المواطن/ خاص
تقرير – مكين محمد
مايزيد عن (600) مصاب بالفشل الكلوي في محافظة تعز مع تزايد مستمر في عدد الحالات، ونسب كبيرة تتوفى في المنازل دون أن تقيد في سجلات الصحة بتعز، حيث انتشر في الأونة الأخيرة الفشل الكلوي بمناطق مختلفة من المحافظة وتتركز أغلبها في المديريات البعيدة عن المدينة وخاصة تلك التي يتواجد فيها القات مثل مديريات ماوية وجبل حبشي وشرعب الرونه والسلام وصبر ومناطق أخرى.
فمن يقترب كثيرا من مرضى الفشل الكلوي يعرف نكهة الوجع وفن الصبر الذي يبحث عنه الجميع، تشيب الأنفس من هول المعاناة التي رسمت تفاصيلها بوضوح في وجوه المرضى وكونت مزيج بؤس وفقدان الأمل في زمن تورى الاخلاق خلف النكران.
يواجه مرضى الفشل الكلوي العديد من المشاكل والتي تظهر بشكل معاناة قاسية تزيد من طفح الآلام وقهر الفقر، فالخدمات الطبية تكاد تكون معدومة في المراكز الخاصة بالغسيل الكلوي.
مركز الكلية الصناعية في مستشفى الثورة العام بتعز يقدم خدمات صحية بسيطة وبحسب مصادر خاصة فإن بعض العلاجات لم تتوفر للمرضى مما يضطرهم شراءها من خارج المستشفى، وإن كانت بأسعار مرتفعة و رغم الظروف المعيشية الصعبة التي تلحق بمصابي الفشل الكلوي، لم نتمكن من الحصول على إحصائية رسمية من قسم الفشل الكلوي بالثورة بسبب امتناع رئيس القسم الدكتور هاني الحناني تزويدنا بأي معلومات حول المركز والخدمات التي يقدمها للمرضى، وعدم تعاونه في نقل معاناة المركز والمرضى المصابين بالفشل الكلوي.
وأثناء الحديث مع الكثيرين من الأشخاص المصابون بالفشل الكلوي، اتضح أن أغلب المرضى هم من مناطق تقع خارج المدينة وراء حيطان الحصار المفروض من قبل جماعة الحوثي الإنقلابية، والذي يزيد من معاناة المصابين بالمرض، إضافة إلى ظروف كثيرة تفتك بالمرضى منها عدم وجود سكن كافي ولائق بالحالة الصحية للمرضى، وبحسب ما أفاد بعض المرضى أن بعض الجمعيات وفاعلي الخير تتكفل بتكاليف السكن ، وبخدمات بسيطة، ومع ذلك كثر الحديث عن المنح الصحية التي تصل إلى المدينة والتي يصفها البعض بأنها كفيلة بتغطية كل احتياجات المرضى من علاجات و سكن وخدمات أخرى ومساعدات متنوعة، غائبة في مركزي الفشل الكلوي بالمستشفى الثورة والجمهوري بتعز.
قسم الغسيل الكلوي بمستشفى الجمهوري هو الأكثر شحة في المستلزمات الطبية وخاصة العلاجات المرافقة وبعد الغسيل حسب ما أكد لنا مسؤول القسم الاخ / عصام مهيوب دحان ، مشيراً إلى أن المركز يستقبل أربعين حالة غسل في اليوم من اصل 120 مصاب والمقيدين في المركز، موضحاً أن أغلب الحالات تاتي من جبل حبشي وجبل صبر ، وان الاقبال مرشح للزيادة خاصة أن هناك حالات تأتي من خارج المحافظة وبالتحديد من إب و عدن وصنعاء.
وأكد دحان أن الكادر العامل في الوقت الحالي ليس متخصص كون المركز يفتقد إلى عامل طبي مختص ، بالإضافة إلى عدم وجود طبيب يقيم الحالات المرضية، موجها نداء الى الجهات المختصة بالسلطة المحلية والمنظمات الداعمة وفاعلي الخير بتقديم المساعدة لمرضى الفشل الكلوي في قسم الغسيل بالمستشفى الجمهوري وذلك بتقديم العلاجات الثانويه أسوة بمستشفى الثورة والتي تتلقى الدعم من جهات كثيرة بعكس الجمهوري رغم أنه تم طرق أبواب عدة دون أي تجاوب منها.
مرضى يتألمون
من يقترب كثيرا من مرضى الفشل الكلوي يعرف نكهة الوجع وفن الصبر الذي يبحث عنه الجميع، تشيب الأنفس من هول المعاناة التي رسمت تفاصيلها بوضوح في وجوه المرضى وشكلت مزيج بؤس وفقدان أمل في زمن تورى الاخلاق خلف النكران.
الاخ عبدالحفيظ عبدالله 45عام من أهالي مفرق الذكرة مصاب بفشل كلوي منذ مايزيد عن أحد عشر عاماً وضعه المعيشي قاسي لا يستطيع أن يحصل على ابسط الاحتياجات الأساسية، يعيش بعيدا عن أهله، واتخذ من المدينة غربة والحصار حدود تقطع أمل التواصل بأسرته، التي استنفذت كامل مدخراتها وهي تكافح الفشل الكلوي في ظل غياب الخدمات المطلوبة من الجهات الحكومية بالمحافظة.
الكثير منهم يتجرعون ويل الفشل الكلوي و مر التنقل من مدينة تعز الى مساكنهم وخاصة تلك الريفية التي تضاعف من ألامهم بسبب الحصار المفروض على مدينة عجز العالم عن رؤية معاناة ساكنيها، لتتجلى في أذهان الكثيرين مدى هشاشة حق الإنسان في الحياة بعيون المنظمات الدولية التي تدعي حماية الحقوق.
غربة في قسم الغسيل الكلوي
أما الحاج عبده علي سعيد من أهالي مديرية ماوية يبلغ من العمر خمسون عاماً ولديه من الاولاد ثلاثة يعيش جميعهم في كنف والدتهم التي تكابد الحياة من أجلهم بعد إصابة الاب بالفشل، والذي يعاني منذ خمسة سنوات، و يعيش في غربة بحثاً عن حياة مؤقتة في ظرف لم يكن للإنسانية أي اعتبار في بلد انهكته الحرب وقزمه ثلة من الانتهازيين، يقول العم عبده علي أنه يقضي جل أيامه في قسم الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة العام بتعز،ومع دنو ليلة الثلاثون يوماً يذهب يتفقد صغاره في القرية لم يلبث هناك سوى يومين حتى تشده حاجة العودة لاستكمال معاناة التشرد القسري.
المعاناة تثقل كاهل ذوي مصابي الفشل الكلوي بمحافظة تعز، كما هو حال الأخ أحمد طاهر احمد من أبناء جبل حبشي زوجته مصابة بفشل كلوي مما أدى إلى عدم قدرتها على أعمال المنزل والاهتمام بصغارها، وهذا زاد من مسؤوليات والتزامات احمد من خلال قيامه بسد الفراغ الذي تركته الزوجة بسبب إصابتها بالفشل الكلوي.
بقلب مليئ بالاوجاع يقول احمد أنه يتكبد عناء السفر من القرية الى قسم الفشل الكلوي بمستشفى الثورة وسط مدينة تعز في الاسبوع ثلاث مرات وبتكلفة (24) ألف ريال بواقع (8) ألف ريال في المرة الواحدة، احمد ليس له مرتب أو حتى دخل سوى أنه يكافح الفقر ومعاناة زوجته.
الفشل الكلوي معاناة اعدم الكثيرين من أبناء محافظة تعز، والاكثر منها إلاما غياب الجهات المعنية بالمحافظة وتلاشي الضمير الإنساني في التخفيف من حدة المعاناة التي تلحق بمصابي الفشل الكلوي، هنا ننقل بعضها وآخرون أيضا فاعلون فهل من مجيب؟؟.