولية فلاديمير سافرونكوف أن مشروع القرار الغربي “أعد على عجل وليس مفيدا”.
وقال السكرتير الصحفي لبعثة روسيا لدى الأمم المتحدة فيودور سترجيجوفسكي لموقع سبوتنيك الروسي إن بلاده تقدمت بمشروع قرار لمجلس الأمن للتحقيق في الهجوم الكيميائي، وأضاف أن المشروع المقترح “مقتضب ويهدف إلى إجراء تحقيق فعلي وليس تحديد المسؤولين قبل معرفة الحقائق”.
وأكدت البعثة الدائمة الروسية أن الجلسة ستعقد عندما يكون مشروع حل وسط للقرار الأممي جاهزا
استهدف مدينة خان شيخون أمس وأوقع أكثر من مئة قتيل وأربعمئة مصاب يحمل بصمات النظام السوري، بينما دعت عدة دول إلى التحقيق في هجوم أمس وهجمات كيميائية سابقة في سوريا .
وهاجمت السفيرة الأميركية نيكي هايلي روسيا بسبب دعمها لنظام الأسد، وقالت “كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعد لكي تبدي روسيا اهتماما بالأمر”؟
وأضافت “إذا كانت روسيا تملك التأثير الذي تدعيه في سوريا فعليها أن تستخدمه”، عارضة أمام أعضاء المجلس صورتين قالت إنهما لبعض ضحايا الهجوم الكيميائي. وطالبت هايلي موسكو أيضا بـ”وضع حد لهذه الأفعال الوحشية”، قائلة “انظروا إلى هذه الصور”.
وألمحت هيلي إلى إمكان التحرك في سوريا خارج الإطار الأممي بقولها “عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي، فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا”.
كما قال المندوب الفرنسي إن عدم معاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على المجزرة التي وقعت في خان شيخون يقدم له رسالة بالإفلات من العقاب مستقبلا. وفي رفضه للرواية الروسية لما حدث، قال إنه لو تم استهداف مصنع كيميائي لوقع انفجار، ولكانت الأضرار كبيرة.
أما المندوب البريطاني فقال إن القصف الكيميائي على خان شيخون يحمل بصمات نظام الأسد، مؤكدا أن استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرارا ضد مشاريع قرارات سابقة شجع النظام السوري على ارتكاب مزيد من الانتهاكات.
في المقابل قال فلاديمير سافرونكوف نائب المندوب الروسي إن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا غير مقبول من أي طرف، ويجب مساءلة المتورطين.
وتحدث عما سماها صورا مفبركة وتقارير مزيفة عن استخدام قوات الحكومة السورية للأسلحة الكيمائية ، وأكد أن طائرات سورية قصفت مستودعا للأسلحة لمن وصفهم بالإرهابيين، مضيفا أنه لا حاجة لمشروع قرار جديد بشأن خان شيخون.
وبدوره نفى منذر منذر نائب المندوب السوري لدى الأمم المتحدة استخدام النظام أسلحة كيميائية ضد المدنيين في خان شيخون. وأضاف منذر أن ما دعاها الجماعات الإرهابية تتخذ المدنيين دروعا بشرية في المدينة.