المواطن/ كتابات ـ عبدالعزيز المليكي
بعد ما يقارب تسع سنوات مرت مُنذ أن أُشُعل الفتيل الأول لفبراير لإسقاط أتعس وأحقر نظام حكم اليمن من بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر
لا تزال اليمن منذُ ذلك الوقت تقف في نفس الزاوية الضيقة التي حصرها فيها نظام عفاش سابقاً
فقد تم تدوير السلطة بين نفس العصابات السابقة بصورة دراماتيكية غير متطورة
لم يتحقق اي شيء على أرض الواقع ولم ينال المواطن البسيط فيها اي شيء يذكر عدا تدحرج حياته من السيء للاسواء
وكثيراً ما أصبح يضرب المثل بهذه المدينة في ضنك الحياة وشدة البؤس
مرت سنوات كثيرة تهشمت فيها مفاصل الدولة تخلخل النسيج الاجتماعي
إعتلت الرأسمالية رأس الهرم. مُورس الدين بإنتهازية وبصورة مقيتة. الأشياء التي كانت تحدث في السر أصبحت حدوثها في العلن أمراً عادياً
إزدهرت الدكتاتورية في حياتنا بصورة فظيعة
ثمة مليون جرح يختفي الان داخل دماغ المواطن البسيط
تلك الجروح التي أصبح من المستحيل إندمالها
قد أقول بلهجة عاجزة أن النظام المخلوع حقق نجاحاً في تحويل حياتنا إلى صراع دامي بيننا وبين الموت.
وأن المستقبل الحداثي الذي كان يأمله ثوار فبراير هاهو يسحق تحت أقدام (غول التطرف الديني السياسي )الذي ألتهم الحياة المدنية وجعل قتلنا لازم ديني حسب عقيدته.
التراجديا المأسوية لثورة فبراير تجاوزت كل التوقعات تعدت فجائع،، جمعة الكرامة،، ومحرقة ساحة الحرية.
أصبحت بروفات تلك المجازر تتكرر كل يوم عشرات المرات
إغتيلات وتصفيات بالجملة. فساد نهب مرض تجويع موت متواصل ومواطن مثخن بكل ذلك
إنكسر شيء ما في وجدان الشعب عن مفهوم الثورات.
تواصل عقارب الزمن دورانها ونحن على ذات الخريف الأرعن..
تتضاعف أحزاننا بصورة مستمرة. تتفرقع أحلامنا قبل أن ترى النور
ربما الأحداث التي حصلت بعد فبراير تقول أن من رسم مجريات تلك الثورة وحدد خط سيرها الماورائي لم تكن هي نفس القوى التي أوقدت شعلتها الأولى.
وبتعبير أدق فإن ما حصل هو إمتداد لمشروع ظلامي كانت بدايته في ١٩٩٤م عند ما بدأت الضغائن الدينية تمتزج بالدسائس السياسية مع مافيا القبيلة.
عبدألعزيز ألمليكي.