المواطن / فريق التحرير
دعا القائم بأعمال وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي ، كل الخيرين في العالم لحماية إرث اليمن الحضاري البيئي ، والذي يتعرض للتدمير من قبل مليشيات الحوثي الإنقلابية.
وقال في كلمته التي ألقاها أمام المشاركين في المؤتمر الثامن لوزراء البيئة لدول العالم الإسلامي ، والذي أنعقد يومي الأربعاء والخميس الماضيين في العاصمة المغربية الرباط ، ” أتيتكم من اليمن.. اليمن السعيد الذي كان له دوراً رائدا في حماية البيئة وتناغمه مع الطبيعة ، إذ شيد الأجداد المدرجات الزراعية ليخلق من الجبال طبيعة خلابة ساحرة لا زالت تتوارثها الأجيال كابرا عن كابر ، فصنعت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لتنتج كل المحاصيل والفواكه والخضروات والبن ، فغدا الإنسان اليمني صديق للبيئة منذ فجر التاريخ وبزوغ الإسلام.
وأكد توفيق الشرجبي “إن أول محمية طبيعية في اليمن تم إعلانها قبل أكثر من ٤٠٠ عام ، وهي محمية (غابة برع) على المرتفعات الغربية لليمن ، ولا تزال غابة ومحمية حتى اليوم حيث تم توقيفها كمنطقة محمية باشتراطات ترقى لمواصفات واشتراطات المحميات في الوقت الراهن ، مشيراً إلى أن هذا الإرث بحاجة إلى إنقاذ من قبل كل الخيرين في العالم ، ومن المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والجهات الحقوقية ، وهي دعوة أوجهها لجميع الخيرين في العالم لإنقاذ إرثنا الحضاري البيئي والتنوع الحيوي لليمن ، والذي يتعرض حالياً للتدمير وبشكل متسارع من قبل المليشيات الإنقلابية الحوثية”.
وأفاد الشرجبي بأن “سقطرى كمحمية طبيعية فريدة على مستوى العالم تتعرض اليوم للتهديد بإخراجها من قائمة التراث العالمي لمحميات المحيط الحيوي والإنساني ؛ كنتيجة طبيعية لوضع الحرب في بلادنا وضعف التمويلات المتاحة لتعزيز الإدارة ووقف الاعتداءات على المناطق المحمية ، خاصة وأن فريق التقييم الثاني سيصل خلال الأسابيع القليلة المقبلة ، مما يتطلب اتخاذ جملة من التدابير بشكل مستعجل وسوف نعمل على تجاوز وضبط المخالفات ، ونحن ملتزمون بحل كافة الاشكاليات والحرص على إبقاء محمية سقطرى ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي”.
وأبدى تخوفه الشديد من كارثة بيئية متوقعة يمكن أن تلوث البحر الأحمر وخليج عدن وتهدد التجارة الدولية البحرية، هذه الكارثة عبارة عن قنبلة موقوتة لخزان صافر العائم ، الذي يحتوي على أكثر من مليون برميل من النفط الخام منعت المليشيات الحوثية وصول الفرق الفنية للتقييم وإصلاح الخزان الذي ينذر بحدوث انفجار ، خاصة وأنه بدأ بالتآكل مما يهدد بتسريب نفطي سيضر بالبيئة والمحميات البحرية وسبل عيش سكان المنطقة والتجارة الدولية.
واختتم الشرجبي كلمته بالقول: “إن المسؤولية الملقاة على عاتقنا ليست سهلة ، بل تحد كبير خاصة في البلدان التي تعاني من ويلات الحروب كبلادي حيث تفوق الأعباء إمكانياتنا المادية والفنية ، كما أن التغيرات المناخية ومشكلاتها تعزز من وطئة المشكلة ما يعكس واقعاً يؤثر على صور الحياة، لافتا إلى أن اليمن تعرض خلال السنوات القليلة الماضية لعدد من الأعاصير التي لم تكن مألوفة في السابق ، معبرا عن أمله في أن يكون العام القادم عام الاستدامة البيئية والتوجه نحو تحقيق التنمية المستدامة ، من خلال اقتصاد أخضر صديق للبيئة يأخذ بمبدأ الاستخدام الرشيد والعقلاني للموارد الطبيعية ، بصورة متجددة وقابلة للاستمرار ، واستحضار إرثنا التليد”.
إلى ذلك ناقش وزراء البيئة في مؤتمرهم تحت الشعار الهادف (دور العوامل الثقافية والدينية في حماية البيئة والتنمية المستدامة) مشروع إنشاء شبكة العالم الإسلامي للعمل البيئي والتنمية المستدامة ، ومشروع استراتيجية تفعيل دور العوامل الثقافية والدينية في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في العالم الإسلامي ، ومشروع وثيقة توجيهية بشأن تعزيز دور الشباب والمجتمع المدني في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
كما ناقش المؤتمرون أيضاً تقريراً حول جهود “إيسيسكو” في مجال البيئة والتنمية المستدامة بين الدورتين السابعة والثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة ، وتقرير التقدم المحرز في مشروع إنشاء “الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة”، وتقرير الاجتماع الخامس للمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة، الذي عقد في 20 أبريل 2019 في مقر “إيسيسكو” وتقريرا عن برنامج الاحتفاء بالعواصم الإسلامية الصديقة للبيئة، وكذا تقرير “إيسيسكو” حول الخطة التنفيذية للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية وإدارتها في الدول الأعضاء.