المواطن/ كتابات ـ سعيد المعمري
تعد الزكاة مسألة إخلاقية إنسانية .. قبل أن تكون دينية بحتة مفروضة على الأغنياء بأن يؤدوها . للفقراء والمحتاجين ..
أياً كان ذلك الوضع داخل الوطن أم خارجه .. ولذلك نجد بأن عملية كهذه لم يتم التعاطي معها من قبل أولئك
الميسورين وكذا رجال المال والأعمال بالطريقة الصحيحة .. والذي يفترض أن تؤدي كما يجب وينبغي لها تجاه أولئك
المساكين والغلابى .. من أمرهم ، سيما في مثل هذه الظروف التي يعيشها أبناء هذا الوطن المنكوب منذُ أكثر من خمس سنوات
جراء هذه الحرب القذرة .. والتي تشن عليه دون هوادة حتى اللحظة . نتيجة لتلك الأهواء والمزاجية .. المفرطة
من قبل من لا يروق لهم .. بأن يكون لليمن مكانة تذكر ، في هذا العالم المتوحش ، والذي طغت عليه المصالح
والمنافع دون سواهما ، وهو ما يعطى مؤشرات خطيرة ، بأن العالم مُقبل على فواجع لإنهيارات كبيرة خصوصاً في ظل
هذه الظروف العصيبة التي يشهدها العالم بأسره .. دون إستثناء بسبب فيروس كورونا أو ما يطلق عليه ب ١٩ covid ..،
وعودة إلى بدء .. أقول بأن مسألة الزكاة يستوجب التعامل معها وفق ما هو محدد لها . في الكتاب والسنة .
وهذا لا ريب فيه واضح لأولى الأمر في هذا الشأن سواءاً كانوا في الحكومة أو خارجها .. من التجار .. وأصحاب الرأسمال اليمني
الذي دائماً لا يتعامل مع قضايا كهذه إلا من منظور براجماتي بحت .. وهذا ما هو ملموس للقاصي والداني ،
وإن حاول أن يزكي على أمواله فلا يخرج منها سوى الشيء القليل ، لأولئك الفقراء والمعوزين ، أما المبالغ الكبيرة
في الزكاة فتعطى لأصحاب الكروش المنفوخة والمسؤولين الذين قدر على هذا الشعب أن يكونوا حكاماً عليه .
ولذلك نرى بأن أمور الزكاة .. لا توضع في مكانها المناسب والحقيقي ، بقدر ما تذهب في أماكن غير صحيحة ..
وبالتالي للأسف هذا هو حالنا .. في هذا الوطن .. المليء بأمراض عديدة .. وعاهات كثيرة أضحت تشوة من صورته الجملية ،
التي عاشها منذ فترات وقرون طويلة من تاريخه البشري والإنساني ..
ولكن ماذا نفعل ؟ هكذا كتبت علينا الظروف . لا نستطيع التخلص منها إلا بضربة سحرية من السماء .. لعل وعسى..
أن تغير هذا الواقع المؤلم والرث والأتيان ببشر يعرفون ويخافون الله ورسوله . ويحاسبون أنفسهم
قبل أن يقدموا على أي عمل يخالف تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف .. سيما كأمور كهذه التي نحن بصددها حالياً
حيث يلاحظ بأن هنالك شلة من السماسرة يقومون بكتابة . أسماء المواطنين ، أياً كان وضعهم بالقاهرة
سواءاً كعالقين أو لغرض متابعة أمراضهم بقدر ما يؤخذ من هؤلاء أرقام بطائقهم ، وكذا تليفوناتهم ،
بحيث إنه سيتم تسليم مبالغ مالية قدرها ٢٠٠ – ٢٥٠ دولار .. من فاعلين خير ، كتجار وغيرهم من باشوات هذا الوطن المغدور به .
ولكن الذي حدث ويحدث ، بأن هؤلاء الوسطاء يتنصلون من تسليم أوليك المواطنيين بما وعدون به ،
من مبالغ مالية ..بل يتلكأوون ويعللون بأن المبالغ ذهبت ..كيف .. حصل هذا ؟
يتضح في النهاية بأن تلك المبالغ تذهب
للأصدقاء والأقرباء من أبناء مناطقهم وكأن المسألة مناطقية . ليس هذا بقدر ما تعطى لأصدقاء الكأس ناهيك عن (the girls ) البنات
إذن الأمور غير مُطمئنة للغاية . مادام ونحن قد كتب علينا قدر ومكتوب . بأن نعيش هكذا تحت رحمة هؤلاء الطغاء وجبابرة القوم
من مسؤولين . ومستوزرين ، وتجار عفنيين وعملاء ضد وطنهم وشعبهم المغلوب على أمره .
خاصة في مثل هذا الشهر الكريم .. شهر رمضان المبارك .. بينما العالم كله متفاعل مع مواطنيه . أينما كانوا
داخل أو خارج بلدانهم . بدليل .. أنظروا الصين ، ماذا قدمت وتقدم لمواطنيها .. وغيرهم .. فضلاً عن الدول الأوروبية ..
وأمريكا اللاتينية .. وروسيا وإلخ .. أنما نحن ننتظر الهبات والمساعدات من الآخرين . بينما الرأسمال اليمني هارب خارج الوطن ..
ولا يقدم أي شيء لمواطنيه ، وأن قدم شيئاً . فهو يذهب للمسؤولين والمقربين والمداحين ..
لإن الرأسمال قذر .. والأقذر منه أولئك الذباب الذين من حولهم ..
والله من وراء القصد .