المواطن/ خاص
انطلقت جلسات اجتماع الدورة الثامنة لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني بتعز اليوم الخميس “دورة الحرية للرفيق ايوب الصالحي والمخفيين قسرا” والتي ستستمر على مدى ثلاثة ايام بفترتي الصباح والمساء.
وفي افتتاح الدورة القى سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بتعز ا. محمد عبدالعزيز الصنوي كلمة افتتاحية في مايلي نصها:
الرفيقات والرفاق الأعزاء أعضاء لجنة المحافظة / الهيئة القيادية الحزبية لمنظمة الحزب في محافظة تعز:
أحييكم تحية نضالية, وأرحب بكم أجمل ترحيب وأشكر لكم حضوركم هذه الدورة تلبية لدعوة السكرتارية, التي تعثر انعقادها خلال الفترة الماضية بسبب ظروف الحرب التي تعيشها المحافظة ولعدم توفر الامكانيات المالية اللازمة لعقد الدورة, الأمر الذي اضطررنا إلى استلاف مبلغ نقدي من أحد الرفاق لتغطية تكاليف عقد الدورة في هذا الموعد. وإننا على ثقة بأنكم ومن خلال هذه الدورة سوف تخرجون بنتائج أكثر ايجابية تحقق نقلة نوعية للمنظمة وتعزز من تماسكها ووحدتها وتتجاوز كل الظواهر السلبية.
الرفيقات العزيزات.. الرفاق الأعزاء:
لعلكم جميعاً تدركون طبيعة الظروف التي تعيشها محافظة تعز, وهي ظروف بالغة التعقيد على المستوى السياسي والعسكري والأمني والسلطة المحلية.. إلخ, وانعكاس تلك الاوضاع على المستوى الحزبي والنضالي. إلا أنه وعلى الرغم من طبيعة هذه الظروف وتعقيداتها, وخصوصا منذ بداية الحرب وإلى اليوم, فإن قيادة المنظمة (السكرتارية) قد بذلت كل جهدها وكل ما استطاعت ان تقدمه في التعاطي مع مجمل التحديات ومواجهتها.
وإننا في قيادة المنظمة, وعلى الرغم من شحة الإمكانيات, وتلكؤ الهيئات العليا عن تقديم الدعم للمنظمة في بداية الحرب لفخورين بالنجاحات التي تحققت, التي من أهمها ما يلي:
تماسك الرأس القيادي لمنظمة تعز :
لقد عكس هذا التماسك نفسه على تماسك منظمة الحزب على كل المستويات التنظيمية في الدوائر والمديريات, بصرف النظر عن طبيعة الاختلالات التنظيمية القائمة في اطار المنظمة.
إلا أن قيادة المنظمة قد جمعتها وحدة القرار السياسي على المستوى العام وعلى المستويات الفرعية. وقد تمثّل الخط السياسي العام للمنظمة خلال الفترة المنصرمة بالدفاع عن تعز وسكانها, ومقاومة المليشيات الانقلابية.
على صعيد المقاومة والمشاركة فيها:
لقد شاركت منظمة الحزب وبفاعلية في إطار المقاومة الشعبية, إيماناً منها بمشروعية هذا الفعل الشعبي التاريخي الذي واجه صلف وجبروت الثورة المضادة, ومساعي تحالف الانقلاب لتركيع اليمنيين لسلطته الغاشمة, ومحاولاته في تقويض مسار الثورة الشعبية, وتحطيم أحلام وآمال الشعب اليمني في بناء الدولة الاتحادية الديمقراطية المدنية الحديثة.
هذه المشاركة الفاعلة لمنظمة الحزب في المقاومة مشهودة ويعرفها القاصي والداني, وتؤكدها الوقائع والأحداث طيلة الأربع السنوات والنصف الماضية, وعليه لن نسمح لأي قوة أو طرف أن يزايد على منظمة الحزب بذلك.
إنّ قرار انخراط المنظمة في إطار مقاومة الانقلاب قد بُني على الآتي:
1- قرار سياسي مسؤول منذ بداية الحرب, وابلاغ الامانة العامة بذلك القرار, ومطالبتها بتقديم دعم للمنظمة لتنفيذ خططها ومهامها التي تم اقرارها.
2- اعتماد نهج سياسي وطني متوازن مع كل الاطراف السياسية المشاركة في الدفاع عن تعز, مع اللقاء المشترك, ومع التحالف السياسي, ومع قيادة السلطة المحلية (المحافظين والوكلاء).
3- الالتزام بالخط العام للحزب, والتنسيق الدائم والتواصل المستمر مع القيادة المركزية للحزب وعدم تجاوز تعليمات وتوجيهات الأمانة العامة.
4- تبني قرار موحد في إطار قيادة المنظمة بعدم التعاطي مع أي دعم يأتي من خارج الإطار الحزبي من أي طرف كان داخلي أو خارجي.
ولهذا نؤكد لكم أن منظمة الحزب لم تمد يدها لأي طرف داخلي أو خارجي, ولم تتسول, ولم ترتهن, كما فعلت الكثير من الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى, التي تلقت أموال وأسلحة, وحصلت على امتيازات مهولة من الداخل والخارج.
وكانت ثمرة هذا القرار المبدئي هي احتفاظ منظمة الحزب باستقلالية قرارها, وعدم الخضوع لأي اغراءات أو مساومات على حساب الخط العام للحزب وموقفه الوطني.
5- اتخذ قرار سياسي بعدم رفع أي تقارير معلوماتية كيدية ضد أي حزب أو جماعة أو ضد السلطة المحلية… إلخ. تجسيداً للموقف المبدئي الذي أشرنا إليه سابقاً.
6- المشاركة بقوة في إنشاء التحالف السياسي المساند للشرعية وفي صياغة برنامجه السياسي.
7- اتخذ قرار مبدئي في إطار قيادة المنظمة بعدم الانخراط في أي اصطفافات من شأنها تأزيم الوضع في تعز, وتزيد معاناة الناس, وتطيل أمد الحرب.
لقد التزمنا بعدم الزج بالمنظمة في أي صراعات سياسية وعسكرية في إطار مكونات الشرعية. واعتبرنا أن مثل هذه الصراعات البينية إنما تخدم قوى الانقلاب وتصرف المجتمع وقواه المختلفة عن القضية الأساسية. ولم نكتفِ بذلك, بل قمنا بمساعي حميدة لتطويق هذه الصراعات ومعالجة أسبابها, ودعوة الأطراف إلى حل الخلافات من خلال الحوار المسؤول, بالإضافة إلى السعي لتشكيل تحالف سياسي عريض يضم مختلف القوى السياسية المساندة للشرعية بتعز.
هذا النهج السياسي بأبعاده المختلفة والذي انتهجته قيادة المنظمة منذ بداية الحرب وإلى الآن قد حقق لمنظمة تعز وحزبنا عدة مكاسب, نوضحها فيما يلي:
على مستوى منظمة الحزب:
1- أثبتت منظمة الحزب مصداقيتها وشفافيتها لكل الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والجماهيرية بتحيزها المطلق للقضايا الرئيسية والمتمثلة بالتحرير والدفاع عن تعز وعن أبنائها ضد المليشيات الانقلابية بعيداً عن أية مصالح ذاتية وخاصة.
2- تبني المنظمة خطاب سياسي وطني, نقيض للخطاب الطائفي الذي ظهر في بداية الحرب من قبل الأطراف المهاجمة والمدافعة.
3- المشاركة القوية في الحشد والتعبئة, والدفع بالجماهير نحو تحقيق مشروع التحرير, وإعادة بناء مؤسسات الدولة وبناء الجيش الوطني بأسس سليمة, ورفض المساعي الهادفة لملشنة الجيش.
4- تحقيق نجاح سياسي مشهود , أكسب المنظمة قدراً كبيراً من الاحترام والاعتراف في كل الاوساط السياسية والجماهيرية, وعلى مستوى الرئاسة والحكومة الشرعية وقيادة التحالف … إلخ.
5- الحفاظ على تماسك ووحدة قرار المنظمة على مختلف المستويات والأوضاع الحزبية, بالرغم من الضعف التنظيمي الذي يعانيه الحزب.
6- تحقيق صمود أسطوري وعدم سقوط أي عضو قيادي أو عادي في المستويات الدنيا والعليا أمام المحاولات المفتعلة في الاعاقة والعرقلة والازاحة المتعمدة من قبل بعض الأطراف الحليفة, التي مارست كل أشكال الاستحواذ والسيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية.
6- طهارة اليد والموقف الوطني المسؤول لمنظمة تعز.
7- الحفاظ على تماسك علاقة المنظمة بالقيادة المركزية للحزب, والتواصل الدائم مع القيادة العليا لتلقي التعليمات والتوجيهات والتنسيق حول قضايا الحزب والمحافظة.
ونحن لا نزعم أن نشاط المنظمة خلال الفترة الماضية قد حقق المستوى المطلوب من النجاح , بل هناك بعض السلبيات والاخفاقات وهذا أمر وارد.
لقد شهدت الحياة الحزبية تباين في تقييم مواقف وأداء المنظمة من قبل بعض الرفاق والذين كان يجب عليهم أن يوجهوا ذلك التقييم من خلال الأطر التنظيمية والحزبية.
إن أي تقييم لنشاط المنظمة ينبغي أن يكون هادف, وينطلق من معرفة بالحيثيات والظروف المحيطة بالمنظمة, ومن ذلك:
- القصور في تفعيل الاوضاع الحزبية في الدوائر والمديريات والارتقاء بها الى مستوى الاوضاع العامة في المحافظة. هذا القصور له أسبابه الموضوعية. فالجميع يعلم أن محافظة تعز تشهد حرب منذ أربع سنوات ونصف, وقد خلقت الحرب أوضاعاً كارثية على كل المستويات, فقد انهارت مؤسسات الدولة, وانهارت العملية السياسية التوافقية, وتسيّد منطق السلاح والعنف على العمل السياسي.
وقد تسببت الحرب بتقطيع أوصال المحافظة إلى منطقتين: منطقة تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية ومنطقة تحت سيطرة الشرعية, وهو ما خلق صعوبات كبيرة أمام التواصل مع الأوضاع التنظيمية.
بالإضافة إلى شحة الامكانيات المالية للمنظمة , وتفاقم سوء الوضع المعيشي للمواطنين, وفي مقدمتهم أعضاء الحزب بمختلف شرائحهم الاجتماعية وأوضاعهم الحزبية, والذين عانوا ولا يزالوا يعانون معاناة مريرة.
إن جملة هذه الظروف قد أثرت سلبياً على النشاط الحزبي.
الرفيقات العزيزات.. الرفاق الأعزاء:
لقد برزت ظاهرة سلبية مؤسفة في إطار المنظمة والمتمثلة بالحملات الظالمة ضد السكرتارية التي قادها البعض في وسائل التواصل الاجتماعي, وتوجيه الاتهامات الباطلة التي لا تستند إلى أي مسوغات منطقية.
وكذا بروز ظاهرة التراشق الاعلامي مع بعض الأحزاب الأخرى دون الرجوع إلى القيادة الحزبية, و دون أي التزام بتوجيهات وتعاميم السكرتارية, مما يظهر المنظمة أمام الآخرين في موقف ضعيف.
إنّ نجاح النهج السياسي الذي انتهجته منظمة تعز قد أكسب الحزب سمعة طيبة على المستوى الوطني. واسقط كل الاوراق والتقارير التي استهدفت وبقوة الحزب من قبل العديد من الاطراف السياسية المحلية والاقليمية التي حاولت تضليل الناس بالقول إن مواقف منظمات: تعز والضالع ولحج وعدن ومأرب والجوف والبيضاء إنما تمثل مواقف فردية متمردة على الموقف العام للحزب, وأنها ستؤدي إلى شرخ في الحزب. لكن الواقع أثبت بطلان تلك الأراجيف. وأكد على أن موقف الحزب موحد ومتماسك وعلى كل المستويات. وفشلت كل الحسابات الخائبة لدى البعض ممن توهموا أنهم بإمكانهم إزاحة حزبنا والاستفراد بالمشهد السياسي.
وفي الختام.. نؤكد لكم أنّ حزبنا الاشتراكي اليمني سيظل عظيماً, قابضاً على جمرة الموقف الوطني , ولن يهادن , ولن يساوم على حساب قضايا الناس. وستظل منظمتكم منظمة تعز كما عهدتموها صاحبة المواقف الوطنية والنضالية المشرفة من أجل نصرة الكادحين والدفاع عن مصالح الجماهير اليمنية, ومحل الرهان في تحقيق التطلعات المشروعة في بناء الدولة الاتحادية المدنية الديمقراطية الحديثة.
ومن هذا المنطلق ندعو الرفيقات والرفاق في كل المستويات التنظيمية والحزبية لاستنهاض الههم ومضاعفة الجهود من أجل تفعيل العمل الحزبي وتنشيط الأوضاع التنظيمية وتعميق الارتباط بالجماهير ومواصلة النضال الوطني والديمقراطي.
عشتم وعاش حزبنا الاشتراكي اليمني العظيم..
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار..
الشفاء العاجل للجرحى..
الحرية للمعتقلين والأسرى والمخفيين قسراً..
المجد لليمن..
النصر للثورة وللمقاومة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
محمد عبدالعزيز الصنوي سكرتير اول منظمة الحزب بتعز عضو اللجنة المركزية للحزب
11 يوليو 2019م