المواطن / تقرير _ خاص
لم تكون الإصابة التي افقدته قدمه في جبهة القتال كابح لروح وطنيته وعزيمته، المقاوم والبطل منصور عبد الله عبده شرف، من أبناء قرية الشقب مديرية صبر ، شمال شرق محافظة تعز، اصيب بإنفجار لغم أرضي ، يوم السبت الموافق 9/11/2019م ، أدى إلى بتر قدمه اليمنى.
اسعف منصور من قبل زملاءه الى مدينة تعز الا ان اغلب المستشفيات رفضت استقبال الجريح وظل رفاق سلاحه يتنقلوا به من مشفى الى اخرى، وذلك بمبرر أنه غير “مرقم” في أي لواء عسكري من الوية المحافظة وظل 12 ساعة ينزف ولم تقبل أي مستشفى إجراء العملية له، وهكذا حال الكثير من ابطال الجبهات، في الوقت الذي يتمتع مسلحي الشوارع بارقام ورتب عسكرية وامتيازات اخرى، وكل هذا يحدث في محور تعز.
ويقول أحد مسعفي الجريح منصور عبد الله ” ظلينا نتنقل به من مستشفى إلى أخرى فرفضت إجراء العملية له ، وتواصلنا مع قيادات ومشرفي اللواء 22 ميكا واللواء 35 مدرع من أجل توجيههم لإحدى المستشفيات لعلاج منصور ، لكنهم هم أيضاً رفضوا وتهربوا من الأمر”.
وأضاف “بعد منتصف ليلة الأحد قام الأخوة في مستشفى الثورة العام بإجراء العملية له من غير معدات العمليات ، وترك بعد ذلك بدون ادوياء يتجرع مرارة الألم حتى الآن ، ولم يلتفت إليه أحد لا من قيادة المحور ولا قيادات اللواء 22 ميكا و35 مدرع رغم مطالبتنا لهم وكأن الأمر لا يخصهم”.
وبحسب افادة مصدر عسكري مشارك بالمعارك في جبهة الشقب البوابة الجنوبية لمدينة تعز، والتي كان من أوائل مؤسسيها هو الجريح منصور، وذلك لمقارعة مليشيات الحوثي الإنقلابية ، الا أن قيادات المحور واللواء 22 ميكا الذي يقاتل تحت ممرتها رفضت ترقيمه ، والآن يرفضوا علاجه رغم تضحياته الكبيرة في سبيل الدفاع عن المحافظة”.
ولفت المصدر إلى أن الجريح منصور الذي بترت قدمه اليمنى وهو يقوم بنزع الألغام الأرضية التي زرعتها المليشيات الحوثية في منطقة الشقب نتيجة أنفجار أحد الألغام به ، قدم تضحيات جسيمة في سبيل الدفاع عن المحافظة هو وجميع أفراد أسرته ، فهو ينتمي إلى أسرة مقاومة قدمت شهداء وجرحى في مواجهات مع مليشيا الإنقلاب”.
وعن التضحيات التي قدمها منصور واسرته فيقول المصدر : قدمت أسرة منصور الكثير من أفرادها في سبيل مواجهة الانقلاب منهم “عبسي عبدالعضيم شرف شهيد ،و احمد يوسف عبده شرف شهيد وبدون مرتب حتى الآن ، وعبدالله يوسف عبده شرف شهيد وبدون مرتب حتى الآن ، وعبدالله عبدالسلام عبدالله شهيد وكان مهندس الغام شارك في جميع جبهات تعز ، ورائد عبدالرقيب شرف جريح ومبتور الرجل ، وعبد السلام عبدالله عبده شرف جريح وما زال يحتاج لعملية جراحية لإخراج الشظايا من صدره”.
وعملت قيادات المحور واللواء 22 ميكا على إقصاء أفراد جبهة الشقب وأبناء الشقب المقاومين للانقلاب من حقوقهم في الترقيم العسكري واستلام مرتباتهم ففي هذه الجبهة أكثر من 500 فرد مرقمين دون رواتب ، عملت قيادة المحور على تهميشهم ونهب رواتبهم بدعوى عدم نزول التعزيز المالي لهم ، ورغم كثرة الوعود بمعالجة أوضاعهم من قبل المحور الا أنه لم يتم معالجة أوضاعهم حتى الآن ، وما زالت قيادة المحور تأكل حقوقهم.
كما حرمت قيادات المحافظة في السلطة المحلية والعسكرية والمحور أبناء الشقب من أي دعم عسكري أو إغاثي ، وتركت أبناء الشقب يواجهون مليشيات الحوثي منفردين وباسلحتهم الخاصة وامكانيتهم البسيطة ، وتركتهم يواجهون الموت بالقصف والمرض والجوع ، وعملت على نهب نصيبهم من المساعدات الإنسانية الإغاثية ، والخدمات العامة كمادة الغاز على سبيل المثال لا الحصر.
وهكذا تستمر معاناة جرحى المحافظة في ظل قيادات مدنية وعسكرية وأمنية فاسدة لا هم لها سوى البحث عن الثراء الشخصي حتى وإن كان الأمر على حساب قوت أطفال المدينة ، وصحة الجرحى وحياة الناس ، وهو الأمر الذي دفع بأبناء المحافظة للخروج والتظاهر ضد فساد هذه القيادات وتطالب بإقالتها ومحاسبتها ، ليظل التساؤل إلى أي مدى من التدهور والسوء ستصل إليها الأوضاع في المحافظة ؟ مفتوحاً.