تضاعف السيارات المفخخة مآسي النازحين السوريين القاطنين بمخيم الركبان جنوب شرق سوريا على الحدود مع الأردن لتكرار استهداف المخيم بالمفخخات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق عدة في الشمال السوري.
ويضطر النازحون السوريون الذين يأملون الدخول للأراضي الأردنية للبقاء في المخيم رغم الظروف المعيشية السيئة والهجمات المتكرّرة التي عادة ما تخلف ضحايا منهم، وذلك لعدم وجود مكانٍ أفضل يلجؤون إليه.
وقال قيادي في الجيش السوري الحر -رفض الكشف عن هويته لأسبابٍ أمنية- لـ الجزيرة نت إن قوات تنظيم الدولة المتمركزة في بعض القرى الواقعة بالبادية شمال غرب مخيم الركبان تسعى لزعزعة استقرار الحدود السورية الأردنية، وضرب المنفذ الذي تتمركز فيه قوات حرس الحدود على الجانب الأردني وجيش أحرار العشائر بالجانب السوري، وهي النقطة القريبة من مخيم الركبان.
إجراءات أمنية
القيادي ذاته أوضح أن جيش أحرار العشائر عزز قواته مؤخرا في محيط المخيم وزاد من عدد عناصره في الحواجز المنتشرة بالمنطقة، وفرض نقاط تفتيش للسيارات الداخلة للمنطقة لمنع تكرار هجمات التنظيم بالسيارات المفخخة على المنطقة الحدودية.
الطفولة بمخيم الركبان.. أين ضمير المجتمع الدولي؟ (الجزيرة)
وقال القيادي بالجيش الحر إن الحرس الأردني مستمر في إغلاق الحدود بعد التفجير الذي استهدف أحد المواقع التابعة للجيش الأردني وتبناه تنظيم الدولة في يونيو/حزيران الماضي، مضيفا أن الحرس يتعامل أحيانا مع الحالات الإنسانية في المخيم الناتج عن الهجمات، حيث سمحت السلطات الأردنية بإدخال 14 مُصابا معظمهم من المدنيين في حادثة تفجير السيارة المفخخة مؤخرا في المخيم.
معاناة إنسانية
ويعاني قاطنو مخيم الركبان البالغ عددهم 85 ألف نازح، معظمهم من أرياف الرقة ودير الزور وتدمر، من تدهور الأوضاع الإنسانية. وقال الناشط الإعلامي عبد الله أبو الطيب إن هاجس السيارات المفخخة زاد من معاناة قاطني المخيم في ظل نقص الغذاء والماء والدواء، وانعدام شبه كلي لوسائل التدفئة لمواجهة البرد القارس.
النازحون السوريون بمخيم الركبان يعانون من نقص الغذاء والماء وانعدام وسائل التدفئة (الجزيرة)
وذكر أبو الطيب أن الهجمات المتكررة على منطقة المخيم زادت من معاناة النازحين بعد إغلاق الأردن لحدوده أمام إدخال النازحين إلى المخيمات بالأراضي الأردنية، وأوضح أن كميات المساعدات الإنسانية قليلة ولا تغطي حاجة المخيم رغم المناشدات المتكررة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لضرورة إعادة فتح الحدود لإغاثية النازحين المتجمّعين بالمنطقة منذ أكثر من عام ونصف العام.
وقٌتل 11 مدنيا من النازحين القاطنين وأصيب أكثر من 15 آخرين في مخيم الركبان إثر تفجير سيارة مفخخة يوم 21 من الشهر الماضي استهدف وسط المخيم قُرب الحاجز العسكري التابع لجيش أحرار العشائر المقرّب من الأردن.