المواطن / كتابات _محمد هائل السامعي
عندما تعجز الدول الاستعمارية التي كانت تَدّعي تحرير التجارة عن المنافسة الحرة الشريفة – المواجهة في حروبها التجارية مع الدول النامية كالصين والأقل نمواً كبعض البلدان العربية – فأنها تلجأ بحكم الهيمنة على القرار الدولي، إلى زراعة جماعات مؤدلجة، وصناعة حجج واهية، ونشر الكراهية عبر أجهزتها الإستخباراتية والاعلامية، بغرض نشر الفوضى في هذه البلدان، وتدمير اقتصادياتها، والاتجار بمعانات شعوب في استثمار مقرف من خلف الحروب والأزمات، لأن السلام غير مربح بالنسبة لها، وما تشهده البلدان العربية خير دليل على ذلك.. وهنا بالذات لا يمانع أن تكون الولايات المتحده الامريكية هي مَن تقف خلف الوباء المنتشر في مدينة (ووهان) بمنطقة هوبي، الصينية وبعض المدن الاخرى، بهدف نقلها قنبلة جرثومية للصين لإلحاق أضرار باقتصادها.
لا ولن ننسى كيف عملت واشنطن في السابق في استغلال الاحتكارات العالمية في “القضية البيئية” المزعومة، لتبرّر حينها فتح ميادين جديدة لسياستها التوسعية تعمل في النيل من الآخر.. وتابعنا ومازلنا نتابع ما تتعرض له الصين من حرب تجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي باءت بالفشل..
تدير الدول الاستكبارية الكبيرة حروبها بمختلف الوسائل، لكن الصين استطاعت بقيادتها الحكيمة وبأقل الخسائر وبشعبها العظيم المُنتِج والمُحقِق للانتصارات، تذليل مختلف العقبات المصطنعة التي أقامتها الدول العدوة أمامها – والتي تسمى عادة “بالأقطاب المهيمنة على العالم” – فحققت الصين اقتصاداً يشغل المرتبة الاولى في العالم.
الصين بقيادتها السياسية المركزية ،وفيدراليتها المالية على مستوى الاقاليم والمقاطعات، حققت نجاحات باهرة على مستوى العالم، فقد منحت للمقاطعات التابعة للدولة المركزية، على مثال هونغ كونغ و شينجيانغ، صلاحيات واسعة على المستوى المحلي، في أن تنّشط ، وتنتج بحسب اوضاعها وطبيعة ظروفها، فحققت هذه المقاطعات نسب عالية في النمو، في سبيل نيل تنمية شاملة على مستوى جمهورية الصين الشعبية .
الدول المهيمنة على القرار العالمي تبحث اليوم بكل الوسائل كيفية الوصول الى طريقة لتمزيق الصين الواحدة الموحدة، ولإعاقتها عن تأكيد مكانتها الاولى عالميا في الاقتصاد، كما سعت تلك الدول عُقب ثورات الربيع العربي، الى دعم بعض الحركات والجماعات في الوطن العربي، لخلق صراعات، وانتاج حروب وأزمات، تمزق ما بقي من الوطن العربي المجزء أصلاً، وتجره الى الضياع، ولاعاقتها عن التطور ونيل الحرية والمساهمة في الانتاج السلعي والاستفادة من موارده المتاحة في إحداث تنمية شاملة مُستدامة.
الشعب الصيني العظيم يقاوم اليوم بكل بسالة وبهمم عالية يقاتل لنصرة ذاته والبشرية، لكنه يتسم ويتسلح بإنسانية وافرة كما عهدناه، وهو يخوض معاركه السلمية بكفاءة واقتدار في مواجهة فيروس كورونا الجديد -“الشيطان” كما وصفه الرئيس الصيني، الرفيق العظيم شي جين بينغ.
بحس كبير بالمسؤولية، كالعادة، تكثف الحكومة الصينية جهودها وتشدّد في إجراءاتها بكل حزم، لاحتواء هذا الفيروس الخبيث، ووقف انتشاره، كما تتجلى مسؤولية القيادة الصينية في تخصيص وكشف عن 173مليار دولار لمواجهة فيروس كورونا في الصين، والذي أعلن عنه المصرف المركزي الصيني، يوم الأحد2/1/2020، مشيراً إلى أنه سيضخ 1.2 ترليون يوان (173 مليار دولار) في خطوة لدعم جهود الحكومة الصينية وشعبها في مكافحة فيروس كورونا المستجد، اضافة الى ما أعلن عنه المصرف المركزي، السبت الماضي، عن سلسلة من الإجراءات النقدية والائتمانية لدعم الشركات التي تقدم المساعدة في مواجهة هذا الفيروس الفاتك على غرار ماتقدمه الشركات الطبية،والشركات الصغيرة ،وجميع المؤسسات الخاصة والعامة.
ان الدافع الحقيقي لبناء المشفى – المعجزة في غضون 6 أيام بلياليها، ليس الحاجة الماسة للمزيد من الأسرّة أو لعجز في مشافي الصين عن إستيعاب المصابين، بل كان تحدياً مذهلاً كالعادة تعرضه الصين على العالم لتؤكد فيه عظمتها الانسانية واهتمامها بشعبها، ولتحجيم الوباء ومحاصرته بنوايا صادقة لاجتثاثه والتخلص منه للأبد، وبموافقة الرئيس شي جين بينغ رئيس اللجنة العسكرية المركزية، تولّى 1400 موظفاً طبياً من القوات المسلحة الصينية مهمة معالجة المرضى بفيروس كورونا في المستشفى الجديد بمدينة ووهان الصينية، وها هم الجميع يقاتلون لنصرة البشرية جمعاء لانقاذها من وباء جديد .
نحن في اليمن والبلدان العربي، على ثقة بشعب الصين العظيم الذي تغلب على كثير من الكوارث والأزمات.. انه شعب استطاع أن يقضي على الفقر والبطالة.. بلا شك هو شعب يستطيع القضاء على كل هذه الأوبئة والمنغصات.
يقف الشعب الصيني اليوم بكل ثبات في تحدي الفيروس الجديد،لأنها قضية إنقاذ انسانية القسمات لحيويات الصينيين وشعوب أخرى، وها هو هذا الشعب يعمل بلطف ويتعاون مع الآخر الانساني ويقف معه في خندق واحد، يمارس أعماله بكل حيطة وحذر لتوخي السلامة.. لم ينكسر هذا الشعب ولم ولن يستسلم، لانه يحيا بالعمل والانتاج، وها نحن نشاهده وبرغم الاهوال التي يتعرض إليها، يتمسك بالعيش بحرية، فلم تنقطع انشتطه ومناسباته ومشاركته فيها. طلبته يدرسون.. شبابه وشاباته يحتفلون ويقيمون الأعراس في تحدي واضح بقهر الفايروس والانتصار عليه.. وكيف لشعب وحكومة تنجز بناء مشفى خلال فترة أيام قليلة أن تُهزم..؟!
نحن بحاجة إلى وقفة جدية ومضاعفة الجهود للعمل على نشر وعي التآخي والتعايش واحترام الآخر، وتحييد الكراهية وخطاباتها الانتقامية من الشعوب، فهي كراهية تزرعها منظومة عدوة للانسانية، لا ترى في الانسان سوى مجرد سلعة، كما نرى أنه من الافضل للأجانب والمقيمين في الصين من عرب ويمنيين،عدم مغادرة الصين، في هذه الظروف، والمكوث في مواقعهم هناك، في الصين، وتحمل العناء وتقاسمه مع الشعب الصيني.. ونجزم بالقول: العظيم لا يَنكسر بل ينتصر.. وعلى الجميع تحمل المسؤولية ومواجهة هذا الوباء الى جانب الصين الحليفة .
ـ الصين لن تُهزم..