المواطن/ كتابات _ نجم المريري
” سنقدم لكم أسوأ خدمة، سنحرمكم من العدو..!” بهذه العبارة بعد سقوط جدار برلين خرج المستشار الدبلوماسي لرئيس الاتحاد السوفيتي مخاطبا الإمريكيين والأروبيين.
بدّت العبارة نفسها جليّة ومتوقدة مخلفة ثقبا أسفل صلعة هادي وهو يمضي على صفقة تغيير الدكتور أمين محمود.
يدرك هادي ما ندركه جميعا وهو ما يريده أيضا في طريقه نحو هدم الدويلات المتكونة داخل الدولة: دون وجود عدو سنصحو في غضون رماد على مدينة تمزق مجاميعها المسلحة غير المتجانسة بعضها بعضا ، إذ أن العدو يصنع وحدة مناوئة تؤجل بدورها الإنفجار الداخلي لهذه المجاميع التي تشبه في تماسكها قطع صغيرة لشظايا تملأ قنبلة موقوتة متورمة.
للسبب ذاته لا يمكن لهذه الجماعة أن تبقى دون عدو، لم يكمل الرئيس المصري، رحمه الله، ليلته الأولى عند توليه منصب رئيس الجمهورية حتى سارع في حياكة عداوات محلية ودولية لا تُحد وعلى أكثر من صعيد تارة بإبرة الدين وأخرى بإبرة السياسة.
صناعة العدو لم تكن سلعة تنظيم الإخوان المسلمين فحسب بل هو ديدن أي جماعة ليس لوجودها (كجماعة لا كأفراد) مبررات عقلية وجودية كافية ومثلهم أيضا الجماعات المدعومة إماراتيا المتآكلة حاليا وجماعة الحوثي المتآكلة ببطء سيُسرع حال غياب العدو.
في تعز وفي ظل هذا الفيضان المسلح ولأن المجاميع المسلحة ليست كلها إخوانية فإن غياب العدو ، كمبرر وجودي وكمشجب لاخفاقاتهم وأيضا كجسد ما من وظيفة له سوى تلقي ضربات الجماعة الناتج عن استفراغ غرائزي حقود وخبيث بالهَوِية ، سيدفع الجماعة في المحصلة النهائية إلى صناعة عدو من داخلها نفسه ليأكل بعضها البعض.
تقوم قناة يمن شباب بدورها على أكمل وجه كمصنع استيلاد أعداء بشريين فعليين أو تخيليين أو حتى فضائيين..
ذهب أمين محمود وكان من الحتمي أن يضطلع الشارع ولو شعوريا في حياكة المقارنات بين الفترة التي قضاها الدكتور أمين محافظا لتعز وما أحدثه من ناصبوه العدى.
كان من الطبيعي أن يتساءل الشارع عن برود حُمى يمن شباب وسر تبخر مَسِيرات ومُسَيّرات مبادرة مع الدولة وشعاراتها الطوباوية والمفازات اليوتيوبية الموعودة لأسر الشهداء والجرحى قالت رابطات احتكرت جرحهم في شخصها(رابطة أسر الشهداء والجرحى): أن الدكتور أمين محمود يقف حائلا في طريق نمو هذه الفراديس الأرضإخوانية.
ثمانية أشهر مرت منذ ذهاب أمين محمود وكانت المحصلة أمس في تحقيق استقصائي مجتر قضى عبدالحكيم هلال مدير تحرير موقع يمن شباب ومعه رتل من إعلامي التوجيه المعنوي العاملين في القناة، ثمانية أشهر في اجتراره وغَزْله على أدخنة سيجارة مارلبورو.
يقول لي أحد أصدقائه مازحا: خليه يقول اللي يشتي، حرام نقطع أرزاق الناس، الراجل من خليف التخزينة و و و يدخن ثلاثة أبكات/بواكت مارلبورو في اليوم الواحد
“3×1500=4500ريال يمني”.
ما من هدف يُذكر لذلك التحقيق المربط بصميل والذي لم يقدم شيء في الأساس سوى:
- استئصال فترة مثالية، مقارنة بماهو حالي، من ذكرى طازجة في مدارك الشارع التعزي وهي الفترة التي قضاها الدكتور أمين محمود محافظا لتعز.
- خلق عداوات قادمة تستمد منه الجماعة تماسكها، واشعال ثقاب الضوضاء كالعادة لخنق لمسارات الشارع بالمزيد من التراجيديات وبدأ هذا بوضوح في استهداف التحقيق لوكيل الشؤون الفنية والهندسية في المحافظة المهندس مهيب الحكيمي وهي نفسها حملات خلق العداوات التي تساق في أكثر من جهة.
- التغطية على عمليات فساد صارخة ولا تُظاهى تتم في المرافق والمكاتب التابعة لهم.
- إخافة وإطفاء الإنعكاس الصوري المؤسسي الصارم لشخص أمين محمود في شخص المحافظ الحالي، نبيل شمسان، ودفعه لتبني شخصية بديلة تشبه في مقاساتها ومساقاتها المحافظ المعمري.
- استدرار المال القطري بالنسبة لموظفي الموقع كلما نقصت أعقاب سيجارة مارلبور في منفضة مدير تحرير الموقع.
لن أدخر وقتا مهما في تفنيد ما جاء في الكلام الذي اعتبرته شطحات مارلبورو عبدالحكيم هلال “تحقيقا استقصائيا” إذ أن قناة تأتيك مقوسة جبينها باعتبارك عدو ومُدان، تأتيك فقط لتؤكد أحكامها المسبقة هي قناة لا تستحق أن تقابلها، عدا أن الوكيل مهيب الحكيمي وبحسب مصادر مقربة لم يتردد في مقابلة القناة بعكس ما جاء في تقريرهم المتناقض وكان حري بالقناة أن تأتي عبرنا في إدارة إعلام ديوان عام المحافظة قبل أن تتجاوزنا مرورا إلى مكتب الوكيل المهندس.
تنزلق القناة في سيل الريالات القطرية ماضية في صنع أعداء ليكونوا سببا في استمرارية دعمها وتكثيفه.
تصنع اعداءا للإصلاح ليكثف الإصلاح دعمه في المقابل.
أن يُجرد الإصلاح من الأعداء ستجرد هي من الدعم المالي فضلا عن أن هذا الحزب سيتجرد هو الآخر من كيانه وهويته وتماسكه إذا ما خلت ساحته من الأعداء.
نجم المريري