المواطن/ شعر ـ رئام الأكحلي
قتلوك.. يا آخرَ مَنْفَذٍ للنورِ نحو تعز
صلبوا فيك ذكرى مسيحٍ ووصايا “محمد “
نصَبوا المشانِقَ
هدَّموا المعابِدَ
واستباحوا من جسدِ الأرضِ دماً مخلداً..
غدروك
كما يغدر جنديٌ يبيع القضية
و آذونا بك، ويا ما أثقلها من أذية..
قتلونا قبلك
شردّوا أحلامَنا
يتّموا أطفالَنا
روَّعوا اللحنَ في وترِ الكمنجة!
والناي يبكيكَ بحرقةٍ..
كم ذا يطول بكاؤه وبكاؤنا.
قتلوك، ولم تَمُت
لا يموت الشبقُ ..
لا يموت الوجعُ..
لا يموت المخلدون كأبطال..
لا يموت الحلمُ ولا يفنى!
قتلوك يا آخرَ من حَملوا الرسالة “كالأنبياء”
قتلوا الحرفَ، والأملَ
أطالوا الأمدَ، والمسافة..
حاولوا أن يسحقوا الذكرى الجميلة من قلبِ الوطن،
وما استطاعوا ..
ما استطاعوا يا فجرَ الحريةِ المسلوبةِ منا حين غفلة..
يا نضالاتِ الإباء!
ظنّوا بأنهم قتلوك يا عدنان
ألا تبّت يداهم وما ظنوا!
ظنوا بأنهم صلبوكَ كالصنم
وتناسوا
بأنّ أغلبَ الظّنِ حتماً يكون إثم!
قتلوكَ، وما قتلوك، ولو أن فيهم حكيماً؛ لأخبرهم بأنَّ الأرضَ التي أنجبتك
ليست بعاقر..
وأنهم لن يمروا
عليها الا كعابرٍ منسي..
فيا “أيها المارّون بين الكلماتِ العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا،
واسحبوا ساعاتِكم من وقتِنا، وانصرفوا”.