المواطن/ كتابات ـ محمد مهيوب الاكسومي
يرجع نشؤ الأحزاب السياسية في مناطق شرعب والعدين إلى ثلاث مصادر :
1 – الجنود والضباط المسرحين من الجيش والأمن بعد انقلاب 5 نوفمبر 1967 م واحداث أغسطس 68 م .
2 – المهاجرين إلى الشطر الجنوبي ابان الاستعمار البريطانى من أبناء المنطقة ، والذين كانوا قد امتلكوا تجارب نضالية من خلال مشاركاتهم فى النضال ضد الاستعمار البريطاني بمختلف أشكال العمل العسكري والسياسي والثقافي ، سواء من خلال التحاقهم بالجبهة القومية ، او الأندية الثقافية والتي كان أبرزها نادي ابناء العدين وغيرها ، والتي بدورها كانت تمثل الحاضن الثقافي والسياسي لأبناء المناطق الشمالية .
3- الشباب المتأثر برياح التغيير الثوري والمد التحرري التي أحدثته الثورة المصرية وانتشار افكار الإشتراكية العلمية .
هذه المصادر الثلاثه شكلت اللبنات الاولى للعمل السياسي والحزبي في المنطقة وتجسدت في التشكيلات التالية: –
1- منظمة طلائع الفلاحين الثوريين :
التي تشكلت في المنطقة بمبادرة من قبل الرعيل الأول من المناضلين وفي مقدمتهم الشهيد / قائد قاسم سعيد، قائد سيف عبده ، درهم يحي هادي ابوفارع ، هزاع علي ناجي ، حمود محمد خالد ، احمد حسن قائد الدكتور ) ومصطفى محمد علي الرفاعي (البرزاني) وعبدالله عبد اللطيف ومحمد احمد حسن وفرحان علي ناجي و علي سعيد دحوه ومحمد مهيوب طاهر وقائدعلي نصر ومحمد قائد عائض
وجميعهم من منظمة المقاومين وهي غير منظمة الفلاحين الثوريين التابعة للحزب الديمقراطي .
والتي بدورها أصدرت بيانا وزع في مدينتي تعز وصنعاء عبر سائقي السيارات ، و رسائل ارسلت إلى المسؤولين في تعز ، تولى هذه المهمة الشهيد / احمد حسن قائد ، عبر مجموعة من الجنود والضباط في عزلة الاكروف ، أكد البيان على مواصلة الدفاع عن الثورة والجمهورية ، التي شارك فيها عموم الشعب اليمني ماعدا الإقطاع الذي توزع ما بين موائد للثوره ومعادي لها وتلقى الدعم من جهات مختلفه حتى تقوى نفوذه ودعا إلى مؤتمرات خمر وعمران والجند والمصالحه مع الملكيين (مثل هذا الاتجاه الشيخ عبدالله ولشيخ سنان ابولحوم والشيخ علي محسن باشا ) الى جانب الملكيين الذي قادوا الثورة المضادة .
و كما أشار البيان إلى أن قوى الإمبريالية والرجعية وسلطات الاقطاع سيقولون عنا مخربون وشيوعيون و ملحدون وقتله كما قالوها عن ثوار فيتنام وكمبوديا والجزائر ، ونقول لهم اننا ثوار ضد الظلم والطغيان أينما كان وسنضل مدافعين عن قيم الثوره والجمهورية .
2- منظمة نسر الثورة :
مؤسسيها من حزب الطليعة الشعبية ( عبدالعزيز عفان ، قائد محمد قائد الصوفي ، وآخرين ) وبإشراف المخفي قسراً الرائد / عبدالعزيز عون
3- شبيبة السلفي :
فرع المنطقة ورمزها الاستاذ الصحفي / جمال قائد سعيد من اتحاد الشعب الديمقراطي .
4- فرع المقاومة الشعبية وهي المصدر الرئيس لكل المكونات الاولى مؤسسيها ، و تتألف من مناضلين في الجبهة القومية من أبناء المنطقة ونادي أبناء العدين الحاضن الثقافي والسياسي لكل أبناء العدين وشرعب في عدن وكل الفصائل والقوى الوطنيه الأخرى المدافعة عن الثورة والجمهورية في حرب السبعين يوماً ، وماتبعها من انتكاسات للثورة تمثلت في انقلاب 5 نوفمبر 1967م ، وما أفرزه من مصالحة مع الملكيين وارتكاب جرائم ( 23 ، 24 ) أغسطس ١٩٦٨م ، ضد القوى العسكرية والمدنية المدافعة عن الثورة والجمهورية .
هذه التشكيلات والمسميات ظهرت وتفاعلت مع الهم الوطني العام لتتجسد كفروع رئيسية لفصائل العمل الوطني المتمثلة في ( الحزب الديمقراطي ، ومنظمة المقاومين ، وحزب الطليعة الشعبية واتحاد الشعب الديمقراطي التي تشكل منها ، وأحزاب أخرى حزب الوحده الشعبية اليمني والجبهة الوطنية الديمقراطية الوريث الطبيعي والامتداد للحركة الوطنية والديمقراطية بكل محطاتها النضالية ، والرد الفعلي على اتفاقية جده 1970 م والخاصة بالمصالحة بين الملكيين وانصاف الجمهوريين والتي بموجبها عاد كل الملكيين الى الحكم ماعدا أسرة بيت حميد الدين .
وبعودة الملكيين وتوزيعهم في مختلف مفاصل الدوله تضاعفت الهجمات وحملات الاعتقالات على ما تبقى من جيش سبتمبر ( ايلول ) وأبطال الدفاع عن صنعاء ؟ بعد أن كانوا قد تمكنوا من إزاحة عدد من القاده والضباط إلى الجزائر ومن عاد منهم تم تصفيته مثل الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب والشهيد احمد عبد ربه العواضي والشهيد طه فوزي في ما بعد ، وتشريد اخرين ( حمود ناجي سعيد ، وعبدالرقيب الحربي ، وجارالله عمر ، ومحمد ناصر العنسي ) ، ولاحقا الاخفاء القسري لكلاً من ( سلطان امين القرشي ، وعبد الوارث عبد الكريم ، ومحمد فيروز ، وعبدالعزيز عون ، ومحمد صالح ذمران ومحمد علي قاسم وآخرين ).
وبقدر مساهمة ابناء شرعب والعدين في الدفاع عن الثورة والجمهورية كان لهم نصيب من حملات القمع والاغتيالات والمطاردات والتحريض ضد أبناء المنطقة الذين فروا بجلودهم عائدين الى مناطقهم وقراهم .
وكانت رسالة القاضي عبد الرحمن الارياني رحمه الله إلى مشائخ تعز وطلبهم إلى صنعاء ليكونوا محكمين بشأن اولادهم أبناء المحافظه الذين يعصون الدولة وولاة الامر بحسب تعبيرهم ، أبلغ تحريض ومقياساً لردود الفعل حققت الدولة مكسباً بقولهم ( اضبطوهم ) .
وبهذا استطاعت السلطة ان تجند الكثير من المشائخ ضد من وصفوهم بالمخربين والمتمردين والشيوعيين ومن يأويهم من أقاربهم واصدقائهم وزجت بالجميع في صراعات عززتها بالحملات العسكرية التي بدأتها في عام 1971م بشكل متقطع وفي 1972م شكلت حملتين عسكريتين من إب وتعز ، بناء على تقارير من المشائخ بوجود تدريبات وتنظيمات ومدارس يدرس فيها كوبيين ومنها مدرسة السلام التي بناها المواطنين بجهود ذاتية وبمبادرة من المناضل / قائد سيف عبده ، وشملت الحملة مجموع العزل والقرى التي تكونت منها مديرية السلام شرعب ولمواجهة الوضع كان الاجتماع في قرية عدن الحجار واتخذ القرار بعدم المواجهة ، كي لا تكون مبرراً للتنكيل بالمواطنين ولعدم توفر الامكانيات للمواجهه ايضا .
وصلت الحملتين وتمركزت في عدد من العزل واستشهد خلالها كل من المناضل علي محمد لطف و المناضل الشيخ / عبدالله عبدالحميدو مهيوب محمد عبدالحميد وأخيه،وعلي ديوان قحطان و عبدالله حسن جميل والمناضل عبدالله غلاب ،وعبده قائد علي كما جرح المناضل الأستاذ محمد سيف قاسم أطال الله في عمره .
اتخذت السلطة قرار بتشكيل مديرية السلام شرعب من عزل مختلفه كانت تتبع مديريات الفرع في العدين ومذيخرة والتعزية والرونة واختلفت أجنحة السلطة من يتولى شؤون المديرية ورجح رأي الشيخ عبدالله الاحمر بتعيين القائد العسكري والقبلي ( علي ناصر شويط) وسميت المديرية بمديرية ( السلام ) كونها تشكلت بدون مقاومة او تيمناً بمدرسة السلام في الاشموس مخلاف أعلى التي كانت قد تأسست في عام 1970 م .
وأول خطوه بداءها القائد شويط هي دعوة كل الشباب المطلوبين بحسب تسجيل المشائخ بالحضور إلى المديريه خلال 15 يوما، ومن يحضر يعود إلى منزله لايسجن ولايعتقل واستجاب العديد من الشباب والمناضلين في كل من بني سري وبني سبا والمخلاف والامجود .
وبني وهبان والشريف والرعينه
ولتجنب المحاذير رتب أبناء المخلاف ضيافة لمدير الناحية ( علي شويط ) في منزل الشيخ سيف عبده سرحان ، حضرها كل المطلوبين واكتفى مدير الناحية بهذا الحضور مشترطاً بقاء الشيخ مهيوب سيف عبده إلى جانبه في المديرية نيابة عن أخيه المناضل قائد سيف عبده
وفي مديرية الرونة استجاب الشباب هناك وحضروا بالعشرات وبنوا علاقات طيبة مع المدير الذي تميز بالوفاء بوعده واحترام مسئوليته ، وحين أراد قائد لواء تعز محمد الارياني اعتقالهم رفض شويط تسليمهم وهربهم من تعز إلى مديرية السلام على ان يسجنوا هناك ، وهم ( المناضل عبدالله عبداللطيف ، والمناضل محمد احمد حسن يرحمه الله ، والمناضل احمد عبدالرحمن الاقحم ، وآخرين ) ولما رفض شويط توجيهات قائد اللواء بالاعتقالات ومتابعة المطلوبين الذين أعطاهم العهد والوعد تم تغيره بمدير آخر
وجرت اعتقالات عشوائية لأبناء المنطقة في مختلف العزل والمناطق منهم
( ( عبده سيف عبده ، مشتاق خالد حسن ، مهيوب حمود سعيد ، عبده خالد حسن ، عبدالله غالب حمود ، محمد قائد عائض ، محمد حمود إسماعيل الفقيه ، سعيد علي احمد ، مارش شريان – دحوه ، حمود محمد خالد العسالي ، علي قاسم احمد دبوان ) منصور الحاج، محمد منصور الحاج وبجاش عبدالواحد وعبدالله مهيوب علي مهيوب عبده سعيد وكامل قاسم قائد والعشرات من المواطنين ) ، بما فيهم الذين لا علاقة لهم بالسياسة او الانتماءت الحزبية كما دمرت عشرات المنازل والقرى في عموم مناطق شرعب والعدين . كما هاجم عدد من المشائخ يتقدمهم المرحوم الشيخ رزاز قائد مهيوب مدرسة السلام في الاشموس وهدموا جزاء منها الأمر الذي قاد إلى خروج اول مظاهرة طلابية إلى إدارة الناحية ، واستجاب مدير الناحية لمطالبهم ووعد بتعويضهم وإعادة ماتهدم من المدرسة ورفع بذلك إلى المحافظ والتربية والتعليم .
كان هدا جانب من طبيعة الحياة السياسيه في المنطقه في المنطقة اوائل السبعينات والىُ الحلقه القادمة ،،
كتبه / محمد مهيوب شريان الاكسومي
بتاريخ 28/ 6 /2020 م