المواطن/ سبوتنيك
تعرضت صباح اليوم الأحد 22 ديسمبر/كانون الأول، مقرات 4 منظمات دولية عاملة في المجال الإنساني بالضالع اليمنية لعملية قصف لمقراتها في توقيت واحد، الأمر الذي طرح تساؤلات حول الجهات المسؤولة عن تلك العملية وأهدافها وعلاقتها بالأوضاع السياسية والعسكرية على أرض الواقع.
وقال ماجد الشعيبي، رئيس المركز الإعلامي لجبهة الضالع اليمنية لـ”سبوتنيك” اليوم الأحد، إن “4 انفجارات متزامنة استهدفت في ساعات الصباح الأولى اليوم الأحد، مقرات لجنة الإنقاذ الدولية، وأُكسفام ومرسي كيور، ومركز هيا لتنمية المرأة، وفرع منظمة أكتد في مدينة الضالع، بقذائف R.B.G عن طريق متطرفين قبليين”.
وأضاف رئيس المركز الإعلامي، “التفجيرات لم تحدث أضرارا كبيرة في تلك المقرات، ولكنها كانت رسالة من جهات قبلية متطرفة، كانت قد حذرت تلك المنظمات من قبل، وقالت إن نشاطاتها تتعارض مع التقاليد والأعراف القبلية في الضالع، ما دفع تلك المنظمات إلى إخلاء جميع العاملين بها من المحافظة”.
وأكد الشعيبي أن أحد أسباب استهداف تلك المنظمات، هو ما قامت به بعض الخطب الدينية ضدها يوم الجمعة الماضي، ما دفع بعض المتطرفين للقيام بتلك العملية.
وتابع بقوله “رغم أن تلك المنظمات لم تقدم أي شىء يتعارض مع الأعراف والتقاليد في الضالع، لكن هناك أطراف متشدده داخل الجماعات الإسلامية رأت أن ما تقوم به تلك المنظمات يتعارض مع العادات والتقاليد القبلية، وأنها تستهدف نساء الضالع، لكن تلك الأعذار غير واقعية وأن التحريض من جانب بعض المستفيدين من الحرب هو السبب الرئيسي”.
وأوضح رئيس المكتب الإعلامي، أن “جهات غير رسمية وقبلية تمتلك المال والسلاح، ربما أكثر من السلطات الرسمية هى من تحكم الضالع، وهى من افتعلت تلك الأمة مع المنظمات الدولية، وهذا العمل يعد سابقة خطيرة”.
واستطرد بقوله “هناك إدانات من جانب المواطنيين والشخصيات العامة، واعتبرت أن هذا العمل لا يمثلهم ولا يعبر عنهم ولا عن ثقافتهم ولا سلوكهم النضالي، الجميع يعرف أن الضالع محافظة مسالمة، ولا تحتضن الإرهاب ولا التطرف، لكن قوى بعينها استغلت الأوضاع الراهنة وقامت بتنفيذ العملية”.
وأشار الشعيبي إلى أن هناك فراغ أمني كبير في محافظة الضالع، وأن من يحكمها هى مجموعة من الأعراف والتقاليد منذ عودتها إلى الشرعية في العام 2016، لكن هناك جهات تمتلك أسلحة وعتاد في الداخل ربما أكبر بكثير مما تمتلكه جهات أمنية وحكومية، كما أن حدودها تعد أحد جبهات محاربة الحوثيين.
محافظة الضالع، هى إحدى المحافظات اليمنية التي تم استحداثها بعد الإعلان عن قيام دولة الوحدة عام 1990. ويشكل سكان المحافظة ما نسبته (2.4%) من إجمالي سكان الجمهورية، وتقسم إداريا إلى (9) مديريات، ومدينة الضالع مركز المحافظة.
وتقع محافظة الضالع جنوبي العاصمة صنعاء على بعد 245 كيلومتر، على خط عرض (42: 13) شمالا، وخط طول (43: 44) شرقا. يحدها من الشمال محافظة البيضاء، ومن الشرق أجزاء من محافظتي البيضاء ولحج، ومن الجنوب أجزاء من محافظتي لحج وتعز، ومن الغرب محافظة إب.
واستحدثت محافظة الضالع من 9 مديريات بعد الوحدة اليمنية، وهي دمت – قعطبة من محافظة إب ومديرية الشعيب الضالع – وحجاف والأزارق والحصين من مديرية الضالع سابقا، التي كانت تتبع محافظ لحج – ومديرية جبن من البيضاء – ومديرة الحشاء من محافظة تعز، وعاصمة محافظة الضالع هي مدينة الضالع.
وتقود السعودية، منذ 26 مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، التي سيطرت عليها جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) أواخر عام 2014.